من السهل افتراض أنّ التدخل الأميركي في الشرق الأوسط من أي من الاهتمامين الرئيسيين لنا في القرن العشرين وهما إما اعتمادنا على النفط أو الإرهاب الذي يهدد أمننا. ومع ذلك فمن خلال هذا الاستبيان التعريفي يظهر ما يكل أورين - مؤلف كتاب أيام الحرب الستة - أنّ علاقتنا بالمنطقة ترجع إلى ما يقرب من مائتي عام وقد أثر عليها الكثير من العوامل مثل الاستراتيجيات الإمبريالية، والمثالية المسيحية، ورومانسية الثقافة الشعبية. ويعد تأريخ أورين هنا إضافة جديدة ومهمة لأدبيات السياسة الخارجية إلى جانب ما يلقيه من ضوء على ورطاتنا السياسية الراهنة.
يستعرض هذا الكتاب تاريخ التورط الأميركي في الشرق الأوسط سياسيا وعسكريا وثقافيا من أوّل رئيس للولايات المتحدة جورج واشنطن إلى رئيسها الحالي جورج دبليو بوش. ويجادل الكاتب أنه منذ أول القذائف التي أطلقتها السفن الحربية الأميركية على القراصنة في الشمال الإفريقي إلى تدخل قوات المارينز في الفلوجة، ومن المكتشفين الأميركيين الأوائل الذين وصلوا لمنابع النيل إلى الدبلوماسيين الذي جاهدوا من أجل السلام العربي الإسلامي، تورطت الولايات المتحدة في منطقة الشرق الأوسط بشكل درامي. فعبر قرنين من الزمان، كان الدولة والتجّار ورجال الإرساليات الأميركيين دورهم مهم في تشكيل هذه المنطقة الحيوية (الشرق الأوسط). وعلى رغم ذلك فلم ينشر ذلك على الملأ حتى الآن.
وبالاعتماد على آلاف الوثائق الحكومية والخطابات، والخرائط الأصلية والصور الفوتغرافية، ويعيد الكتاب بناء الطرق المتنوعة الرائعة التي اعتمد عليها الأميركيون في التعامل مع الأرض المغرية - والعدائية في الوقت نفسه - والممتدة من المغرب إلى إيران والخليج الفارسي، لمدة تقارب 230 عاما من الزمان.
يعد هذا الكتاب مرجعا أساسيا لكلّ من أراد أنْ يفهم جذور التدخل الأميركي الراهن في منطقة الشرق الأوسط.
العدد 1840 - الأربعاء 19 سبتمبر 2007م الموافق 07 رمضان 1428هـ
