العدد 1965 - الثلثاء 22 يناير 2008م الموافق 13 محرم 1429هـ

الهدف المنشود

محمد مهدي mohd.mahdi [at] alwasatnews.com

رياضة

غادرنا منتخبنا الوطني لكرة اليد إلى تونس لإقامة معسكره التدريبي الاستعدادي للمشاركة في البطولة الآسيوية المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم والتي ستقام في إيران الشهر المقبل، وهو يحمل أمنيات جميع المتابعين الرياضيين الراغبين في أن يحقق لاعبونا أوّل تأهل إلى كأس العالم، من دون أن نفرط في أمانينا بعد مشاهدتنا للقرعة التي وقع فيها منتخبنا مع الكويت وإيران والصين ولبنان.

نعم، نحن نثق تماما في قدرة لاعبينا على تحقيق الانتصارات والتأهل والذهاب إلى أبعد من ذلك إذا ما سارت الأمور التحكيمية بالذات على ما يرام، لكن في الوقت ذاته لا يجب أنْ نفرط ونقول في أنّ منتخبنا سيكون في نزهة لا تحتاج إلى جدية ومثابرة من أجل الحصول على مبتغانا وهو التأهل إلى بطولة كأس العالم.

من شاهد القرعة للوهلة الأولى يرى بأنّ مهمّة منتخبنا لن تكون سهلة وهذا لا يعد تشاؤما، وإنما يعد كلامنا هذا دفعة معنوية لمنتخبنا من أجل أنْ يبحث عن الإنجاز بالمثابرة والجهد اللازم التي تجعلنا قادرينَ على تخطي المنتخبات الأربعة للوصول في البداية إلى الدور نصف النهائي ومن ثم البحث عن الإنجاز الأكبر وهو التأهل.

ذلك يحتاج من الجميع مدربا وإداريا ولاعبا أن يكونوا على قدر كبير من الوعي بالمرحلة الحاسمة التي سيحظى بها منتخبنا، والتعامل معها بشكل جدي وخصوصا إذا ما رأينا المعوقات البسيطة التي شابت إعداد المنتخب من اعتذارات وتأخر للإعداد وغيرها من الأمور، لكنه في الوقت ذاته يجب أنْ تكون تلك الأمور دافعا للجميع من أجل تحقيق الهدف المنشود.

خطة التطوير

مازلنا بانتظار التطبيق الفعلي لتوصيات الاتحاد الدولي لكرة القدم «الفيفا» بشأن تطويرالكرة في البحرين وانتشالها من الفشل والسلبية التي تعاني منها رياضتنا عموما وكرة القدم خصوصا.

ما يتم التطرّق إليه والتركيز عليه حاليا هو كيفية تطوير نظام مسابقات كرة القدم بدرجتيه الأولى والثانية من خلال تقليص عدد الفرق أو دمجها، لكن الكثير ربما يغفل أن أبرز التوصيات التي أوصت بها اللجنة الدولية وهي تطوير المنشآت الرياضية قبل تطوير المسابقات، والمفارقة بسيطة جدا هي أنّ تطوير المنشآت يعود بالفائدة في الدرجة الأولى على تطوير المسابقات، إذ ما عرفنا إنّ العلاقة طردية بينهما.

الكثير من المدربين ممن استطلع «الوسط الرياضي» آراءهم بشأن النقاش الحالي لمسابقات الكرة يرى بأنّ تطوير المنشآت تعد أهم من تطوير المسابقات؛ لأنه من دون منشآت صالحة وقادرة على تحمل أعباء المسابقات وكثرتها، فإنّ هذه الأخيرة لن تكون قادرة على السير في طريق تصاعدي متطوّر، فجميع المهتمين بالرياضة البحرينية يتمنون التطوّر وارتفاع الأداء في جميع المسابقات، لكن ذلك لن يكون من دون تطوير لمنشآتنا المتهالكة جدا وبإصلاح البنية التحتية من خلال إيجاد أندية نموذجية وموازنة كاملة قادرة على حل أية إشكال تتعرض له الرياضة البحرينية ومسابقاتها ومنتخباتها، رأينا ذلك من خلال مسابقات الصالات التي أصبحت في وضع جيد ومريح مع بناء مجمع صالات أم الحصم والتي خففت الحمل الكبير على صالة مركز الشباب في الجفير والتي كانت تحتضن جميع المسابقات من صغارها إلى كبارها، وأمست جميع الاتحادات تسير مسابقاتها وبشكل يسير وبنجاح تام على رغم بعض الخلل الحاصل في جدولة المسابقات لدى بعض الاتحادات التي تحتاج إلى رؤية كاملة، ونتطلع إلى أنْ تكون ملاعب كرة القدم جيّدة وقادرة على تحمل أعباء اللعبة.

من يرى الكلفة المالية لعمليات الصيانة التي قامت بها المؤسسة العامّة للشباب والرياضة والبالغة 300 ألف دينار، يجد أننا في دائرة مفرغة من العمليات التي تساهم بشكل جذري في تطور الرياضة، إذا ما وجدنا أنّ عمليات الصيانة لا تعيد للمنشأة بريقها، وإنما تكون الصيانة وقتية تماما ولا تدوم وستعود المؤسسة إلى صيانتها من جديد بعد موسمين أو 3، وهذا ربما يعيدنا إلى النقطة الأولى وهي أنّ التطوّر الرياضي لن يكون إلاّ بالتطوّر في المنشآت الرياضية التي تعد بالدرجة الأولى أهم.

إذا سنصل إلى نتيجة حتمية وهي أننا بحاجة ماسة إلى بناء جديد لمنشآتنا المتهالكة وإصلاح البنية التحتية وبناء أندية نموذجية جديدة من أجل أنْ تحظى الرياضة البحرينية بالنجاح والتطوّرالمطلوب.

إقرأ أيضا لـ "محمد مهدي"

العدد 1965 - الثلثاء 22 يناير 2008م الموافق 13 محرم 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً