العدد 1933 - الجمعة 21 ديسمبر 2007م الموافق 11 ذي الحجة 1428هـ

«حيه بيه»... رمز عيد الأضحى في الخليج

يا حيتي يا بيتي، راحت حيه، وجات حيه...

يا حيتي، غديتج وعشيتج يوم العيد لا دعين علي...

حيه بيه، راحت حيه وجات بيه...

ياحيتي غديتج وعشيتج ونهار العيد قطيتج...

مع السلامة يا حييتيه.

هكذا تشدو وتتجمع فتيات الفريج «الحي»، وصغاره على شواطئ الخليج الدافئة، ويرمي الصغار الحيه في البحر، عادة وتقليد شعبي يجري في يوم العاشر من ذي الحجة؛ أي يوم العيد.

و»الحيه بيه « تقليد شعبي في بعض دول منطقة الخليج، يتجمع الصغار منذ حلول شهر ذي الحجة، ويأتي كلّ صغير بالخامات التي يحتاج إليها لزراعة الحيه؛ وهي عبارة عن علبة أطعمة محفوظه فارغة، أو سلال الخوص الصغيرة، تُزرع فيها بعض حبوب الشعير والحبة حمرة.

تتنافس الصغيرات بالعناية بهذه النبتة من أول ذي الحجة، بالري وتعليقها في مكان معرض للهواء الطلق، وتصله الشمس بشكل مباشر. وفي اليوم العاشر من ذي الحجة، يتجمع الصغارلإلقاء الحيه في البحر، ويشدون بأرجوزة الحيه، وتحاول بعض الجمعيات في البحرين إحياء هذه العادة الآنَ.

وأهزوجة «الحيه» حوار يدور بين الصغار الذين زرعوا بيدهم تلك النبتة «الحيه»، واعتنوا بها على مدى ثمانية أيام وأحيانا أكثر، يقومون بريها، ومراقبتها وهي تكبر، ويطلب الصغير في حواره مع نبتته أن تكون شاهدة له وألا تدعُ عليه وهذا معنى «لا دَّعين علي»، لأن الصغير قام بتغذيتها «غديتج، وعشيتك»، ثم يذكر الصغير حيته بأنها مع رعايته لها إلا أنه سيرميها في البحر وهو ما تعنيه كلمة «قطيتيج».

من أهم ما يتجمل به نساء وفتيات المنطقة ليوم العيد ولكل مناسبة «الحناء»، التي كانت تعدها الأمهات من يوم الثامن من ذي الحجة، ويجتمع بنات ونساء أهل الحي الواحد لوضع الحناء على أيديهنّ وأقدامهنّ، وكان للحناء طقوس عند بعض أهل المنطقة، إذ كان لكل صغيرة كرسي صغير تمد عليه قدمها لوضع الحناء، وقد تستمر هذه العملية لمدة ساعة من الزمن بمساعدة «منقلة» أي موقد صغير به جمرات من النار حتى تجف الحناء بسرعة.

لكن الحداثة - وما بعد الحداثة - دخلت على هذا التقليد، واستطاعت صالونات التجميل أن تستولي على الحناء، وأصبح من النادر جدا أن نجد في بيوتنا مثل هذه الطقوس الجميلة.

وللأطفال قبل يوم الأضحية ترنيمة قصيرة تعبر عن فرحهم بالعيد وقدومه، وأنهم سيقدمون في هذا اليوم أضحية:

باكر العيد وبنذبح بقرة... نادوا مسعود بسيفه وخنجره

ولأوّل أيام ذي الحجة مكانة عند أهل المنطقة، حيث يصوم الكثير منهم أغلب هذه الأيام، بل يكون الجميع تقريبا صائما في اليوم التاسع (يوم عرفه) وتكثر في هذه الأيام الصدقات، والذكر والتسبيح، والاستغفار، وغالبا ما يتجمّع أهل الأسرة الواحدة على مائدة الإفطار.

ويحرص أهل المنطقة ممن سيضحي يوم العيد، أن يكون شبه محرم ومعناه أنه يضع على نفسه شروط المحرم في الحج فلا يأخذ من شعره ولا أظافره حتى يوم عيد الأضحى، وبعد نحر الأضحية.

يبدأ يوم العيد منذ فجر العاشر من ذي الحجة، إذ يذهب الرجال لمصلذى العيد، وغالبا ما تكون هذه المصليات في أماكن مفتوحة في البر مصليات مخصصة للعيد، ولها طابع خاص «أي أنها غير مسقوفة، وليست كالمساجد العادية».

صبحية العيد، تلبس الصغيرات أجمل حللهن وحليهنّ احتفالا بهذا اليوم، وزيارة الأقارب والأرحام، وأكثر ما يهم الصغار ما يقدّمه لهم الكبار من نقود أو حلوى

العدد 1933 - الجمعة 21 ديسمبر 2007م الموافق 11 ذي الحجة 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً