يدخل الفيلم البحريني «أربع بنات» للمخرج حسين الحليبي في دائرة المنافسة بين عدد كبير من الأفلام الخليجية الأخرى خلال مهرجان الخليج السينمائي بدولة الإمارات السبت المقبل مدينة دبي في الفترة ما بين 13 و19 أبريل/ نيسان، إذ سيتم عرضه خلال حفل الافتتاح، كمؤشر على أن الإبداع البحريني يفرض نفسه بكل قوة في مجال السينما، منتظرا بكل صبر أن يلقى اهتماما وتشجيعا أكبر وأفضل.

المخرج حسين الحليبي عبر عن تشرفه والطاقم الذي عمل معه بعرض الفيلم خلال حفل الافتتاح، ووجد أن المشاركة هي إنجاز، ليست وليدة اللحظة، قائلا: «إن الفنان البحريني متميز، ولدينا كوادر من الفنانين الذين قدموا إنجازات كثيرة، ومن خلال فيلمنا نواصل في درب العطاء، ووجودنا في حفل الافتتاح نجاح في حد ذاته، وهو إنجاز كبير، ويرفع به الشخص اسم بلده في محفل مثل هذا المهرجان».

فيما يتعلق بحجم نمو وتطور الإنتاج السينمائي البحريني، يقول الحليبي: «أنا أعتبر المخرج السينمائي المتميز في الخليج بسام الذوادي هو أحد رموز الإبداع البحريني، إذ من الملاحظ أن أفلامه الأخيرة وجدت التأييد والإعجاب من النقاد على المستويات الخليجية والعربية والعالمية، ونحن جميعنا تلامذة بسام»، مضيفا «أنا أتوقع أن السينما البحرينية سيكون لها شأن جيد متى ما توافرت فيها البنية الخاصة بصناعة السينما، إذ نحتاج إلى بنية صحيحة تعمل عليها السينما، وهي غير متوافرة في الخليج ككل، لذلك نجد أن الإنتاج صعب وكلفه باهظة، فإذا ما توافرت الأجهزة والمعدات والمعامل، سيكون من الأسهل التعامل معها، وخصوصا إذا أشرفت عليها بعض الخبرات، فالسينما تحتاج إلى دفعة كبيرة، لتنتج بشكل أفضل، وذلك لن تحصل إلا بتمويل كبير، ومتى ما توافرت سنستطيع القول إن للسينما دورا، أما الآن لا يمكن أن نعطي صورة واضحة عن الموضوع».

وبشأن ما تعنيه مشاركة فيلمه «أربع بنات» في افتتاح مهرجان الخليج السينمائي يقول الحليبي: «إن ذلك يعني أن فيلمنا منافس في المسابقة، لذلك تم اختياره، وهذا يعتبر هدية لكل من عمل في هذا الفيلم من ممثلين وطاقم عمل وفنيين، وكل من بذل جهده، سيكون ذلك تكريما لهذا الجهد، بعرض الفيلم خلال حضور كبار الفنانين، وهذا كما ذكرت سيرفع اسم الفنان البحريني، وهو شيء نفتخر فيه كفنانين بحرينيين بعرض فيلمنا في حفل الافتتاح».

وعن باقي الأفلام المشاركة يضيف الحليبي «باقي الأفلام قصيرة، نحن نقدم الفيلم الطويل الوحيد، والمشاركون بالأفلام الأخرى لهم خبرتهم في مجال الأفلام القصيرة، وخصوصا حسين الرفاعي المتمكن والمختص في مجال الأفلام القصيرة، أما بالنسبة لباقي الأفلام فبعض المخرجين أسماء لها تجربتها ولها أفلامها المتميزة، وفي المحصلة فإن للبحرين كوادر شبابية من الفنانين قادرين على الإنجاز ولكن يحتاجون للدعم وإقامة ورش عمل لمواكبة التطورات في مجالات الأفلام القصيرة والطويلة».

«أربع بنات» يمثل التجربة الإخراجية الجديدة للحليبي، ومن المؤمل عرضه في دور السينما في مملكة البحرين خلال الفترة القريبة المقبلة، إذ يعلق حسين بالقول: «نتمنى أن يحظى الفيلم بإعجاب الجماهير وخصوصا الشباب كون أحداث الفيلم تعالج قضايا الشباب البحريني والخليجي كما أن أبطال الفيلم هم من النجوم الشباب كالفنانة هبه الدري والفنان المطرب خالد فؤاد وابتسام العطاوي وشيماء جناحي ودارين وخالد الرويعي والفنانة القديرة سعاد علي».

وبدأت الحملة الإعلامية للفيلم من خلال عرض الإعلانات الخاصة به في دور السينما بالسيف وكذلك توزيع الملصقات واليافطات الإعلانية في السينما، بالإضافة لبث أغاني الفيلم في بحرين إف إم، وهي من غناء المطرب خالد فؤاد، وقد تم أخيرا تصوير أغنية الفيلم? «خبروها» لعرضها قريبا على شاشات التلفزيون.

يعلق الحليبي بأن «الفيلم اعتمد في رؤيته الإخراجية على تضمين عنصر التشويق الممزوج بالروح الشبابية والتي تصب في الأهداف والمضامين المتعلقة بأحداث الفيلم، فرغبة «الأربع بنات» اللاتي يتعرضن لضغوط المجتمع أثناء بحثهن عن وظائف تناسب مؤهلاتهن تجعلهن يتحدين الظروف القاسية لإثبات الذات كل ذلك يأتي بأسلوب جريء مخاطبا عقول الشباب ومحفزا إياها للبدء الفعلي في رسم حياتهم وتخطي الصعاب، كما أن الحب والرومانسية لم تفارقا الفيلم والذي تتداخل أحداثه مع قصة حب يعيشها كل من الفنان المطرب خالد فؤاد والفنانة ابتسام العطاوي عندما يحاربان التطرف بالحب».

وتمت طباعة ترجمة للفيلم باللغة الإنجليزية بغرض عرضه مترجما، كي يتسنى لمختلف الجنسيات من الجماهير مشاهدة هذه التجربة وخصوصا عند مشاركتنا في مهرجانات، إذ إنه من الضروري العمل على تعريف العالم بواقع المجتمع البحريني وثقافته وإنجازات شعبه من خلال تلك التجارب الفنية.

ووجه الحليبي الشكر للجهات الإعلامية وخصوصا وزارة الإعلام التي ذكر أنها «قدمت الكثير من الدعم سواء في الإعلان عن الفيلم في البرامج الإذاعية والتلفزيونية والتسهيلات الأخرى، إلى جانب الصحافة التي كان لها دور في إبراز الفيلم، وهذا شيء جميل أن يتكاتف الجميع لكي يظهر هذا الفيلم كتجربة سينمائية تستقطب الجماهير».