دعا رئيس الشبكة الدولية للطاقة البديلة ببريطانيا علي الصايغ، أمس البحرين ودول الخليج إلى بناء منظومة بحثية في الطاقة المتجدد، وتحفيز الأفراد والشركات لاستخدام تقنيات تلك الطاقة بالتوازي مع إطلاق مشروعات في هذا المجال.
وقال الصايغ في حديث خلال اليوم الثاني لورشة (الطاقة المتجددة.. سياسات، اقتصاد، حوافز، وتطبيقات) التي تنظمها جامعة البحرين بالتعاون مع الهيئة الوطنية للنفط والغاز «مواكبة الركب الحضاري يتطلب تنشيط البحث العلمي، وذلك يتطلب مختبرات متطورة، وابتعاث تلاميذ ذوي إمكانات ذهنية عالية إلى الخارج بالإضافة إلى استقطاب خبراء أجانب إلى بلادنا».
وأضاف «إن البحث العلمي هو الأساس لأنه القاعدة التي نبني عليها المشروعات، ومنها مشروعات الطاقة المتجددة». ويحاضر الصايغ في الورشة التي تختتم أعمالها اليوم الأربعاء إلى جانب 4 خبراء آخرين من المملكة المتحدة وألمانيا، والولايات المتحدة الأميركية. ويشارك في الندوة مسؤولون حكوميون ومدراء تنفيذيون من المملكة ودول الخليج العربية. وأكد أن «البحرين ودول الخليج تمتلك الإمكانات لأن تكون رائدة في مجالات الطاقة المتجددة مستقبلا، بشرط البدء منذ الآن في وضع رؤية متكاملة تتضمن سن التشريعات، وتحديد الميزانيات، وإقرار حوافز على سبيل المثال: إعفاء معدات تقنية الطاقة المتجددة من الضرائب الجمركية».
وكان وزير شؤون النفط والغاز رئيس الهيئة الوطنية للنفط والغاز عبدالحسين ميرزا توقع في كلمة خلال حفل افتتاح الورشة أمس الأول أن تنتج دول الخليج طاقة من المصادر المتجددة في شكل قوة كهربائية بشرط أن تقرر تَبَنِّي هذه التقنية من الآن.
وعن الطريقة الأجدى للاستفادة من الطاقة المتجددة قال الصايغ «أثبتت الدراسات أن الطاقة الهوائية بسرعة خمسة أمتار في الثانية فما فوق يمكن أن تولد طاقة مماثلة لما تولده الطاقة الأحفورية (النفط والغاز) وبالكلفة ذاتها، ولكن كلفة الطاقة الفوتوضوئية ما تزال تفوق الطاقة الأحفورية بنحو ثلاثة أضعاف».
واستدرك قائلا «إلا أن الأمر لا يتعلق بالكلفة فقط، وذلك أن الطاقة المتجددة تتميز بأنها لا توقع الضرر بالبيئة، وفي بلد صغير المساحة مثل البحرين يكون التلوث ظاهرا بصورة أكبر»، داعيا إلى «النظر للموضوع من ناحية حفظ صحة الإنسان والبيئة التي يعيش فيها». ونبه إلى أن «البحرين استضافت في العام 1968 مؤتمرا بشأن الطاقة المتجددة حيث دعا آنذاك وزير التنمية والصناعة يوسف الشيراوي إلى الاستفادة من الطاقة البديلة، ولو أن البحرين اتجهت إلى هذا الخيار في ذلك الوقت لقطعت شوطا كبيرا».
وتواصلت أمس فعاليات الورشة التي حضرها رئيس جامعة البحرين إبراهيم محمد أحمد جناحي في اليوم الأول، إذ أكد مدير المركز الوطني للخلايا الكهروضوئية في الولايات المتحدة الأمريكية الدكتور لورنس كازميرسكي في ورقة علمية أن تطبيق تقنية الخلايا الكهروضوئية يتطلب خريطة طريق مدروسة.
العدد 2049 - الثلثاء 15 أبريل 2008م الموافق 08 ربيع الثاني 1429هـ