تسابق العشاق في استراليا في عيد الحب ليحتل كل اثنين أريكة على شاطئ بوندي يتناجيان عليها، اما اليابانيات فلم يقعدهن الجليد عن البحث عن الرومانسية بينما أخذ الفلبينيون يرددون أغاني الحب التي تقطر كلماتها عذوبة.
أما كوريا الجنوبية فعيد الحب بالنسبة إلى عشاقها يعني الشيكولاته وعشاء رومانسيا وهاتفا محمولا جديدا يرصد درجة سخونة العواطف في صوت الحبيب، فقد طرحت شركة للهواتف المحمولة خدمة «مقياس الحب» التي تحلل الصوت لتحدد ما اذا كان المحب يتحدث بحرارة وصدق ويحصل المشترك في هذه الخدمة تحليلا دقيقا لاحقا مكتوبا عن المكالمة يقيس العاطفة والدهشة والتركيز ومدى صدق المتحدث.
وفي عيد الحب سجل أكثر من 2000 شخص اسماءهم لحضور 16 حفلة تعارف أقيمت أمس (الخميس) في عدد من المدن الاسترالية ليختار كل منهم رفيقه على ان تذهب الارباح للعمل الخيري.
واستعدت شبكات الهواتف المحمولة الاسترالية لموجة اغراق بمناسبة عيد الحب وتوقعت كبرى الشركات ارتفاع الرسائل المصورة بنسبة 60 في المئة والاتصالات المصحوبة بلقطات فيديو بنسبة 50 في المئة. وحرص مسئولو تنظيم النسل في ولاية نيو ساوث ويلز أكثر الولايات الاسترالية ازدحاما بالسكان على نصيحة المحبين بالاكتفاء بالورود وان لزم فعليهم الا ينسوا استخدام العوازل الطبية.
وكان احتفال الفلبين بعيد الحب أكثر تقليدية بورود حمراء ووردية وكروت على شكل قلوب وأغاني الحب العذبة، لكن لم يفت كبير اساقفة العاصمة (مانيلا) جوادينسيو روساليس ان يحذر من «الخلوة» بين غير المتزوجين. وقال في مقابلة مع اذاعة تابعة للكنيسة «ننصح الكل بالحذر وخصوصا حين يقضي الوقت مع صديقته او صديقها. في احيان الاحتفال بهذا اليوم... وهو شيء غير سيئ في واقع الامر... ينتهي بالخطيئة».
وفي تايلند خلافا للسمعة الملتصقة بها كسوق لبائعات الهوى كلفت السلطات الشرطة ومفتشي المدارس القيام بمداهمات للفنادق والمتاجر الكبرى والحدائق للتأكد من ان الشبان يلتزمون بآداب السلوك بعد ان اظهرت استطلاعات الرأي ان الكثير من المراهقين يفقدون عذريتهم في هذا اليوم.
اما في الصين فقد نظمت مدينة شيانج ماي حملة لتشجيع الشبان على اجراء تحاليل دم في اطار مكافحة الامراض التي تنتقل بممارسة الجنس. وحتى عام 2001 كانت الصين تعتبر المثلية ضربا من الجنون. وقبل يوم من حلول عيد الحب تحدى أكثر من 500 يابانية البرد وأبحرن في بحيرة اشينو كو عند سفح جبل فوجي ثم شققن طريقهن وسط غابة يغطيها الجليد وصولا الى معبد كوزوريو الشهير الذي تجري فيه لقاءات للباحثين عن الحب.
وبدأ المعبد الذي بني قبل أكثر من الف عام ويعني اسمه «التنين ذو الرؤوس التسعة» يجتذب الباحثين عن الحب بعد ان قال بعض زواره ان دعوتهم من اجل العثو ر على رفيق كانت مستجابة.
وفي التقاليد اليابانية تبتاع المرأة لحبيبها الشيكولاتة اما الرجل فيرد الهدية بعد شهر في اليوم الابيض.
وترجع جذور هذا العيد الى قديس من الايام الاولى للمسيحية وأيضا الى عيد للخصوبة في روما القديمة لكن الشاعر الانجليزي جيفري تشوسر كان اول من ربط بين هذا العيد والحب في قصيدة كتبها عام 1381.
اشتعال أسعار الورود الحمراء في سورية
تحول الاحتفال بـ «عيد الحب» في الأسواق السورية خلال اليومين الماضيين إلى موسم اقتصادي بامتياز وخصوصا في ظل ارتفاع أسعار الورود الحمراء والهدايا الخاصة بهذه المناسبة إلى حد كبير.
وبدأت السيارات منذ الصباح الباكر أمس (الخميس) في نقل الهدايا الحمراء بمختلف أنواعها فيما فتحت بعض المتاجر أبوابها قبل ميعادها المعتاد.
وحظيت متاجر الورود والألعاب والإكسسوارات والعطور والملابس بالنصيب الأكبر من «اقتصاد القلب» كما يسميه بعض السوريين إذ ارتفع سعر الوردة الحمراء من أقل من دولار واحد إلى سبعة أو ثمانية دولارات بالتزامن مع الزيادة الكبيرة في المبيعات.
وظهرت في الأسواق السورية هذا العام هدايا لعيد الحب عبارة عن قرص مضغوط يحوي بعض الأغاني الرومانسية، في علب حمراء أنيقة شهدت إقبالا من المراهقين في ظل تردي الأوضاع المعيشية التي يرجعها على ما يبدو السوريون إلى عدم اكتراث حكومتهم بها في الوقت الذي ارتفعت فيه الأسعار بشكل استثنائي خلال الأشهر الماضية.
وقال ميشيل وهو صاحب محل للإكسسوارات والهدايا في حي القصاع بدمشق إن معظم زبائنه من المراهقين والطلاب الجامعيين في حين تنخفض أعداد المتزوجين بشكل ملحوظ.
ويضيف ميشيل، حاملا وسادة حمراء صغيرة مزينة بنقوش لدبين صغيرين، إن معظم الزبائن يختارون الهدايا ذات الأسعار المنخفضة التي يمكن أن تبقى كذكرى لفترة طويلة. وأشار إلى الفارق الكبير بين أنواع الهدايا وهو يشير إلى دب أحمر يبلغ حجمه حجم الرجل ويصل سعره إلى أربعة آلاف دولار. إلا أن نصيب محلات بيع الذهب تراجع في «اقتصاد القلب» هذا العام في ضوء الارتفاع الكبير في أسعار الذهب عالميّا.
«الأمر بالمعروف» تداهم محلات تبيع هدايا «عيد الحب»
داهمت فرق هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في جدة (غرب السعودية) عددا من المحلات التجارية التي كانت تقوم ببيع هدايا في «عيد الحب» (الفالنتاين) والتي تحمل مخالفات شرعية. وقالت صحيفة «المدينة» امس إنها قامت بمصادرة جملة من البضائع ذات اللون الأحمر أكثر الألوان تمييزا لهذا الاحتفال. وأشار المتحدث الرسمي لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الشيخ أحمد بن قاسم الغامدي إن هناك تعليمات مشددة تقضي بمصادرة ما يباع فيما يخص «عيد الحب» وعن الإجراءات الاحترازية المتبعة.
على الصعيد نفسه، كثفت هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالمنطقة الشرقية جولاتها ومراقبتها على جميع محلات الورود، والهدايا، والمقاهي، ومحلات تغليف الهدايا، لضبط المخالفات التي قد تصدر من المحلات، أو حتى من الأفراد، وخصوصا الشباب الذين يجتمعون أمام المطاعم والمقاهي. وشكّلت الهيئة فرقا ميدانية من رجالها تختص بالتفتيش على هذه المحلات في جميع محافظات المنطقة، وخصوصا الدمام، والخبر، والظهران، والقطيف، والتي قد تبيع ورودا حمراء، أو قلوبا حمراء، أو هدايا لها علاقة بما يُسمّى (الفالنتاين)، والذي يصادف امس الخميس. وحذّر مصدر مسئول في الهيئة أن جميع محلات الورود، والهدايا، والمقاهي، ومحلات تغليف الهدايا من عرضها، أو بيعها للورود الحمراء، أو تنسيق الاحتفالات لهذه المناسبة. وأضاف أن العقوبات ستلحق بأي محل، أو أفراد يتفاعلون مع هذه المناسبة. وحذرت هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر السعودية الشباب السعوديين والمقيمين في المملكة من الاحتفال بـ «عيد الحب» الذي وافق أمس، مؤكدة انه «من الأعياد الوثنية»، وأوضحت «حرصها على ظهور المملكة بالمظهر اللائق بها بصفتها قبلة المسلمين».
ألمان يكرهون «عيد الحب»
ينظر الكثيرون إلى «عيد الحب» على أنه مناسبة للتعبير الحار عن العواطف الجياشة والرومانسية، ولكنه يعتبر مناسبة ثقيلة على بعض المحبين وخصوصا من الرجال.
وفي يوم الاحتفال بعيد الحب نشرت صحيفة «دي فيلت» الألمانية في موقعها الالكتروني أمس (الخميس) تقريرا لمست فيه معاناة الرجال في هذا اليوم وخلصت إلى عدة أمور تجعل الرجال لا يفضلون هذه المناسبة على الإطلاق.
وكان أول أسباب كراهية الرجال لـ «عيد الحب» هو اضطرارهم للقيام ببعض الأمور المبالغ فيها مثل الترتيب لمأدبة عشاء على ضوء الشموع أو كتابة شعر للمحبوبة أو حتى نسيان هذا اليوم والاضطرار لتقديم سلسلة طويلة من الاعتذارات عن السهو.
ويعتبر شراء هدية للحبيبة في هذا اليوم من الأمور التي يفكر فيها الرجل أكثر من مرة لأنه يضطر رغما عنه للتسوق لاختيار الهدية المناسبة وهو أمر غير يسير نظرا إلى أن اختيار الهدية الخاطئة قد يصيب المحبوبة بالصدمة وخيبة الأمل وبالتالي يفسد المناسبة. وأشار تقرير الصحيفة إلى العبء المادي الذي يتحمله الرجل في هذا اليوم والمبالغ التي يدفعها لوجبة عشاء وورود وهدايا وغيرها.
حظر الطلاق في «الفالنتاين»
اضطر الأزواج التايلنديون الذين يرغبون في الطلاق في منطقة روي إت بشمال شرق تايلند أمس (الخميس) إلى تأجيل خططهم بعد أن قررت إحدى السلطات المحلية تحويل الاحتفال بعيد الحب أو ما يسمى بـ «الفالنتاين» إلى عيد للقيم العائلية.
وقال نائب رئيس مقاطعة روي إت سوثيب بيمبيرات لصحيفة «نيشن»: «أصدر رئيس مقاطعتنا أمرا بعدم الاعتداد بأي توقيع على وثيقة طلاق في مهرجان الحب». وأضاف «لو حضر زوجان يريدان الطلاق سننصحهما بالعودة للمنزل والحديث معا لتصفية أي سوء تفاهم وربما تعود نيران حبهما للاشتعال من جديد».
وفي مناطق أخرى في المملكة، وضعت الشرطة في حالة تأهب تام من أجل مراقبة المراهقين الذين يمكن أن يستغلوا مناسبة عيد الحب لإقامة علاقات غرامية. وهددت الشرطة بفرض غرامات وتوقيع عقوبة السجن لمدة ثلاثة أشهر على أصحاب ما يسمى بـ«نزل الحب» الذين يسمحون للقصر باستخدام غرفهم في «مهرجان الحب».
العدد 1988 - الخميس 14 فبراير 2008م الموافق 06 صفر 1429هـ