العدد 1954 - الجمعة 11 يناير 2008م الموافق 02 محرم 1429هـ

المتاجر تفتح أبوابها في منازلنا

التسوق عبر شاشة التلفزيون...

بات الكثيرون يعتبرون التسوق الطريقة الأكثر شيوعا لكسر رتابة ساعات الفراغ، فالتسوق ما عاد حاجة، بل هو نمط وطريق وعادة. كثيرون الذين يعتبرون التسوق الطريقة المثلى والمفضلة للتغلب على الوحدة والفراغ، بل إن هنالك من يعتبره هواية كسائر الهوايات، فإذا سألت بعضهم ما هوايتك فسيجيب الموسيقى والرقص... و «الشوبنك»، أي التسوق باللغة الإنجليزية.

فإذا خذلتك محطة «MBC2»، ولم تعرض إلا قديم الأفلام، ولا يوجد على شاشات القنوات العربية سوى المسلسلات المصرية المعادة للمرة الثالثة أو الرابعة، وكنت قد أنهيت قراءة الشريط الإخباري لجميع القنوات اللبنانية وتأكدت أنه لا توافق يلوح في الأفق القريب... كل هذا وقد وصلت بك الأمور إلى حدود صحراء الملل، فما عليك إلا أن تتأبط محفظة نقودك وتمتشق بطاقة الصراف الآلي، وتغزو الأسواق والمجمعات لمحاربة الملل.

والتسوق اليوم لا يأتي بنمط واحد محدود، فهناك طرق كثيرة للتسوق، بعضها لا يتطلب منك أكثر من أن تنظر أمامك على شاشة التلفزيون وتتبع الأرقام وتتصل بخدمة الزبائن التابعة للشركة المصنعة للمنتج. «قريبا جدا (على حد تعبير هذه الشركات) سيكون طلبك مغلفا موضوعا أمام بابك»، من دون أي جهدٍ عضلي يذكر، وبمبلغ مادي يتناسب والرفاهية التي ابتغيناها عبر طلبنا لهذا المنتج عبر الهاتف.

تعتبر محطات التسويق والترويج للسلع والبضائع بمختلف أنواعها من أكثر المحطات عددا في العالم، وفودها إلينا بشكلها المتخصص الحالي تواكب وبداية البث الفضائي للتلفزيونات العربية، فكانت بداية عبارة عن وقت محدد في جدول البث اليومي لبعض المحطات، ومن ثم تحولت إلى محطات مستقلة تبث الترويج للمنتجات على مدار اليوم، وتطورت فيما بعد لتصبح شبكات للدعاية والإعلان لها فروع ومعارض في أماكن كثيرة في جميع أنحاء العالم.

المنتج الأكثر ظهورا على هذه القنوات هو منتجات الأدوات الرياضية ووسائل تخفيف الوزن والعناية بالجمال، وأدوات تيسير إعداد الطعام، وقد يستمر الإعلان فيها لمدة تزيد على النصف ساعة، ويعاد تكراره حتى يكاد المشاهد يظن أن هذه المحطة مخصصة لهذه السلعة، وأن هم المقدم الذي يروج لها في الحياة هو هذا المنتج وأهمية هذا المنتج وقدراته وميزاته.

ولا يقتصر التسوق من المنزل على التسوق عبر التلفزيون، فالتسوق عبر الإنترنت يعتبر اليوم من أهم وسائل تصريف السلع، حتى أن هناك مواقع إلكترونية ضخمة جدا تقدم خدمات بيع وشراء السلع عبر العالم، ويمكن أن نجد فيها أي شيء قد نرغب في اقتنائه من الأدوات الإلكترونية بمختلف أنواعها وصولا إلى سكاكين المطبخ.

وعلى رغم أن هذا النوع من التجارة سواء الإلكترونية أو عبر البث الفضائي، بات يعتبر من الوسائل الفعالة في الوصول إلى الزبون، وخصوصا أن طريقة الترويج عبر هذه القنوات مثلا تتجاوز قدراتها في الشرح والتفصيل قدرات الإعلان التلفزيوني القصير الذي قد لا تتجاور مدته 30 ثانية... على رغم ذلك فإنها مازالت تعتبر وسيلة أقل رواجا في مجتمعاتنا، وخصوصا أن التسوق يعتبر فعلا من أهم وسائل الترفيه، باعتبار أن منافذ الترفيه في الكثير من دول المنطقة محدودة وقد تكون عالية الكلفة بالنسبة إلى الدخل المتوسط أو الضعيف الذي تتقاضاه غالبية الأسر.

إلا أن هذا لا يمنع مَنْ دق الملل أبواب دارهم حاملا معه الرتابة والضجر، من أن يجدوا فيها متنفسا ومساحة لتذويب هذا الملل، بالتسوق عبر المشاهدة، حتى وإن كان هذا التسوق لا يمكنهم من تملك هذا الأشياء دائما.

العدد 1954 - الجمعة 11 يناير 2008م الموافق 02 محرم 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً