العدد 2299 - الأحد 21 ديسمبر 2008م الموافق 22 ذي الحجة 1429هـ

هل يضحي هارون بمنصبه الوزاري من أجل البشير؟

ابراهيم خالد ibrahim.khalid [at] alwasatnews.com

مع اقتراب موعد بدء مساعي وساطة قطر لحل أزمة دارفور في إطار ما أطلق عليه اسم «المبادرة الإفريقية العربية» فقد بات من المرجح أن يقدم وزير الشئون الإنسانية السوداني أحمد هارون على خطوة قد تخفف من الضغوط الغربية التي تواجهها الحكومة السودانية في هذا الإطار، وهي الاستقالة من منصبه.

من المعروف أن الرئيس السوداني عمر البشير ظلّ يردد منذ بدء الأزمة مع المحكمة الجنائية الدولية أنه لن يسلم سودانيا إلى لاهاي بتهمة ارتكاب جرائم حرب أو جرائم ضد الإنسانية. وفي الأيام الماضية ازدادت الضغوط على الرئيس السوداني الذي يسعى رئيس المحكمة الجنائية الدولية مارينو لويس اوكامبو وراء إصدار مذكرة باعتقاله بذات التهم، فقد صرح الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في الدوحة عقب لقاء البشير على هامش القمة الاقتصادية بما معناه «أن الغرب لن يتعامل مع حكومة الخرطوم التي تضم في عضويتها أحد المتهمين بجرائم حرب» في إشارة واضحة إلى هارون. وقد كرّر ساركوزي ذلك قبل أيام قائلا: إن «أمام البشير أيام وليس أسابيع لاتخاذ خطوة في هذا الاتجاه».

الرئيس الأميركي جورج بوش انضم إلى خط الرئيس الفرنسي وأطلق هو أيضا الأيام الماضية تصريحات تصب في ذات الاتجاه وتحمل ذات المضامين التي توضح أن ثمن الصفقة المرتقبة مع الحكومة السودانية لحل أزمة دارفور عبر الوساطة القطرية تمر بعتبة هارون.

ما يدعونا إلى ترجيح استقالة هارون أكثر من أمر: أولا، قسم البشير الغليظ يعقّد الوضع، وليس هناك من يتوقع أن يقدم الرئيس السوداني على إصدار قرار من جانبه بعزل وزير الشئون الإنسانية لقفل هذا الباب.

ثانيا، لقد صدر قرار رئاسي قبل أسابيع لم ينتبه له الكثير من الناس تمّ بموجبه تعيين أحمد هارون نائبا في البرلمان السوداني ضم قائمة تضم آخرين وهي خطوة تعني أنه حتى إذا ترك منصبه الوزاري فيستمتع بحصانة برلمانية على الأقل.

ثالثا، الخيار الوحيد والأخير المتاح هو أن يقدم هارون من تلقاء نفسه على الاستقالة لرفع الحرج عن الحكومة وعن الرئيس السوداني.

وقد احتوت العديد من المواقع السودانية الرسمية والمستقلة في الآونة الأخيرة على تصريحات نسبت إلى هارون تشير في مضمونها إلى أنه قد «يضحى» بنفسه من أجل حكومته وبلاده مدافعا في الوقت نفسه عن التهم الموجهة له وللخرطوم بارتكاب مجازر في دارفور.

مفهوم «التضحية» و»الفداء» مغروس في نفوس المنتمين للتيار الإسلامي في حكومة الإنقاذ وقد شهدنا ذلك في ساحات المعارك في جنوب السودان قبل إحلال السلام، إذ انضم نفر من ذلك التيار من مختلف مؤسسات الدولة وليس القوات المسلحة للمحاربين وعليه فليس من المستبعد أن يقبل هارون على التضحية من أجل حكومته بأسلوب محارب مختلف هذه المرة

إقرأ أيضا لـ "ابراهيم خالد"

العدد 2299 - الأحد 21 ديسمبر 2008م الموافق 22 ذي الحجة 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً