العدد 1914 - الأحد 02 ديسمبر 2007م الموافق 22 ذي القعدة 1428هـ

هل هدفنا التأهل لكأس العالم الكروي؟

هادي الموسوي hadi.ebrahim [at] alwasatnews.com

رياضة

وقع منتخبنا الوطني الأول لكرة القدم في المجموعة الثانية من التصفيات الآسيوية للمرحلة الثالثة قبل الأخيرة المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم في جنوب إفريقيا 2010 وتضم اليابان وعمان وتايلند إلى جانب منتخبنا الوطني.

قبل أن نخوض في أمر هذه المرحلة الحرجة من استحقاقات المنتخب الوطني للكرة، نعود للوراء قليلا لنتذكر جميعا تلك المرارة التي قطعت احشاءنا جميعا في العام 2005 في ذلك اللقاء الحاسم الذي دخلناه بفرصتين: التعادل السلبي والفوز، فأقبلت الجماهير الوفية مبكرا إلى الملعب وساندت ابناءها بكل ما تمتلكه من وسائل مشروعة، ولكن كان الاحباط مهيمنا على الجميع عندما وقع الفأس في الرأس بخسارة مذلة في عقر دارنا، وهزمنا يومها بهدفهم الذي أبعدنا عن الحلم المونديالي وبدأت بعدها مشكلات السقوط المتكرر من ذلك اليوم المشئوم، ولكن وللأسف الشديد بعد هذا السقوط لم نر اتحاد الكرة جلس إلى طاولة المناقشة الجادة للتوصل إلى السبب الحقيقي وراء هذا السقوط المر، وقالوا ان الأمر طبيعي وهناك دول سبقتنا وقعت في المطب نفسه وخرجت، وهذه المرة الأولى التي نصل بها إلى هذا الحد من الأمل الكبير، ما يعني لنا نجاحا يجب شكره!

الجلوس إلى طاولة النقاش الجاد والعلمي وباسلوب هادئ ورزين من الأطراف المختلفة يجعلنا نتوصل إلى السبب الحقيقي ويجعلنا نتفادى السقوط مرة أخرى.

صحيح أنها الأولى في تاريخ الكرة البحرينية نصل إلى هذا الحد المتقدم من التأهل، ولكن هذا لا يعفينا من المساءلة؛ لأن السقوط لم يكن طبيعيا يومها، ومن اراد التأكد فعليه العودة إلى شريط المباراة. ونحن نسأل: لماذا قبل الواقع على رغم أن هناك سوابق لنا في سقوطنا المتكرر في دورات الخليج الماضية من دون أن تكون هناك تحركات عملية وعلمية لتدارك الموضوع، حتى تتم معالجتها والعودة من جديد إلى أفضل مستوى؟ ونحن في الصحافة الرياضية وتحديدا في «الوسط الرياضي» قمنا بمناداة اتحاد القدم لجلسة حوارية ومناقشة متأنية فيها من العلم المبتكر للتوصل إلى الحقيقة وراء هذا السقوط المستمر، ولكن كما يقولون «عمك أصمخ»!

نحن نسأل اتحاد الكرة بعد سقوط ترينيداد وبطولة الخليج ونهائيات كأس آسيا وآخرها سقوط المنتخب الأولمبي: لماذا دائما يركن هذه الملفات على الرفوف من دون أن يتصفح اوراقها ومراجعة الأمر؟ والمساءلة المطلوبة دائما في مثل هذه الظروف حتى نستطيع أن نصل إلى ما وصل إليه اشقاؤنا في دول الخليج، وإلا سنواصل السقوط ولن نستطيع أن نرفع الراية مهما كان الدعم المادي والمعنوي للفريق الأول.

سؤال آخر: ما دور اتحاد الكرة إزاء الاعتذارات المستمرة من قبل نجومنا؟ ولماذا وقف موقف المتفرج وهو يسمع ويقرأ تصريحات المدرب ماتشالا من دون ان تكون له كلمة في هذا الجانب؟ أما يتذكرون ذلك القرار الذي اتخذه رئيس الاتحاد السعودي للكرة سلطان بن فهد آل سعود باقصاء أحد المدربين لكونه أدلى بتصريح اعلامي أهان فيه المنتخب السعودي، ولكن أعلى سلطة في الاتحاد لم تقبل هذه الاهانة فتمت اقالته قبل بدء تلك البطولة الرسمية، وآخر قام باستبعاد نجوم المنتخب السعودي ومن ضمنهم الجابر، ولكن اتحاد الكرة هناك لم يقف موقف المتفرج فعاجله بالاقالة من دون اكتراث.

نحن لا نطالب بأن يصل الحال إلى هذه الأمور المعقدة ونخسر العقاب الجزائي كما فعلناها مع المدربين السابقين، فنحن نريد من اتحاد الكرة أن يراقب المدرب في تدريبه وافعاله وأقواله وخصوصا تجاه المنتخب؛ لأن من غير المعقول بعد سقوط نهائيات آسيا يخرج علينا هذا المدرب ويلوم كبار اللاعبين من النجوم ويرميهم في سلة المهملات من دون أن تكون لديه استراتيجية واضحة لمستقبل المنتخب! أضف إلى ذلك عدم اجباره على الذهاب مع المنتخب الأولمبي في مباراته الحاسمة أمام كوريا الجنوبية، فوجوده كان مهما على الأقل من الناحية النفسية للاعبين، ولكن هذا الأمر لم يحدث حتى خرجنا وندبنا حظنا وأغلقنا الملف وركناه في الرفوف والله غفور رحيم.

ما عسى اتحاد الكرة ان يقوم به هذه المرة؟ فهل لديه البرنامج الواضح في الاعداد المعنوي والمادي للفريق؟ وهل لديه الرغبة فعلا في تأهل المنتخب إلى جنوب إفريقيا؟

إذا كان هذا الأمر موجودا فعليا فليخرج علينا أحد المسئولين في الاتحاد وليقلها صراحة نحن هدفنا الوصول إلى كأس العالم وهذا برنامجنا الاعدادي وهذه مبارياتنا الودية خلال التواريخ المحددة مع المنتخبات القوية في العالم، ولا نريد أن نسمع اسطوانة احتراف نجومنا في الخارج؛ لأنه حديث ممل لا طعم له ولا ذوق؛ لأننا لسنا الوحيدين في العالم من احترف نجومه، وبالتالي علينا وضع برنامج متوازن يحفظ حقوق الجميع، وكما فعلها الاتحاد القطري عندما لعب منتخبهم مباراتين قويتين أمام جورجيا وساحل العاج أيام ما كان المنتخب الأولمبي القطري يلعب مستفيدا من توقف الدوري القطري، ولكن نحن في البحرين تمر علينا مثل هذه التجارب مرور الكرام من دون الاستفادة منها! أيعقل أن يكون هدفنا التأهل إلى نهائيات كأس العالم ومبارياتنا الودية مع الفرق المحلية من الدرجة الثانية أو حتى الأولى! ما الفوائد التي سنجنيها من هذه الفرق! أهكذا نحن! نحن نطالب اتحاد الكرة ومدرب المنتخب ماتشالا ببرنامج حافل ومتوازن بعيد عن التكابر على النفس، ولا بد من اجراء أكثر من 5 مباريات تجريبية مع منتخبات قوية أو فرق قوية في مختلف العالم على أرض البحرين وإقامة معسكر خارجي يلعب فيه الفريق عدة مباريات، ولا يجوز أن يضع المدرب مشكلة المحترفين لتعيق برنامج الإعداد للمنتخب، فعليه اختيار المنتخب المكون من 20 لاعبا ويذهب معهم المعسكر، وفي المباريات التجريبية التي ستقام في البحرين ومن خلال التنسيق مع الأندية الشقيقة في دول المنطقة اشراك المحترفين في هذه المباريات، وهذا نظام المنتخبات العالمية،

إقرأ أيضا لـ "هادي الموسوي"

العدد 1914 - الأحد 02 ديسمبر 2007م الموافق 22 ذي القعدة 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً