العدد 1994 - الأربعاء 20 فبراير 2008م الموافق 12 صفر 1429هـ

فرودو... سيد خاتم المهمات الصعبة

السلسلة الثلاثية «سيد الخواتم» The Lord of the Rings

تمثل السلسلة الثلاثية «سيد الخواتم» محطة من أهم محطات السينما الأسطورية، القصة التي تكلمنا عن الزمن الجميل والخير الموجود وإمكانية الانتصار على الشر ترتبط بسيد الخاتم المسحور، هذا الفيلم حاز الكثير من الجوائز ومثل عبر تقنياته ومساحاته وفضاءاته المفتوحة لوحة من أروع ما أخرجته السينما العالمية فيما يتعلق بالأعمال الأسطورية خصوصا.

«سيد الخواتم» هي رواية خيالية ملحمية كتبها البريطاني توكين، بدأت كتتمة لكتابه السابق الهوبيت ثم تطورت إلى قصة أكبر بكثير، كُتبت على مراحل ما بين 1937 و1949، وكثير منها كُتب خلال الحرب العالمية الثانية. نُشرت في الأساس في ثلاثة مجلدات في العامين 1954 و1955، وأعيد طبعها منذ ذلك الحين مرات كثيرة، كما تُرجمت إلى الكثير من لغات العالم (ليس من بينها العربية)، لتصبح واحدة من أكثر الأعمال الأدبية انتشارا في القرن العشرين.

تقع أحداث «سيد الخواتم» في أرض يعتقد المؤلف أنها تقع في الأرض الحقيقية، سكنها البشر، وأُحِلَت في الخيال قبل بدء التاريخ، وبعد سقوط أطلنطس، ويسميها الأرض الوسطى. تحكي القصة عن شعوب مثل الهوبيت، الجن، البشر، الأقزام، السحرة، والعفاريت (التي يسميها توكين الأورك)، وتتمحور حول خاتم السلطة الذي صنعه سيد الظلام سورون بدءا من تمهيد في شاير، تتقدم القصة عبر الأرض الوسطى متتبعة حملات حرب الخاتم، ومن ثم تتبع القصة الرئيسية ستة ملحقات تزود القارئ بخلفية لغوية وتاريخية مهمة عن الأحداث.

وتأخذ «سيد الخواتم» القصة إلى بعد ستين عاما من نهاية الهوبيت. تبدأ القصة في المجلد الأول، رفقة الخاتم، عندما يحوز فرودو باغنز، وريث بيلبو المُتبنى، خاتمه السحري، يكتشف صديق بيلبو القديم الذي ورطه في مغامرات كتاب «الهوبيت»، غاندالف الأشيب، أن الخاتم السحري ليس في الحقيقة إلا الخاتم الأوحد، أداة قوة سورون، والشيء الذي كان يبحث عنه سيد الظلام لمعظم زمن العصر الثالث، الشيء الذي أغوى الكثيرين للسعي إلى امتلاكه والحصول على القوة التي يحملها.

يرسل سورون خدمه المثيرين للرهبة (النازغول أو أشباح الخاتم متنكرين على أنهم الفرسان السود) إلى شاير بحثا عن الخاتم، وبمعية خادمه المخلص سام كامجي، وصديقيه المقربين ميري برانديبوك وبيبين توك، يُغادر فرودو إلى نزل، حيث يلتقون بجوال يدعى «سترايدر» يُساعدهم على تضليل الفرسان، وتكشف رسالة غاندالف فيما بعد أنه أراغورن، وريث عرش غوندور وأرنور، الموطنان العظيمان للبشر. يُهرب أراغورن الهوبيت إلى ريفنديل بناء على طلب غاندالف، ويعلم الهوبيت أيضا أنه يُمكن مقاومة قوات سورون فقط إذا استعاد أراغورن عرشه وحقق النبوءة القديمة بحمل سيف أندوريل الذي أُعيد تشكيله من كسرات نارسيل، السيف الذي قطع الخاتم من إصبع سورون في العصر الثاني. عُقد في ريفنديل مجلس حضره ممثلون عن الأعراق الرئيسية في الأرض الوسطى، الجن، الأقزام، والبشر، وأداره لورد إلروند، مقررا أن الفعل الوحيد الذي يمكنه إنقاذ الأرض الوسطى هو تدمير الخاتم بأخذه إلى موردور وإلقائه في نيران جبل الهلاك حيث صيغ.

يتطوع فرودو للمهمة، وتتشكل رفقة الخاتم لتساعده، مكونة منه هو نفسه، غاندالف، أراغورن، بورومير الغوندوري، غيملي القزم، ليغولاس الجني، والهوبيت الثلاثة الذين رافقوه. تأخذهم رحلتهم عبر مناجم موريا حيث تبعهم المخلوق المثير للشفقة، غولوم، الذي قابله بيلبو في كهوف عفاريت جبال الضباب قبل سنين. استحوذ غولوم على الخاتم لسنين طويلة قبل أن ينتقل إلى ملكية بيلبو، ويشرح غاندالف أن غولوم كان من الهوبيت قبل أن يحصل على الخاتم الذي دمره، وجعله عبدا لقوته الشريرة، وأنه يحاول بيأس استعادة الغالي. بينما كانوا يتقدمون في المناجم، يكشف بيبين موقعهم من دون قصد، فتُهاجم الجماعةَ مخلوقاتُ سورون. يُقاتل غاندالف المخلوق تحت الأرضي، الشيطان بارلوغ، ويقع في فجوة هائلة، ليموت ظاهريا. تهرب الرفقة من موريا، ويقودها أراغورن بعد غاندالف، يتجهون إلى مملكة الجن في لوثلورين، وهناك تُري السيدة غالادريل فرودو وسام رؤى من الماضي والحاضر والمستقبل، ويرى فرودو أيضا عين سورون، وهي تعبير ميتافيزيقي عن سورون نفسه، ويُغري الخاتم غالادريل. بنهاية الجزء الأول، بعد أن تسافر الرفقة عبر نهر أنودين العظيم، يقرر فرودو متابعة الرحلة إلى موردور بنفسه، كنتيجة لتأثير الخاتم المتزايد على بورومير، ويُصر سام المخلص على الذهاب معه.

في المجلد الثاني، البرجان، تُحكَى القصة بشكل متوازٍ، في الكتاب الأول من المجلد تُكشَفُ تفاصيل ذهاب المتبقين من رفقة الخاتم لمساعدة روهان ضد الشر المتزايد لسارومان، قائد نظام السحرة الذي أغراه سورون، والذي يريد الخاتم لنفسه. في بداية الكتاب الأول، تتشتت الرفقة بشكل أكبر، فيؤسر ميري وبيبين من قبل أورك سورون وسارومان، ويقتل بورومير أثناء دفاعه عنهما، ويتجه أراغورن مع ليغولاس وغيملي لتعقب آسريهما. يُقابل الثلاثة في رحلتهم غاندالف الذي عاد إلى الأرض الوسطى على أنه غاندالف الأبيض، ويُكشَف أنه قد قتل بارلوغ موريا، وعلى رغم أن المعركة كانت مميتة لغاندالف، فإنه «وُلد مجددا» بإدراك أكبر لحقيقة ما يتوجب عليه فعله، وثقة كبيرة بالقوى التي يمتلكها. وبنهاية الكتاب الأول، يُساعد غاندالف، وأراغورن، وليغولاس، وغيملي في هزيمة قوات سارومان في معركة هورنبرغ، بينما يقلق سارومان نفسه بسبب الإنتس والهورنس الشبيهة بالشجر التي يرافقها ميري وبيبين بعد أن نجحا في الفكاك من الأسر.

«سيد الخواتم»: رفقة الخاتم

«خاتم واحد ليحكمهم كلهم، خاتم واحد لإيجادهم كلهم. خاتم واحد لإحضارهم كلهم، وفي الظلام يقيدهم». في هذا الجزء من الثلاثية، يرث الهوبيتى الشاب فرودو باجينز خاتما، لكن هذا الخاتم ليس حلية رخيصة، بل هو الخاتم الأوحد، آلة السلطة المطلقة التي يمكن أن تسمح لسورون (سيد الظلام لموردور) حكم الأرضِ الوسطى واستعباد شعبها. يقوم فرودو مع زمالة الخاتم، التي تضمنت أصدقاءه الهوبيت الموالين وبشر وساحر وقزم وجني، برحلة حيث عليهم أن يأخذوا الخاتم الأوحد عبر الأرضِ الوسطى إلى جبل الهلاك (المكان الذي صُنع فيه) ليتم تدميره للأبد، رحلة مليئة بالمخاطر، في أرض مواليه لسورون، حيث يحشد جيشه من الأورك. لم تتهدد زمالتهم بالشرور الخارجية التي يمكن أن يتعرضوا لها والتي كان عليهم الدفاع عن أنفسهم ضدها فقط، بل أيضا تأثرت بالخلاف الداخلي، الذي حدث بتأثير من الخاتم. إن مستقبل التاريخ مقترن بمصير الخاتم.

«سيد الخواتم»: البرجان

يبدأ «سيد الخواتم»: البرجان في تلال إمين مويل حيث ضل الهوبيت فرودو وسام طريقهما، واكتشفا أنهما مراقبان ومتتبعان من قبل الغامض غولوم وهو مخلوق غريب أصبح عبدا مشوها للخاتم، ويعدهم غولوم أن يقودهما إلى البوابات السوداء لموردور إذا أطلقوا سراحه. لم يثق سام برفيقهما الجديد، ولكن فرودو أخذته الشفقة على غولوم الذي كان هو نفسه حاملا للخاتم في يوم من الأيام.

تابع أراجورن، وليجولاس الجني ذا الأسهم، وجيملى القزم طريقهم عبر الأراضي الوسطى ووصلوا إلى مملكة روهان المحاصرة التي كان لديها الملك العظيم ثيودين الواقع تحت تأثير تعويذة سارومان المميتة، من خلال تلاعب جاسوسه الشرير وورمتونجى. رأت إيوين ابنة أخ الملك في المحارب البشرى أراجورن صفات القائد، وعلى رغم إنجذابه إليها، فإن حبه للجنية أروين كان يملأ قلبه وحياته.

جاندالف الذي سقط في الجزء الأول، أعيدت ولادته (بعد قتاله العنيف مع بالروغ) ليصبح جاندالف الأبيض، وذّكر أراجون بواجبه، وقدرته على توحيد شعب روهان مع آخر ما تبقى من معاقل المقاومة البشرية (جوندور). واجهت الزمالة في رحلاتهم الكثيرة جيوشا، ومكرا لا يمكن تصورهما، وسيشهدون المزيد من الغرائب القديمة، والقوة غير المستغلة لشعبها، إذ عليهم أن يقفوا سويا ضد القوات القوية المنتشرة من البرجان، برج أورثانك في أيزينجارد، حيث أنتج الساحر الفاسد سارومان جيش قاتل من 10000 محارب قوي، وقلعة سورون في باراد - دور في العمق داخل الأراضي السوداء في موردور.

«سيد الخواتم» قدم في البرجين كنزا من الشخصيات الجديدة تماما مثل:

- غولوم: الذي تتبع الزمالة في الفيلم الأول، وهو شخصية غامضة، تأتي إلى النور لأول مرة، وتلعب دورا رئيسيا في المسعى لتدمير الخاتم الأوحد.

- شعب روهان: ومن ضمنهم الجميلة إيوين وأخوها إيومير وملكهم المسحور ثيودين.

- وورمتونجى مستشار ثيودين المضلل وجاسوس سارومان في مملكة روهان.

- فرميير البشري الشقيق الجوندورى لـ بورومير المقتول.

- الإنت تريبيرد: راعي الشجر الحي الذي يمشي، وهو من أقدم كائنات في الأرض الوسطى.

«سيد الخواتم»: عودة الملك

مع اقتراب المعركة النهائية، وتجمع قوى الظلام، يحاول جاندالف تجميع جيش جوندور المكسور بسرعة إلى المعركة. قام بمساعدته ملك روهان الملك ثيودين الذي وحد جنوده لأكبر اختبار في التاريخ، وعلى رغم شجاعتهم ووفائهم وولائهم فإن قوات البشر (مع تخفي أيوين وميرى بين صفوفهم) فإنهم لا يقارنون بالأعداء المحتشدين ضد جوندور، مع مواجهتهم لخسائر كبيرة، إلا أنهم تقدموا وهجموا من أجل مستقبلهم محاولين معا صرف انتباه سورون وإعطاء حامل الخاتم الفرصة لإكمال مسعاه. تعلقت آمالهم بفرودو الهوبيت الصغير الذي صمم في رحلته المحفوفة بالمخاطر عبر أراضي العدو الغادر على التخلص من الخاتم الأوحد في نيران جبل الهلاك.

اقترب فرودو من غايته الأخيرة، وزادت المسئولية الملقاة على عاتقه، وزاد اعتماده على سامويس جامجى الآن سيختبر غولوم (والخاتم نفسه) ولاء فرودو وإنسانيته. اختتم «سيد الخواتم»: عودة الملك قصة الملحمة، لهذه الشخصيات، وعلاقاتهم، وتنافساهم. كما يمثل الشجاعة، والالتزام، والتصميم. وأنه حتى القلة منا يمكنهم أن يغيروا العالم.

* خدمة ويكيبيديا (بتصرف)

- رُشحت الأجزاء الثلاثة لثلاثين جائزة أوسكار، وحصلت على سبع عشرة منها.

- رُشح فيلم «رفقة الخاتم» لثلاث عشرة جائزة، نال منها أربعا.

- رُشح «البرجان» لست جوائز، نال منها اثنتين.

- رُشح «عودة الملك» لإحدى عشرة جائزة نالها جميعا.

- صُوِر أكثر من 1800 كيلومتر أثناء الإنتاج.

- أُنتج 48000 سيف وفأس ودرع.

- أكبر عدد من الخيول الحقيقية صور في مشهد واحد،؛ مئتان وخمسون ألف حصان.

- مجموع سنوات العمل في الأجزاء الثلاثة من الفيلم ثماني سنوات.

- مجموع مدة الأجزاء الثلاثة: 680 دقيقة (أي 11 ساعة و20 دقيقة).

العدد 1994 - الأربعاء 20 فبراير 2008م الموافق 12 صفر 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً