العدد 2004 - السبت 01 مارس 2008م الموافق 22 صفر 1429هـ

«لي كوان يو» سيزور البحرين

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

من المتوقع أن يزور البحرين هذا الأسبوع مؤسس سنغافورة الحديثة، وأول رئيس وزراء لهذه الجزيرة الذكية لي كوان يو، ضمن زيارة للخليج تشمل دبي أولا، ومن ثم السعودية، وبعد ذلك البحرين (بين 5 و 7 مارس/ آذار الجاري).

«لي كوان يو» يحمل لقبا خاصا به بعد أن تقاعد من رئاسة الوزراء، وهو «الوزير المرشد»، وعرف عنه نهجه الاستراتيجي والعملي الذي استطاع من خلاله خلق «سلم أهلي»، من دون تمييز بين الصينيين والهنود والمالاويين (المكونات الرئيسية لشعب سنغافورة)، واستطاع أيضا أن يخلق إدارة فاعلة قائمة على الكفاءات (وليس على المحاباة)، واعتمد الشفافية والمحاسبة الشديدة لأي شخص أو جهة تمارس أي نوع من أنواع الفساد، ورفع معاشات الوزراء والمسئولين لكي لا يمدوا أيديهم على خزانة الدولة، ومنعهم من الدخول في نشاطات فاسدة، وأقنع الصناعات العالمية المتطورة بأن تنقل مراكز عملها وبحثها إلى الجزيرة التي لا تملك أساسا حتى الماء لتشربه كما ليس لديها نفط، ولكنها تعتبر من أهم المراكز للصناعات البتروكيماوية حاليا... وأصبحت سنغافورة أنموذجا عالميا للاقتصاد المعرفي.

سنغافورة، بفضل «لي كوان يو» تقترن هذه الأيام بالكفاءة، والجودة، واحترام القانون، والنزاهة في التعامل، والأمان الاجتماعي، والخدمات الصحية ذات المعايير الجيدة، وتطور بيئة العمل بما في ذلك السلامة في المصانع ومناطق العمل...وهذه هي أسباب استخدام شركات عملاقة مثل «هيوليت - باكارد» الجزيرة قاعدة رئيسية لها.

لقد التفت «لي كوان يو» إلى أن الشركات التي تقود الاقتصاد العالمي كانت تبحث في الستينيات من القرن الماضي عن قواعد إقليمية، وكانت الصين وتايوان وفيتنام وغيرها من المناطق تمر بتحولات واضطرابات سياسية. وعليه، قدم ما تحتاجه تلك الشركات من سيادة للقانون، وسلامة الأنظمة، وكفاءة سوق العمل والبيئة، وسياسة عقلانية بشأن القرارات بعيدة المدى... والباقي أصبح جزءا من التاريخ، إذ لم تمض سوى سنوات قليلة وإذا بالرؤساء التنفيذيين وكبار موظفي هذه الشركات يملأها السنغافوريون المؤهلون بمستوى عالمي. وأملنا أن نستفيد من «لي كوان يو» عندما يزور البحرين، وأن يتمكن من نقل ولو جزء يسير من أفكاره العملية لنا، وخصوصا أن جزيرة سنغافورة تساوي جزيرة البحرين من ناحية المساحة، ومحيط البحرين لا يختلف كثيرا عن محيط سنغافورة.

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 2004 - السبت 01 مارس 2008م الموافق 22 صفر 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً