العدد 1938 - الأربعاء 26 ديسمبر 2007م الموافق 16 ذي الحجة 1428هـ

كارل سويتزر: نهاية حزينة لأبي المقالب وتجاهل بغيض من هوليوود

اشتهر بشخصية الفالفا في الثلاثينات

على رغم أن كارل دين سويتزر كان أحد أشهر الأطفال النجوم في فترة الثلاثينات والأربعينات من القرن الماضي، إلا أنك لن تجد الكثير من المعلومات على شبكة الانترنت عن هذا النجم الذي كان الأكثر ظرافة في تلك الفترة من بين كل الأطفال النجوم. اشتهر بشخصية الفالفا الشهيرة التي قدمها في مسلسل العشرينات والثلاثينات «عصابتنا Our Gang». شخصيته تلك كانت إحدى أشهر شخصيات المسلسل والأكثر ظرافة وخفة ظل وبقاء في ذاكرة جمهور السينما في تلك الفترة. وهي الشخصية التي جعلت منه نجما، لكنها أيضا الشخصية التي جعلته يهجر التمثيل ويقرر التحول إلى الاحتراف في تربية الكلاب، وهو ما قاده فيما بعد إلى الموت في سن مبكرة.

حياته المبكرة وأسرته

ولد كارل سويتزر (الفالفا) في منطقة باريس باليونيز في 7 أغسطس/ آب 1927 في منطقة باريس بولاية ايلونيز، وهو الابن الثاني، والطفل الرابع والأخير لفردريك سويتزر وغلاديس شانكس سويتزر (دوير). سمي باسمه كارل تيمنا بعمدة عائلة سويتزر، وهو الاسم الذي أطلق على كثيرين في عائلة والدته. أصبح هو وشقيقه الأكبر هارولد فردريك سويتزر شهيرين في بلدتهما بسبب موهبتهما الموسيقية وقدرتهما على الأداء، كلاهما كانا قادرين على الغناء ويجيدان العزف على الكثير من الآلات.

«عصابتنا» الطريق إلى الشهرة

قامت الأسرة برحلة إلى كاليفورنيا في العام 1934 لتعرف ما إذا كان ابنيهما كارل وهارولد سيكونان قادرين على الفوز بدور في سلسلة أفلام (Our Gang) الشهيرة في العشرينات والثلاثينات. دخل الشقيقان إلى كافتيريا عامة تابعة لاستوديوهات المنتج الشهير هال روش، وهي كافتيريا عصابتنا، وارتجلا التمثيل هناك.

كان المنتج هال روش موجودا حينها في مخزن التموين فأعجب بأدائهما. وقع كلا الأخوين عقدا للظهور في مسلسل عصابتنا. قدم هارولد شخصيتي «سلم» و»ديدبان»، أما كارل فتم اعطاءه شخصية «الفالفا».

ظهر الشقيقان للمرة الأولى في العام 1935 في حلقة «حظ المبتدئين» من المسلسل. مع نهايات العام، أصبح الفالفا أحد الشخصيات الرئيسية في المسلسل، أما هارولد فقد تم تجاهله بشكل أو بآخر، وأعطي أحد الأدوار الهامشية.

على رغم أن كارل سويتزر كان موسيقيا ومغنيا ذو خبرة، كانت الشخصية التي يقدمها في المسلسل «الفالفا» غالبا ما تستدعي تقديم بعض العروض الغنائية الشبيهة بأغاني البوب الشعبية والأغاني التي كانت رائجة حينها، غالبا أغاني المغني الشعبي الأميركي الشهير بينغ كروسبي.

اشتهر كارل بطريقة شعره المضحكة، وبحس الظرافة الفظ في بعض الأحيان. كان يستمتع بعمل الحيل والمقالب على زملائه من الممثلين وطاقم العمل. في إحدى المرات وضع صنارة صيد في بنطلون أحد زملائه في فيلم (Our Gang) وهو الممثل الطفل جورج ماكفارلاند الذي كان يؤدي شخصية سبانكي في العمل. عانى سبانكي بعدها من جروح شديدة كما احتاج إلى غرز كثيرة لتقطيب جروحه. كذلك كاد سويتزر أن يتسبب في قطع أصابع دارلا هود، وهي من الممثلات الصغار اللواتي شاركنه بطولة Our Gang وذلك بأن قام بوضع يده في جيبه وأخبرها أنه يحمل خاتما لها، لكنه في الحقيقة كان يحمل مدية في يده.

في العام 1938 باع هال روش المسلسل لشركة ميترو غولدوين ماير (MGM)، وهو العام نفسه الذي بلغت فيه سلوكيات سويتزر أوجها في الحدة والفظاظة. سويتزر كان قد أصبح مراهقا حينها، وكان غالبا ما يقوم بتخريب مواقع التصوير. في إحدى المرات وخلال استراحة لطاقم العمل، قام سويتزر بالتبول على الأضواء في موقع التصوير. وحين تم استئناف التصوير، ارتفعت حرارة الأضواء وملئت المكان برائحة كريهة ما جعل عملية التصوير متعثرة لباقي اليوم. في حادثة أخرى، وضع علكة داخل إحدى الكاميرات.

انتهى عمل الأخوين سويتزر في (Our Gang) العام 1940، حين كان كارل في الثالثة عشر من عمره. استمر كارل بالظهور في أفلام أخرى مقدما أدوارا ثانوية، كما في فيلم العام 1940 أحبك مرة أخرى (I Lover You Again)، وفيلم العام 1944 سأذهب في طريقي (Going My Way) ، وفيلم شجاعة لاسي Courage of Lassie )1946)، وانها حياة رائعة It>s a Wonderful Life)1946). كذلك قام ببطولة فيلم مع المخرج جون ويني للعام 1946 وهو فيلم جزيرة في السماء Island in the Sky) (وهو الفيلم الذي تسبب في أن يلتصق اسمه بعبارة «كل ما هو مألوف Whatever>s Customary»، وهي التي تمثل السطر الوحيد الذي نطق به كارل طوال الفيلم، لكنه كرره عدة مرات في ذلك الفيلم.

آخر أدوار البطولة لسويتزر كانت في مسلسل قصير مقتبس من أحد أفلام فتية الباوريBowery Boys وهم مجموعة من الفتية قدموا سلسلة من الأفلام الناجحة في الفترة من 1946 - 1958. قدم سويتزر في الفيلم بعض سمات شخصية الفالفا التي اشتهر بها، بالإضافة إلى إصداره للكثير من الأصوات الفكاهية الكريهة. في كوميديا أطفال بيت الغاز) (Gas House Kids التي قدمت على مدى العامين 1946- 47. عاد بعدها إلى الأدوار الثانوية، منها دور قصير قدم من خلاله شخصية الفالفا مرة أخرى.

أخيرا قرر سويتزر ألا يعود لاستذكار عمل عصابتنا(Our Gang) ، ولذلك كان يطلق على أفلام Gangs تلك اسم انتاجات ام جي ام القصيرة، فاتجه إلى تقديم عدد من الأدوار التلفزيونية التي لا تذكر .

آخر أدواره السينمائية كانت العام 1958 وهو فيلم (The Defiant Ones) ، أما آخر أعماله التلفزيونية فهو (The Roy Rogers Show) الذي طلب منه المشاركة فيه ليكرر فيه أسلوب غناء شبيه بذلك الذي كان يقدمه من خلال شخصية الفالفا التي اشتهر بها. سمعة سويتزر وتكراره لشخصية الفالفا جعل من الصعب عليه أن يحصل على أدوار جيدة.

قدم سويتزر في العام 1954 دورا صغيرا وغير معتاد منه في الفيلم الموسيقي عيد الميلاد الأبيض( White Christmas) إذ استخدمت صورته ليصور جندي في الجيش يدعى هاينيز ذو الكلف وهو صديق للشخصيتين الرئيستين في الفيلم وهما واليس ودايفيس اللتان لعب أدوارها كل من المغني الشعبي الشهير بينغ كروسبي والممثل الحائز على عدة جوائز داني كاي. كما لعب دور شقيق الفتيات اللواتي يقدمن الشخصيات الرئيسية في الفيلم وهن فتيات آل هاينيز اللتان لعب دورهما كل من الممثلة والمغنية الأميركية الشهيرة روزماري كلووني وممثلة السينما والمسرح الشهيرة فيرا ايلين.

زواجه وأسرته

في بداية الخمسينات، انتقل سويتزر إلى كنساس. عاش هناك وعمل في مزرعة في منطقة برتي برايري تقع غرب ويتشيتا. هناك التقى بدايان كولينغوود وتزوجا، وهي وريثة إمبراطورية حبوب الذرة المعروفة باسم حبوب كولينغوود. لم يدم الزواج لأكثر من أربعة أشهر، لكن نتج عنه ولد واحد.

مربي كلاب محترف

في الوقت الذي توقف فيه عن التمثيل، قرر سويتزر العمل كمربي كلاب صيد، وقائد حملات صيد إرشادية. بعض أبرز عملائه كان ممثل الكاوبوي والمغني روي روجرز وزوجته الممثلة والمغنية دايل ايفانز (وهما والدي سويتزر الروحيين) والممثل الأميركي جيمي ستيورات.

نهايته الحزينة

في 21 يناير/ كانون الثاني من العام 1959 وصل سويتزر إلى منزل موسى ستيلتز (باد) في منطقة ميشين هيلز بكاليفورنيا، ليسوي دين بينهما. في السابق، كان سويتزر قد استدان كلبا من ستيلتز لكن الكلب فُقد، وحين وجد الكلب التائه قام سويتزر بدفع مبلغ 50 دولارا للرجل الذي وجد الكلب. سويتزر ذهب إلى منزل ستيلتز ليحصّل المال الذي يدين به ستيلتز إليه. طرق بوابة منزل ستيلتز الأمامية طالبا الدخول، مستخدما شارة رجال شرطة مزيفة.

حين دخل سويتزر إلى داخل المنزل، تعارك مع ستيلتز. طلب منه المال الذي يدين به إليه. لكن حين رفض ستيلتز أن يسلمه المبلغ، تعارك الاثنان جسديا. ضرب سويتزر ستيلتز في رأسه بمصباح كهربائي تسبب في نزيف في عين ستيلتز اليسري. تراجع ستيلتز إلى غرفة نومه وعاد وهو يحمل مسدسا، لكن سويتزر قام بسحب المسدس مباشرة من يد ستيلتز، مما تسبب في انطلاق رصاصة من المسدس، لكن لم يصب بها أيا منهما. ثم قام سويتزر بضغط ستيلتزر إلى إحدى الخزانات، على رغم أن ستيلتز كان قد تمكن حينها من استعادة المسدس في يديه. يزعم بعدها أن سويتزر قام بسحب سكين بينما كان يحاول أن يطعن ستيلتز بها. بمجرد أن حاول سويتزر أن يطعن ستيلتز، رفع الأخير المسدس وأطلق النار على سويتزر في صدره. فقد سويتزر دما كثيرا ومات بسبب شدة النزيف، في طريقه إلى المستشفى. كان عمره حينها 31 عاما.

اعتبرت جريمة القتل مبررة. إذ زعم أن سويتزر كان قد شهر سكينا في وجه ستيلتز، ولذلك فإن إطلاق النار اعتبر دفاعا عن النفس. خلال المحاكمة بشأن مقتل سويتزر، كشف عن أن ما نقلت التقارير كونه «سكين صيد» اتضح أنها في الحقيقة مدية، اكتشفها المحققون في مسرح الجريمة أسفل جسد سويتزر، لكنها كانت مدية مغلقة، شفرتها غير مفتوحة. تجاهل الإعلام مقتل سويتزر، ربما بسبب موت المخرج الشهير سيسيل دي ميل في اليوم نفسه. تم دفن كارل سويتزر في أحد أشهر مقابر هوليوود.

العدد 1938 - الأربعاء 26 ديسمبر 2007م الموافق 16 ذي الحجة 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً