العدد 2089 - الأحد 25 مايو 2008م الموافق 19 جمادى الأولى 1429هـ

الهاتف الجوال

عبيدلي العبيدلي Ubaydli.Alubaydli [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

أكدت دراسة للاتحاد الدولي للاتصالات نشرت حديثا وجود 3,3 مليارات هاتف نقال في العالم مع نهاية 2007 بنسبة تغطية بلغت 49 في المئة. وشهد انتشار الهواتف النقالة نموا هائلا في العالم إذ لم يكن عددها العام 2000 يزيد على ثمانيمئة مليون هاتف. وتشهد القارة الأفريقية أعلى مستوى نمو في هذا المجال بوتيرة سنوية بلغت 39 في المئة من 2005 إلى 2007، تلتها آسيا بزيادة بنسبة 28 في المئة، إذ أضيف في السنتين الأخيرتين 154 مليون هاتف في الهند و143 مليون هاتف في الصين. وعلى المستوى العالمي بلغت نسبة نمو انتشار الهواتف النقالة في العامين الماضيين 22 في المئة، بحسب المصدر ذاته.

ووفقا لهذه الدراسة، تشكل الاتصالات عبر الهواتف النقالة حاليّا 71 في المئة من الاتصالات الهاتفية، في حركة نمو مستمرة على حساب الهواتف الثابتة التقليدية. وهي تؤمن في أفريقيا 90 في المئة من إجمالي الاتصالات الهاتفية.

وأفرز هذا الانتشار السريع غير المسبوق في أسواق تقنيات المعلومات تنافسا محموما بين من لهم علاقات بصناعة وخدمات الهاتف المحمول. فقد اشتعلت حمَّى التنافس بين عمالقة بوابات الإنترنت وتحديدا شركتي «ياهو» و»غوغل»، فقد أعلنت هذه الأخيرة، في الفترة الزمنية التي كانت تفصل وصول هاتف آي فون (iPhone ) الجديد من آبل (Apple ) إلى الأسواق الأميركية، لتمرير إشارات أولية عزمها إطلاق هاتف نقال من تصميمها، بعد أن ظلت لسنين طويلة تزود السوق بتقنيات الاتصال من دون تصنيع الهواتف مباشرة. ردت «ياهو» على ذلك بإعلان عزمها تبني سياسة «المشغل المفتوح» بما يتعلق بخدمات صفحات الموقع التي تقدم عبر الهواتف النقالة، وتتيح للمبرمجين المستقلين إجراء التعديلات الخدمية التي يرغبون فيها بحرية تامة. وتأمل الشركة أن تساعد هذه الخدمة الجديدة التي سيطلق عليها اسم «ويدغيتس» في اجتذاب المزيد من الزبائن على صفحات الموقع، وبالتالي رفع نسبة الإعلانات التجارية وضخ المزيد من الأموال في هذا القطاع.

حمى الصراع والتنافس انتقلت إلى المزودين ببرامج التشغيل، واحتدم الأمر بين طرفين أساسيين هما «مايكروسوفت» و»سيمبيان»، التي تحظى بدعم كبرى الشركات المصنعة لأجهزة الهواتف النقالة في العالم مثل نوكيا وسوني وإريكسون وسيمنز. وبما أن قطاع مستخدمي الهاتف النقال من غير المحترفين يشكل ما يربو على80 في المئة من إجمالي مشتركي هذه الخدمة، فإن ذلك يعطي دفعة كبيرة لنظام تشغيل «سيمبيان» الذي اعتاد المستخدمون على استعماله كواجهة تطبيق في هواتف نوكيا وسيمنز وسوني أريكسون.

مقابل ذلك قامت مايكروسوفت بطرح أجهزة نقالة تنافس بشكل مباشر الأجهزة التي تتبنى تقنية سيمبيان والتي تشمل أجهزة الهواتف الذكية «سمارت فون» التي تقدم ميزات ويندوز لمستخدمي الهواتف النقالة في العالم.

واليوم بتنا نجد أن أنظمة الحوسبة المتحركة العصب الأساسي الذي يتوقع أن يعتمد عليه في ميادين الأعمال والقطاعات الاقتصادية كافة بفضل الميزات المهمة التي توفرها من حيث مرونة الاستخدام وإمكانية التواصل مع الآخرين من أي مكان وفي أي وقت.

وبعيدا عن ميادين التنافس، ولدت صناعة الهواتف النقالة قنوات جديدة لدر الأموال، من بين أهمها صناعة الإعلان على شاشات تلك الهواتف. وتشير أرقام صادرة عن شركة «جونيبر» البحثية نشرها موقع (http://www.arabianbusiness.com/arabic/520126 ) إلى أن قيمة سوق الإعلان عن طريق الهواتف النقالة ستتجاوز مبلغ مليار دولار للمرة الأولى خلال العام 2008.

وتتوقع الشركة البحثية أن تصل قيمة الإعلان بواسطة الهواتف النقالة إلى 1,3 مليار دولار في نهاية العام الجاري مع توقع تحقق نمو سنوي في سوق الشرق الأوسط بمعدل 42 في المئة ليصل إلى 7,6 مليارات دولار بحلول العام 2013.

إقرأ أيضا لـ "عبيدلي العبيدلي"

العدد 2089 - الأحد 25 مايو 2008م الموافق 19 جمادى الأولى 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً