يرى المراقبون والمحللون للسياسة الدولية ولاسيما في منطقة الشرق الأوسط أن إحلال السلام مع بلد مثل سورية سيترك أثرا إيجابيا بل واستقرارا على دول المنطقة وخصوصا مع لبنان والعراق.

هذا ما أشار إليه مدير مركز كارنيغي للشرق الأوسط بول سالم في بحثه الأخير إضافة إلى آخرين مثل المفكر الاستراتيجي الأميركي غوغوري غوز، إذ إن إمكانية التوصل إلى معاهدة سلام إسرائيلية - سورية ليست بعيدة المنال مع إدراة الرئيس الأميركي المنتخب باراك أوباما التي من المقرر أن تبدأ أعمالها مع الشهر المقبل من العام الجديد.

وبحسب سالم فإن القرار الإسرائيلي بشأن هذا الموضوع مازال ينتظر الانتخابات الإسرائيلية المقبلة وحتى إن الطرفين الإسرائيلي والسوري لن يتوصلا إلى اتفاق من دون وساطة أميركية فاعلة.

وبناء على ذلك فإن سالم أوضح في بحثه أهمية وجوب استخدام الإدارة الأميركية المقبلة ما وصفه بـ«مروحة متوازنة» أي انتهاج سياسة متوازنة مع الاستمرار في تطبيق سياسة الضغط التي مارستها إدارة بوش على سورية وذلك عبر دعم المحكمة الدولية وفرض عقوبات من أجل الضغط على سورية لاحترام سيادة لبنان والعراق إلى جانب أن الإدارة الأميركية عليها الضغط على القيادة الإسرائيلية المقبلة للتعاطي بجدية مع عملية السلام مع سورية.

إن التحدي في تفعيل عملية سلام بين «إسرائيل» وسورية يكمن في وجود الكثير من القضايا العالقة بل والمعقدة للغاية بما فيها تعديل التوجه السوري الاستراتيجي وعدم ثقة السوريين بالأميركان. وهذا بلا شك يحتاج إلى دبلوماسية ذكية وقوية على رغم أن إعادة مرتفعات الجولان قد تكون انجازا من -وجهة نظر أميركية- للنظام السوري وكالذي حصل مع مصر والأردن اللتين وقعتا اتفاقات سلام مع «إسرائيل» حصدت كل منهما من خلالها ضمانات أمنية تخدم اقتصادهما.

السلام بين سورية و«إسرائيل» احتمال وارد مع إدارة أوباما التي ستضع موضوع عملية السلام ينطلق من سورية أولا ومنه لتتجه ثانيا في معالجة ملف السلام العالق بين الفلسطينيين والإسرائيليين... ولكن يبقى السؤال: هل يتنازل السوريون عن أصدقائهم الإيرانيين لصالح صفقة سلام أميركية - إسرائيلية؟