العدد 2074 - السبت 10 مايو 2008م الموافق 04 جمادى الأولى 1429هـ

مهارة التواصل بين البيت والمدرسة

مريم الشروقي maryam.alsherooqi [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

أقامت إحدى المدارس الخاصة في جزر أمواج حفلا مسرحيا لأطفال الروضة والتمهيدي، حضره مجموعة من أولياء أمورهم، وقد كان الحفل على درجة عالية من التنظيم والبساطة والإتقان.

بدأ الحفل بكلمة ألقتها المديرة المسئولة عن شئون الروضة والتمهيدي، استهلتها بالترحيب ومن ثم بالتنويه عن أهمية تواصل البيت والمدرسة وأثره على التنشئة الاجتماعية الصحيحة.

وبعد ذلك قام الأطفال الصغار بالتعاون مع بعضهم بعضا في الإنشاد والتمثيل، واندمج الأهل بالتصفيق والتشجيع، وانتهى الحفل بكلمة شكر من المديرة ذاتها، التي أكّدت مرة أخرى على سعادتها بتواصل أولياء الأمور مع المدرسة.

وإذا اتجهنا إلى مدارس البحرين الحكومية، فإننا نجد بعض الشوائب تشوب بعض إدارات المدارس في تواصلها مع البيت، أحيانا نرى عدم وجود آليات التواصل من خلال هذا النوع من الحفلات أو الفعاليات «خاصة لولي الأمر»، حتى يحضر ويرى إبداع ابنه أو ابنته، وقد يصل الأمر إلى تجاهل ولي الأمر كليا من قبل بعض الإدارات في عدم إرسال منشورات توضيحية عن أمور المدرسة وفعالياتها.

في حين نجد بعض المدارس الأخرى تقوم بعملية تواصل سلبية مع البيت، فلا يتم الاتصال إلا إذا كانت هناك مشكلات تخص الطالب، أو شكوى من قبل الإدارة عن كثرة تغيّب هذا الطالب، حتى بات بعض أولياء الأمور يتجنب الرد على المكالمات الهاتفية المدرسية؛ لعلمه عن ماهية هذه المكالمة!

وأصبح مفهوم توثيق الصلة بين البيت والمدرسة عائما بين حضور ولي الأمر إلى المشرف الاجتماعي للسؤال عن ابنه، ورصد هذا الحضور على أنه توثيق للعلاقة بينهما، أو من خلال اليوم المفتوح حيث يأتي ولي الأمر مجبورا إليه؛ ليرى مستوى أبنائه في التحصيل العلمي والانضباط السلوكي.

وفقدت المدارس الحكومية روح الترفيه والتواصل، اللذين يساعدان على عملية التغذية العكسية والانتماء إلى المدرسة؛ فنجد كثيرا من الطلبة والطالبات يفرغون الخواء النفسي والاجتماعي في جدران الصفوف أو من خلال عمليات التخريب، والتي نراها واضحة من خلال الصحف والجرائد!

كانت مدارس البحرين سابقا تعج بالفعاليات المدرسية، التي توصل ولي الأمر بها، سواء كانت فعاليات تعزيزية مثل: حب الوطن، أو غرس قيم أو المناداة بشعار معيّن، أو غير تعزيزية كاشراك ولي الأمر في علاج بعض الجوانب السلوكية الخاطئة عند الطالب أو الطالبة.

واننا في ظل مدارس المستقبل التي تناشد بها وزارة التربية والتعليم، نتمنى أن يسرع المسئولون إلى وضع استراتيجية تواصلية بين البيت والمدرسة، لاطلاع أولياء الأمور على إحداثيات التطور الأكاديمي والاجتماعي والنفسي لدى أبنائهم؛ فمن خلال هذه الاستراتيجية سنجد تواصلا بنّاء بين البيت والمدرسة، يؤدي في النهاية إلى تحسين المستوى العام لطلبة البحرين.

كذلك نتمنى رجوع هذا النوع من الحفلات إلى الواقع المدرسي، بمعايير وقيم ديننا الحنيف، والذي له المردود الإيجابي الكبير على الأبناء وأولياء الأمور ومدارس المستقبل ومملكة البحرين.

إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"

العدد 2074 - السبت 10 مايو 2008م الموافق 04 جمادى الأولى 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً