العدد 2048 - الإثنين 14 أبريل 2008م الموافق 07 ربيع الثاني 1429هـ

تغيير الأعمار سمة بحرينية!

محمد عباس mohd.abbas [at] alwasatnews.com

رياضة

الاتحادات الوطنية والأندية ومنذ زمن طويل في البحرين تعتمد استراتيجية تغيير الأعمار (التزوير) من خلال تصغير أعمار بعض اللاعبين للمشاركة في منتخبات أو فرق الفئات العمرية، وهذا الأمر معلوم للكثيرين ولمجمل المتابعين للرياضة البحرينية.

هذه الاستراتيجية المتبعة ليست وليدة اللحظة وإنما هي قائمة على أفكار سابقة تجعل من الأمر شيئا سهلا يتم من خلاله التلاعب بالأعمار بحيث كنا نجد أحد اللاعبين يلعب في منتخب الناشئين وعمره الحقيقي في الفريق الأول!.

واستمر هذا العمل متواصلا في ظل قانون أن «الغاية تبرر الوسيلة»، وبالتالي فإن تحقيق الإنجاز يبرر انتهاج أي عمل كان.

وليس هذا الأمر حكرا على البحرين وحدها وإنما تشترك فيه معظم الدول النامية الذي تنتهج هذه السياسة لأجل الوصول إلى إنجازات إقليمية ودولية على مستوى الفئات العمرية.

هذا الأمر دفع الاتحادات الدولية إلى انتهاج أساليب حديثة في التدقيق والفحص لكشف الأعمار الحقيقية للاعبين من بينها فحص الأسنان وغيره كون الأوراق الثبوتية من السهل التلاعب فيها وتزويرها.

من ذلك تتضح لنا أبعاد قضية الحكم الدولي جعفر العلوي الذي ليس وحيدا في تصغير عمره من عدمه وإنما يشترك في ذلك مع كثير من الحكام واللاعبين على مر سنوات طويلة من الرياضة البحرينية، ولو فتحت كل ملفات تغيير الأعمار لظهر ما يثير العجائب والغرائب وكان اخرها ما نشر عن أن معظم الحكام الدوليين في البحرين قد تجاوزوا السن القانونية التي حددها الاتحاد الدولي بعمر الـ 45 عاما للحكم وبعدها عليه التقاعد.

أيضا عملية تغيير الأعمار مرتبطة بالذهنية العربية عموما والبحرينية خصوصا القائمة على الثقة المتراكمة من العمر وليس الأداء، بمعنى أن تراكم السنين هو من قد يجعل الحكم دوليا ومميزا وليس أداؤه في الملعب على عكس ما هو متبع في الدول المتقدمة حيث الشباب هناك يحصلون على فرصتهم الكافية ومن وقت مبكر من دون نظرة دونية لأعمارهم لأن المقياس هو الكفاءة والأداء.

فمعظم حكام الدوريات الأوربية هم من الشباب الذي يصغرون بعض اللاعبين سنا ومع ذلك هم في قمة التألق والبروز وتسند لهم أهم المباريات الدولية.

حكامنا المحليون ولاعبونا كذلك بحاجة أن تتاح لهم الفرصة من سن مبكرة من أجل أن يسيروا في عملية التطور بسهولة ويصلوا إلى قمة عطائهم وهم في سن يؤهلهم للمشاركة في أهم المحافل العالمية بدل تركهم سنين طويلة يكابدون فيها الأمرين وإذا وصلوا إلى المنى كان في الوقت الضائع!.

قضية الحكم العلوي ربما تفتح المجال واسعا ليس لاتحاد كرة القدم فقط وإنما لجميع الاتحادات الوطنية للعمل وفق رؤية واقعية بعيدة عن السياسات السابقة التي ولى عليها الزمن، كما أن الاتحادات مسئولة عن مراقبة الأندية عن التجاوزات الحاصلة في الأعمار لأن كل ذلك سلسلة مترابطة تشكل وعيا رياضيا عاما وليس قضية منفصلة من السهل حلها.

تغيير الأعمار وللعارفين بالرياضة البحرينية سمة بحرينية بامتياز أبدعنا فيها وتألقنا على مختلف المستويات، ولكن إلى متى والعالم كله يتغير من حولنا!.

إقرأ أيضا لـ "محمد عباس"

العدد 2048 - الإثنين 14 أبريل 2008م الموافق 07 ربيع الثاني 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً