العدد 1884 - الجمعة 02 نوفمبر 2007م الموافق 21 شوال 1428هـ

دور المرأة (2 - 2)

سكينة العكري comments [at] alwasatnews.com

استغل هذه المساحة لأواصل من خلالها أستعراض أحد المحاور التي تضمنتها ورقتي في المؤتمر، عنوان المقال يعبر عن عنوان لأحد المحاور التي تحدثت عنها في ورقتي:

من الصعوبة بمكان استشراف المستقبل في الجوانب المختلفة والمستقبل السياسي بشكل عام غير واضح المعالم والتضاريس خصوصا مع حداثة عهد الإصلاح السياسي, إلى جانب أسباب أخرى تتعلق بالإرادة والجدية، فما بالكم عندما نتحدث عن المستقبل السياسي للمرأة في الوفاق، ولا ننسى بأن ساحة العمل السياسي للأسف الشديد أصبحت خالصة إلى الرجل؛ نظرا لكون طبيعة مجتمعاتنا ذكورية حتى النخاع، وبالتالي على المرأة أما أن تبقى على الهامش، وأن تقبل أن يهمش دورها، وأن تكون فقط متلقية للقرارات السياسية، وأما أن تهان فقط لكونها وافقت على الولوج إلى ساحة العمل السياسي واخترقت المجتمع الذكوري، ويبدو مشهد المرأة في العمل السياسي أكثر ضبابية، وبالتالي يصعب علينا التنبؤ بمستقبل واضح للمرأة في العمل السياسي، ومع خروج المرأة بخفي حنين في الانتخابات الأولى والثانية. ولكن بحكم المعطيات الحالية المتوافرة والحيثيات الموجودة في الوفاق تحديدا نستطيع أن نتوقع مستقبلا لا بأس به للمرأة الوفاقية، ولكن ذلك يحتاج إلى عوامل ومقومات نجاح عديدة، فالدرب محفوف بالأشواك، وهذا ليس فقط حال المجتمع الوفاقي ولا حتى البحريني فقط، وإنما واقع المرأة بشكل عام، حتى المجتمعات الغربية المرأة هناك تعاني ومعاناتها تعد الأكبر، بسبب التعديات على الحريات الشخصية، وغيرها من أمور فاقعة لا نعاني منها، واقعا ونتعجب؛ لكونها تتوافر في الدول المتقدمة والمتحضرة.

مشاركة المرأة في العمل السياسي استحقاق أكيد للمرأة كما للرجل لا يقبل المناقشة، أو الجدال فيه خصوصا إذا ما علمنا بأنه لا إشكال فقهي يمنع المرأة، ما دامت محافظة على حشمتها والتزامها الديني، وحياءها، وعفتها، وفق الضوابط الشرعية والأحكام الإسلامية، إذا هي شريك حقيقي أن أردنا الاعتراف بحقها السياسي، إذ إنه لا يمكن اختزال عمل المرأة سياسيا في الأبعاد الثانوية، لأننا ببساطة إذا عمدنا إلى ذلك سنقع في الخطأ حتما في التعامل مع المرأة كإنسان، كما لا يمكن الاستهانة بالنتائج المترتبة على إهمالنا لقطاع يمثل نصف المجتمع.

ومستقبل المرأة السياسي في الوفاق له إرهاصاته، وتداعياته ليس فقط داخل أروقة الجمعية على رغم انعكاساته التي لها تأثيرها الكبير على مستقبل المرأة السياسي في البحرين، بل في الخليج ؛ لذلك فإن المراقبين يوجهون اللوم الأكبر للوفاق؛ لكونها قد فوتت على نفسها فرصة تمثيل المرأة ضمن قوائمها ولو أنها وضعت المرأة على قائمتها الانتخابية لكان يضرب بتجربتها بها المثل.

كذلك فإن مستقبل المرأة الوفاقية السياسي يتأثر كثيرا بالتحديات الإقليمية، والتطورات الأخرى في المجال ذاته، فتجربة استقالة معصومة المبارك في الكويت لها انعكاساتها على وضع المرأة السياسي في البحرين، وأيضا استقالة ندى حفاظ بعد انزعاجها من لجنة التحقيق بالمجلس التشريعي، هذا بدوره يؤثر على وعي الشارع ونضجه ونظرته إلى المرأة، ففي الوقت الذي زادت في الأولى ثقة الشارع بالمرأة إذ بدت الوزيرة قوية، وصامدة، وخروجها يعني الإصرار على المبدئية ويعد الجواد الرابح في مسيرة المرأة إذ إنها كانت تجربة ناجحة وموفقة، ومثالا يحتذي به، وموضوع استقالتها أيضا يعطي انطباعا بإحساسها بالمسئولية الكاملة تجاه ما حصل في مستشفى الجهراء، فقد كانت ضحية للصراعات السياسية، والطائفية كما كانت بمثابة تحد لقرار مشاركة المرأة في العمل السياسي خصوصا لدى التيارات الدينية المناهضة لحركة المرأة فقد قبلت حينما قبلت تسلم منصب الوزيرة الرهان، كما يعكس تسلط السلطة التشريعية في الكويت ورغبتها في السيطرة التامة على السلطة التنفيذية وعدم تعاون الأولى، وبالنتيجة النهائية من يدفع الضريبة هي المرأة سواء حصلت على حقها السياسي أولم تحصل عليه، عليها أن تدفع الثمن، نجد أن استقالة حفاظ قد أضعفت المرأة وهزت ثقة الشارع بها لكونها لم تقبل بخيار الديمقراطية، وعارضت دور اللجنة، وحاولت مقاومته وتعاملت مع قرار لجنة التحقيق بإحتقان وتشنج. ولكن عندما نريد أن نستشرف مستقبل المرأة السياسي في الوفاق نلوم بدورنا الوفاق لكونها ضحت بطموح المرأة في الانتخابات ولم تراعيها، على رغم أن التيار الوفاقي يبدو مؤيدا للمرأة وكان يرحب بمشاركة المرأة، فالتيار الوفاقي تيار متفهم لطبيعة المرأة الملتزمة المحافظة وبقدرتها وبإمكاناتها، كما يمتاز بأنه تيار منفتح وواع لأهمية دور المرأة ويعد من التيارات المتقدمة في هذا المجال، والدلائل تشير إلى أن أداء المرأة المقنع والمؤثر قد يجعلنا لسنا بحاجة إلى مقاعد مخصصة للمرأة، فمكان المرأة محفوظ والأمر لا يحتاج من المرأة سوى إثبات على قدراتها وإمكاناتها الحقيقية وقبل كل شيء إرادتها الصادقة والمخلصة وإيمانها بالعمل المؤسساتي، فصعود المرأة الوفاقية في انتخابات الوفاق للدورة الثانية والثالثة والنتائج التي أحرزتها المرأة مكسب كبير يجب نعمل على تطوره ونمائه، بل يجب أن لا نتأخر أو نتراجع فيه، فقد حققنا تقدما واضحا وملموسا في ذلك وأحسب بأن ذلك يعد مكسبا من المكاسب. وللأمانة هناك تمثيل جيد للمرأة في الوفاق في هيئاتها وهياكلها فلا مكان يحظر عليها أويمنع وجودها، فهي في الإدارة وفي الشورى وفي الدوائر واللجان وفرق العمل، ويمكن أن تكون في يوم من الأيام رئيسة لشورى الوفاق أو نائب رئيس شورى الوفاق، ومادامت قد استطاعت الوصول إلى الأمانة العامة فهذا مؤشر على قرب وصولها إلى السلطة التشريعية. عموما أرى أن أوضاع المرأة السياسية داخل أروقة الوفاق وإن كانت إلى الآن ليست بمستوى الطموح إلا أنها في نمو وتطور، والأمور تأخذ عمقا أكبر، وإن كانت هناك أسباب وقصور فالجميع ملام في ذلك ليس فقط قيادات الجمعية المرأة أيضا مقصرة، كما لا أظن بأن هناك نضجا أكبر بدور المرأة السياسي في التيارات الأخرى أو أن هناك تفوقا في هذا الجانب في الجمعيات السياسية الأخرى، وأتوقع بأنه إذا كان هناك مستقبل سياسي فعلي للمرأة لن يتحقق إلا من خلال الوفاق، فالوفاق وحراكها السياسي فقط القادرة على إنتاج نساء مخضرمات سياسيا، وهذا بدوره تحد كبير أمام الوفاق، وعلى الوفاق أن تقوم بإرضاء شارعها من خلال قرارات سياسية تدعم المرأة لا تهمشها، وعلى المرأة أيضا أن تثبت من خلال وجودها قدرتها على الصمود والبقاء فالعمل السياسي يحتاج لطاقات وإمكانات هائلة، وأدعو الوفاق بشكل عام ودائرة شئون المرأة بشكل خاص التأمل جيدا في التدابير التالية لمزيد من نمو المرأة الوفاقية سياسيا.

إقرأ أيضا لـ "سكينة العكري"

العدد 1884 - الجمعة 02 نوفمبر 2007م الموافق 21 شوال 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً