العدد 2058 - الخميس 24 أبريل 2008م الموافق 17 ربيع الثاني 1429هـ

الملاريا مثل مشكلات العالم لا يعرف الحدود

بان كي مون comments [at] alwasatnews.com

الأمين العام للأمم المتحدة

عندما يتعلق الأمر بمفرزات الأمن الشخصي، فإن المفرزة التي تتولى حراستي على قدر لا بأس به من رباطة الجأش. ونادرا ما تكون الجموع الخارجة عن السيطرة، أو ما يتبقى من مناطق ساخنة بعد انتهاء النزاع مبعثا لانزعاجها. ولكنني عندما كنت أتنقل في شرق أفريقيا، في أحد أيام السنة الماضية، وجدت نفسي أمام حشد من البعوض. وتبيّن لي من التعبيرات التي كانت مرتسمة على وجوه أفراد مفرزتي أن الحماية الشخصية ليست كفؤا للتصدي لهذا التهديد غير المسلح الذي لا يتجاوز بقعة في حجمه.

إن الملاريا قاتل لا يرحم. وخلال الوقت الذي تستغرقه قراءة هذا المقال سيموت ستة أطفال آخرين بسبب هذا المرض. ويصاب كل عام ما يصل إلى نصف مليار شخص بالملاريا. ويلاقي ما يزيد على مليون شخص حتفهم بسببه.

ويقول الخبراء إن الملاريا يبطّئ من وتيرة النمو الاقتصادي في أفريقيا بمعدل يصل إلى 1.3 في المئة سنويا؛ مما يؤخر التنمية ويكلف عشرات المليارات من الدولارات جراء الإنتاجية المفقودة. وفي البلدان التي يوجد فيها المرض بشكل حاد خصوصا ليس من المستغرب أن يستهلك الإنفاق على مكافحة الملاريا ما يصل إلى 40 في المئة من الموازنات الحكومية المخصصة للصحة. ويترتب على ذلك آثار معوقة لصحة المجتمع ورفاهه وتنميته.

ولا يمكن القبول بهذا الوضع وخصوصا أن الملاريا مرض يمكن الوقاية منه وعلاجه. ولقد تمكن المجتمع الدولي من هزيمة وباءات مستوطنة قاتلة في السابق.

وفي 25 أبريل/ نيسان الجاري يحتفل المجتمع الدولي باليوم العالمي الأول للملاريا. وفي هذا اليوم، ستطلق أسرة الأمم المتحدة وشركاؤها مبادرة دولية شاملة لتوسيع نطاق مكافحتنا للملاريا.

نحن الآن بحاجة إلى زيادة جهودنا في جميع البلدان المتضررة. ولذلك إنني - بالعمل مع مبادرة دحر الملاريا ومبعوثي الخاص للملاريا ريي تشامبرز - أتقدم برؤية شجاعة، ولكنها ممكنة التحقيق. ويتمثل هدفنا في وقف الوفيات بسبب الملاريا من خلال ضمان التغطية العامة لجميع الفئات في أفريقيا بحلول نهاية العام 2010.

وأفريقيا هي المنطقة التي تشهد معظم الوفيات بسبب الملاريا، ولكن الأمر لا يتوقف عندها. وبعوض الملاريا - مثل المشكلات الأخرى في عالمنا المتعولم - لا يعترف بالحدود.

إن من شأن وقف الوفيات بسبب الملاريا نفخ نفحة جديدة من الحياة في حملتنا الأوسع نطاقا للقضاء على الفقر نهائيا إلى الأبد. وهذه الغاية هي أحد الأهداف الرئيسية من الأهداف الإنمائية للألفية وهي الرؤية التي تبنتها جميع حكومات العالم لبناء عالم أفضل في القرن الحادي والعشرين. ونحن نمتلك الموارد والمعرفة، بَيْد أن أمامنا أقل من 1000 يوم قبل حلول نهاية العام 2010. فلنشمر عن ساعد الجد إذا.

إقرأ أيضا لـ "بان كي مون"

العدد 2058 - الخميس 24 أبريل 2008م الموافق 17 ربيع الثاني 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً