العدد 1884 - الجمعة 02 نوفمبر 2007م الموافق 21 شوال 1428هـ

البحرين تترقب «أربع بنات»

خامس أفلامها من إخراج الحليبي

المنطقة الدبلوماسية - علي نجيب 

02 نوفمبر 2007

يشكّل الحراك الفني والثقافي في البحرين وتيرة يتزايد الاهتمام بها يوما بعد يوم، على رغم أن مجالاته المتعددة تحظى بامتيازات متفاوتة، فللبعض فرص التطوير المستمرة والمتواصلة والدعم، والبعض الآخر لا يجد من سبيل سوى ترقب الفرص.

يبدو ذلك حال السينما البحرينية، إذ لا يعد فيلم «أربع بنات» سوى خامس الأفلام السينمائية المنتجة في البحرين، إلا أن مخرجه الشاب حسين الحليبي يتوعد بألا يكون عملا اعتياديا يمر بكل بساطة، إذ يعبر بثقة أن خطته لإخراج فيلمه الشبابي سيكون لها صداها وأثرها، ولن يكون خامس أفلام البحرين «مجرد فيلم للعرض في المهرجانات أو كأي فيلم شبابي اعتيادي» كما يقول الحليبي.

وعلى رغم قلة الإنتاج التي يعكسها الرقم المتواضع للأفلام السينمائية البحرينية، فإن وزارة الإعلام وضعت ثقتها في هذا العمل، موجهة له كل الدعم، إذ تحدث مدير تلفزيون البحرين فتحي مطر خلال المؤتمر الصحافي الذي أقامته الشركة البحرينية للإنتاج السينمائي الأسبوع الماضي عن نظرة الوزارة تجاه العمل، وعن نوعية الدعم الذي تقدمه إلى الشركة المنتجة، فقال: «دعمنا هذا العمل الفني تأكيد لاهتمام الجهات المعنية، وهو أمر يتم بناء على توجيهات الوزير بالتوجه إلى دعم مؤسسات القطاع الخاص المعنية بالثقافة».

وأضاف «البحرين قادرة على العطاء، هذه التجارب تخرج لنا نماذجَ متميزة من الشباب البحريني، والقطاع الخاص له إسهامه في إبراز هذه المواهب، وبالتالي يكون دعمنا هو نتيجة لإيماننا بضرورة مد يد العون للشباب كي يأخذوا فرصهم».

الحليبي أكد أن الفيلم قد تم إنجاز نصفه حتى الآن، ومن المفترض الانتهاء من التصوير مع نهاية شهر نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري، إذ ركز خلال حديثه على المراحل التي مر بها العمل قائلا: «بدأت بمعالجة نص الكاتب حمد الشهابي دراميا؛ ليتماشى مع رؤيتي الإخراجية، وكانت هذه هي الخطوة الأولى بتحويل النص إلى شكل يتوافق مع رؤيتي، فتم بالتعاون مع الفنان والمخرج خالد الرويعي»، مضيفا «السينما خلاف التلفزيون، إذ يجب التركيز على رسم الشخصية بشكل متكامل والاهتمام بأدق التفاصيل كي يعيش المشاهد مع كل شخصية بطباعها، وهو أمر صعب في ظل الفترة القصيرة التي لا تتجاوز الساعة والنصف ساعة، بخلاف المسلسل التلفزيوني الذي يستغرق ثلاثين يوما، ويستطيع المخرج تفصيل الشخصية ضمن الكثير من المشاهد».

تأتي الخطوة الثانية للمخرج بعد معالجة النص في اختيار الممثلين، إذ قام الحليبي باختيار مجموعة من الممثلين الشباب الجدد على الساحة السينمائية، وهي خطوة وصفها بأنها «خطوة مهمة»، مضيفا «كثفنا البروفات بعد ذلك، وركزنا بشكل كبير على تعبيرات الوجه طوال فترة البروفات، فللوجه أهمية خاصة في السينما بسبب حجم الشاشة وتركيز الجمهور، كما عملنا على الصوت، وكان إنتاج النصف الأول من الفيلم حتى الآن ممتازا بفضل الفنيين في مجالات الصوت والتصوير والإضاءة الذين يعملون معنا».

المخرج أكد أن الفيلم يعتبر شبابيا لأنه «منذ بدايته إلى نهايته مليء بالشباب في كل جانب، وأنا أعتبر هذا العمل امتدادا لعملي في فيلم (حكاية بحرينية)، الذي كان بمثابة ورشة عمل، دفعنا إلى البحث عن كيفية إخراج الفيلم وصناعة سينما بحرينية خليجية يقبل بها الجمهور».

وبالتطرق إلى انطباعات الممثلين المشاركين في العمل، بدأ الحوار مع المطرب خالد فؤاد، الذي يشكل هذا العمل تجربته الأولى في التمثيل، والتي وصفها بأنها «أمر صعب، فأنا معتاد في كل مرة أصعد فيها للمسرح أن أردد أن هذا اليوم هو أصعب يوم في حياتي، إلا أني في هذه المرة سأطل على السينما، والكثير من جمهوري لا يعرفونني شكليا، إلا أن تجربتي متميزة نظرا إلى عملي مع طاقم شبابي يحفزني ويجعلني أنضبط، وأنا متفائل بذلك».

الممثلة ابتسام العطاوي التي تشهد تجربتها السينمائية الأولى أيضا، اعتبرت الفيلم «نقلة جديدة في حياتي، وأنا أجد التمثيل في الأفلام أصعب من التلفزيون نظرا إلى دقة شاشته وأهمية التركيز أثناء العمل، وكلا الأمرين متعب وممتع في آن واحد».

من جانبه، اعتبر الفنان والمخرج خالد الرويعي تجربة الفيلم «ورطة» وهي ورطة تكمن في «التحدي بالخروج بفيلم مغاير عن التجارب السابقة، وأنا أرجو أن يكون الفيلم مؤثرا علينا على الأقل، إذ إن فكرة الفيلم جديدة، وستعطي حافزا للجمهور ليتابع الأخبار ويشاهد الفيلم».

وأضاف الرويعي «أمر ممتاز أن نعمل مع ممثلين وطاقم يعطوننا ويضيفون إلينا كلما أعطينا، ومقياسنا في هذا العمل ليس النجاح أو الفشل، وإنما خوض التجربة بكل تحدياتها».

وبخصوص الوجه الجديد كليا على الساحة الفنية، وجدت الفنانة دارين خالد الشيخ العمل «جنونيا»، وتعليقها على هذه العبارة هو أن «الجنون يجذبني، فقد حاولت إقناع نفسي وتقبّل شخصية مريم التي أتقمصها، فكانت التجربة غريبة ومخيفة قليلا، ولكني استمتعت بها حينما عشتها».

الممثلة الكويتية هبة الدري - التي تشارك في الفيلم - كان لها مداخلة على هامش المؤتمر، عبّرت فيها عن سعادتها بهذه التجربة التي تجدها متميزة، معبرة بالقول: «إذا كان الممثل يضيف بأدائه المتفوق إلى المخرج، فالمخرج حسين الحليبي يضيف إلينا، إذ يهتم بالممثل وأدق التفاصيل، وهي تفاصيلُ جميلة، والعمل رائع؛ لأن الفريق شبابي بالكامل وتزينه وجوه جديدة، بإدارة حسين، فنحن نتعامل كأسرة واحدة».

يذكر أن فيلم «أربع بنات» يروي حكاية أربع فتيات ومحاولاتهن البحث عن وظائفَ مناسبة، والصعوبات، والمشكلات التي تواجههن في عملية اصطياد الفرص، إذ يكون الحل في إنشاء مشروع خاص، ويرصد الفيلم تطور المشروع في محاولة لتشجيع الشباب على المبادرة والحركة، وهو في جانب آخر دفعة للمرأة لمواجهة التحديات التي تواجهها، وهو محاولة لمعالجة التطرف بكل أنواعه ضمن معالجة عميقة في صورة بسيطة تتناسب مع الجمهور.

العدد 1884 - الجمعة 02 نوفمبر 2007م الموافق 21 شوال 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً