العدد 2063 - الثلثاء 29 أبريل 2008م الموافق 22 ربيع الثاني 1429هـ

«الداخلية» تحذر من تكرار رفع صور بن لادن

صرح نائب رئيس الأمن العام طارق بن دينه بأن ما قام به بعض المشاركين في الاعتصام الذي نظمته حركة العدالة الوطنية يوم السبت الماضي من رفع صور لزعيم تنظيم القاعدة إنما هو تجاوز للتعبير السلمي عن الرأي نظرا إلى أن المجتمع الدولي بأسره يعتبر تنظيم القاعدة تنظيما دوليا إرهابيا، وحذر من تكرار مثل هذا التصرف والذي يعبر عن تأييد بعض المشاركين في الاعتصام لهذا التنظيم أو التعاطف معه أو اعتناق أفكاره وهو أمر غير مقبول وغير مسموح به، على اعتبار أنه يتعارض مع موقف البحرين الذي يدين الإرهاب، كما ويتعارض مع القرارات الدولية.

وكانت وزارة الداخلية التقت أمس عددا من قياديي الحركة على خلفية الاعتصام، وذكر رئيسها المحامي عبدالله هاشم أن «الحركة بيّنت موقفها من رفع صور تنظيم (القاعدة) وأعلامه والشيخ أسامة بن لادن الذي تعتبره الحركة أحد قادة المقاومة الإسلامية في العالم».

*********************************

هاشم: الشيخ أسامة بن لادن أحد قادة المقاومة الإسلامية بالعالم

«الداخلية»: اعتصام «العدالة» تجاوز التعبير السلمي

الوسط، المنامة - عادل الشيخ، وزارة الداخلية

صرح نائب رئيس الأمن العام القائم بأعمال مدير عام الإدارة العامة للمباحث والأدلة الجنائية طارق بن دينة بأن «ما قام به بعض المشاركين في الاعتصام الذي نظمته حركة العدالة الوطنية يوم السبت الماضي الموافق 26 أبريل/ نيسان من رفع صور لزعيم تنظيم (القاعدة) إنما هو تجاوز للتعبير السلمي عن الرأي نظرا إلى أن المجتمع الدولي بأسره يعتبر (القاعدة) تنظيما دوليا إرهابيا محذرا من تكرار مثل هذا التصرف الذي يعبر عن تأييد بعض المشاركين في الاعتصام لهذا التنظيم أو التعاطف معه أو اعتناق أفكاره»، موضحا «وهو الأمر غير المقبول وغير المسموح به باعتباره يتعارض مع موقف مملكة البحرين الذي يدين الإرهاب، كما ويتعارض مع القرارات الدولية المتعلقة بمكافحة الإرهاب».

ومن جانبه صرّح الأمين العام لحركة العدالة الوطنية (عدالة) المحامي عبدالله هاشم لـ «الوسط» بشأن اللقاء الذي جمع قيادات من الحركة مع مدير مديرية أمن محافظة العاصمة المنامة العقيد عيسى المسلّم أمس (الثلثاء) بأن «هدف اللقاء كان التحاور في رفع أعلام تنظيم (القاعدة) وصور الشيخ أسامة بن لادن في آخر اعتصام نظمته الحركة»، مضيفا أن «اللقاء كان وديا واتسم بالاحترام من قبل جميع الأطراف»، ومشيرا إلى أن «الحركة بيّنت موقفها من رفع صور تنظيم (القاعدة) وأعلامه والشيخ أسامة بن لادن الذي تعتبره الحركة أحد قادة المقاومة الإسلامية في العالم لكل ما يتعرض له المسلمون».

وقال هاشم: «اجتمعنا أنا وعضو الأمانة العامة في (عدالة) محمد جناحي أمس بالعقيد عيسى المسلّم بمديرية أمن العاصمة، والضابط أسامة المحري. وقد دار الحديث بشكل كامل مع العقيد المسلم، إذ تبيّن أن هناك نوعا من الاستفسار أو الملاحظة بشأن حمل صور الشيخ أسامة بن لادن، فأخبرناه بمفاهيمنا المتمثلة في أن الشيخ أسامة بن لادن نعتبره أحد قادة حركة المقاومة الإسلامية في العالم لكل ما يتعرض له المسلمون في أنحاء شتى من عمليات الاضطهاد وعمليات قتلٍ يومي».

وأضاف «وفي ما يتعلق بقتل المدنيين، فنحن نعتقد بأن الجميع وهو في إطار المقاومة أو العدوان كان من ضحاياه المدنيين، فالأميركان يقتلون المدنيين يوميا، وما يحدث في مدينة الصدر اليوم ليس لقتل مقاتلين وإنما لقتل مدنيين ومنهم نساء وأطفال، وإن القتل اليومي للنساء والأطفال المدنيين في قطاع غزة من قِبل الجيش الإسرائيلي عملية يومية».

وتابع هاشم «وأوضحنا أن عمليات المقاومة أيضا قد تطول مدنيين وقد يكون هناك ضحايا من المدنيين، وهذا الأمر لا يعني أن المعتدي لم يعد معتديا وأن المقاوم لم يعد مقاوما، ولم يعد لديه حق المقاومة والرد. إننا نعتقد بأن حمل صور لشخصيات شعبية أو قيادات مقاومة أمر مشروع، إذ إنهم لا يحتلون موقعا رسميا في دولة أو نظام؛ مما يجعل ازدواجية في الولاء، وهذا ما ينتفي مع الشيخ أسامة بن لادن أو أي قيادة مقاومة إسلامية كالسيدحسن نصرالله مثلا».

وأردف «بالتالي نحن نقدر أوضاعا معينة، ولكننا في ما يتعلق بالاعتصامات التي سيكون موضوعها ساحات جهاد ومقاومة، فسنرفع هذه الصور حتما، وسيتمثل الشباب المجاهدون والمقاومون في هذه الساحات».

وعن رد الطرف الآخر على ما طرحه هاشم عن حركته، ردّ هاشم: «إن الطرف الآخر أبدى تفهمه قيم الحرية والديمقراطية، ذلك بأن يعبّر كل إنسان عن رأيه وأن يحمل ما شاء من صور... إلخ، ولكن بشرط ألا يمس الآخرين، وألا يكون هناك اعتداء على حرية الآخرين، وهذا مفهوم الحركة الذي تؤيده. وبالتالي نحن نتقاطع في مثل هذا المفهوم. وتم التفاهم على أن يكون هناك نوع من التعاون في مثل هذه الاعتصامات، وخصوصا أن الحركة طرحت عدم قدرتها على منع ردع الاستفزازات، التي تمثلت في الاعتصام السابق بأشخاص يصورون من على مسافات لا يستطيع شباب الحركة تحملها. لذلك كانت هناك تحركات لردع هؤلاء الأشخاص، وهذا الأمر يجب أن تضعه السلطات الأمنية في الحسبان».

وذكر هاشم أنه «تم تقبل الملاحظات وأثني عليها، كما نفى الملتقون أن يكون هناك رجال أمن يقتربون إلى تلك الدرجة للتصوير، وقد تم إطلاعنا على صور أخذت من قبل الأمن ولكن من على مسافات بعيدة».

ولفت هاشم في ما يتعلق بالحدث السياسي في المنطقة ومتابعة حركة «عدالة» لذلك، موضحا أن الحركة أصبحت أكثر جاهزية وهي بصدد تطوير نفسها تطويرا نوعيا ليصبح هناك رد على الأرض حي يتمثل في الاعتصامات، إذ لكل حدثٍ ما ينبغي أن تخرج له الناس على المستوى السياسي في المنطقة والعالم العربي.

وأكد هاشم أن الاعتصامات القادمة لـ «عدالة» لن تخلو من مظاهر تشيد بثقافة المقاومة وتعزز قيمها.

وأنهى هاشم حديثه مع «الوسط» بالقول: «يبدو أن هناك ضغوطات معينة بشأن رفع الصور والأعلام، وأدت إلى الاتفاق على الالتقاء للتحاور بشأنها، وأنا أؤكد مجددا أن اللقاء انتهى بطريقة ودية جدا، وكان في إطار من الاحترام الراقي المتبادل».

يذكر أن حركة العدالة الوطنية نظمت اعتصاما سلميا في منطقة الجفير يوم السبت الماضي؛ احتجاجا على قرار إعادة فتح السفارة البحرينية في العراق، وفي الاعتصام رفع المحتجون صورا لزعيم تنظيم «القاعدة» أسامة بن لادن بالإضافة إلى أعلام التنظيم، فيما مثّل البعض تقطيع أجزاء أحد العسكريين الأميركان، الأمر الذي انتقدته بعض الفعاليات السياسية في البلاد.

العدد 2063 - الثلثاء 29 أبريل 2008م الموافق 22 ربيع الثاني 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً