العدد 1883 - الخميس 01 نوفمبر 2007م الموافق 20 شوال 1428هـ

المحاصيل المعدلة وراثيّا 1/3

عبيدلي العبيدلي Ubaydli.Alubaydli [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

تظهر الإحصاءات الصادرة حديثا أن المساحة المزروعة في أوروبا بالمحاصيل المعدلة وراثيّا، نمت بنسبة 77 في المئة منذ العام 2006، وتم في العام 2007 حصاد أكثر من ألف كيلومتر من محصول الذرة المعدلة وراثيّا. وزادت المساحة المزروعة من 1,7 مليون هكتار في العام 1996 الى 11 مليون هكتار في العام 1997، وأصبحت 44,2 مليون هكتار في العام 2000، ثم تعدت 52 مليون هكتار العام 2001. ويمكن الآن عن طريق الأساليب المعملية العلمية (التقنية الحيوية) فصل أي مورث من أي كائن ووضعه في أي كائن آخر، ومنها المحاصيل، وهذه العملية تسمى عملية نقل المورثات أو عملية التعديل (التغيير) الوراثي، أما المحاصيل فتسمى المحاصيل ذات المورثات المنقولة أو المحاصيل المعدلة وراثيا.

لقد مثلت الهندسة الوراثية واحدة من أكثر المستجدات العلمية التي هبت على الحياة العلمية واليومية في وقتنا الراهن، ولكن بطريقة أكثر تميزا من غيرها إلى حد كبير، وتمثل ذلك بانطلاقتها السريعة - وغير المرشدة في غالب الأحيان- في عملية النقل بين البحث العلمي كحقل معرفي يسعى إلى البحث عن الحقيقة العملية وبين نتائج البحث العلمي التي تحتاج إلى النظر مطولا وإلى الأمد البعيد آخذة مصلحة المجتمع الصحية والاجتماعية في المقام الأول قبل السماح لهذه النتائج أن تأخذ طريقها إلى الحياة الاجتماعية اليومية.

والنباتات المهندسة أو المعدلة وراثيا هي نباتات تحتوي على جين أو الكثير من الجينات التي تم ادخالها بطرق البيوتكنولوجيا الحديثة، وهذا الجين الذي تم ادخاله (الجين المنقول) يتم الحصول عليه من نبات ذي قرابة وراثية أو يختلف تماما عن النبات المراد تحسينه (النبات المستهدف)، ويطلق عليه نبات معدل وراثيا.

وتمثل الأغذية المعدلة وراثيا واحدة من أكثر النتائج اليومية لأبحاث الهندسة الوراثية التي تمولها الشركات الكبرى زاعمة أن هذه الأغذية ستمثل المدخل العلمي لحل مشاكل الغذاء في العالم الحديث لتطعم الفقراء جميعهم على اختلاف جنسياتهم، ولتقضي بذلك على مشكلة عدم التوازن المرعب بين واقع التغذية في الكثير من البلدان النامية، وبين ذلك المستوى الذي تنعم به الدول الصناعية.

ويقول خبراء في صناعة التقنية - الحيوية إن هذا يثبت أن المحصول يحظى برضا المزارعين وإنه آمن على البيئة. والمحصول الوحيد المعدل وراثيا المزروع في أوروبا بكثرة هو محصول الذرة المقاومة للحشرة المعروفة باسم «ثقابة الذرة»، التي تأكل ساق نبات الذرة. ويزرع هذا المحصول في اسبانيا منذ ما يربو على 12 عاما، ويزداد الإقبال عليه في فرنسا إذ تضاعفت المساحة 3 مرات خلال العام، وكذلك في ألمانيا وجمهورية التشيك. و تتوافر حاليا في الاسواق المنتجات النباتية المعدلة وراثيا، التي تبدو مثل نظيرتها التقليدية غير المعدلة، الا أنها تكتسب صفات خاصة تميزها عن النباتات التقليدية، وتم تعديل هذه النباتات وراثيا باستخدام التكنولوجيا الحيوية لتحتوي على صفات معينة، منها: مقاومة الأمراض، تتحمل تأثير مبيدات الحشائش، ارتفاع القيمة الغذائية، تتحمل التخزين لفترة طويلة.

وتعود بداية المحاصيل المعدلة وراثيا إلى العام 1994 عندما أنتجت شركة Calgene أول صنف من الطماطم المعدلة وراثيا، أطلق عليه (Flavr-Savr) ومنذ ذلك الحين ازداد انتاج المحاصيل المعدلة وراثيا بمقدار 20 ضعفا.

ويتم انتاج تلك المحاصيل عن طريق عملية تعرف بالهندسة الوراثية، يتم خلالها نقل جينات ذات أهمية اقتصادية من كائن الى آخر. ويتم ادخال جين معين الى جينوم النبات بطريقتين أساسيتين، تتم باستحدام جهاز يسمى «قاذف الجين» إذ يحاط DNA بجزيئات دقيقة، ثم تقذف تلك الجزيئات الى الخلايا النباتية المستهدفة، أو باستخدام بكتيريا في ادخال DNA الى الخلايا النباتية المستهدفة.

واليوم أصبحت منتجات التكنولوجيا الحيوية من قطن وذرة وفاصوليا هي الموطن الرئيسي للربح في مونسانتو وهي الشركة التي قدمت، في العام 1996، إلى العالم المحاصيل المهندسة وراثيا واصفة ما حققته التكنولوجيا الحيوية من تقدم بأنه بزوغ فجر عصر جديد سيقلص الفقر في العالم ويساعد في تحسين البيئة ويدعم المزارعين المكافحين.

وعند تطبيق أي تكنولوجيا جديدة ، لابد أن تكون هناك مخاطر محتملة ومنها:- خطر ناتج عن دخول مواد مسببة للحساسية ومخفضة للقيمة الغذائية الى الطعام، امكان انتقال الجينات من النباتات المعدلة وراثيا الى الاصناف البرية للنباتات نفسها، احتمال زيادة مقاومة الآفات للسموم المنتجة من النباتات المعدلة وراثيا، امكانية تأثير تلك السموم على كائنات حية غير مستهدفة.

إقرأ أيضا لـ "عبيدلي العبيدلي"

العدد 1883 - الخميس 01 نوفمبر 2007م الموافق 20 شوال 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً