العدد 2095 - السبت 31 مايو 2008م الموافق 25 جمادى الأولى 1429هـ

التطرف الشرقي

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

يبدو أن التطرف الشرقي له معالم مشتركة بغض النظر عن ديانة الفرد. وفي بريطانيا يوجد متطرفون من كل جانب، ولكن الأسوأ حاليا هم الذين ينتمون إلى شعوب الشرق. فالكنيسة الانجليكانية (الرسمية في بريطانيا) لديها نجم صاعد يتوقع البعض أن يتسلم أعلى منصب ديني رسمي وهو «كبير الأساقفة»، وهذا الأسقف اسمه «مايكل نظير علي»، واسمه متداول في الأخبار البريطانية باستمرار.

الأسبوع الماضي مررت ببريطانيا وتردد أيضا اسم «مايكل نظير علي» مع تكرار دعواته، ومن بين إيحاءاته ضرورة تحويل المسلمين في بريطانيا إلى مسيحيين للحد من التطرف الإسلامي المتصاعد في أوساط الجالية المسلمة هناك. مايكل يحمل اسما إسلاميا (نظير علي)، وذلك لأنه ابن لعائلة باكستانية من كراتشي تحولت من الإسلام إلى المسيحية. وكان مايكل حتى العام 1986 يعيش في باكستان، ولكنه قال حينها إن حياته مهددة، وتدخل حينها كبير الأساقفة في بريطانيا ووفر له رحلة جوية ذات اتجاه واحد إلى بريطانيا، ومنذ ذلك الحين صعد نجمه بسرعة في التراتبية الكنسية البريطانية، وحاليا يشغل منصب «أسقف روشستر».

وفي كل مرة تنطلق تصريحات ضد المسلمين في بريطانيا، فإن المتوقع أن يكون مصدرها إحدى جهتين، إما «الحزب الوطني البريطاني» وهو حزب عنصري يعلن كراهيته لأي شخص ليس لونه أبيض، وإما «الأسقف مايكل نظير علي» الذي قال قبل فترة «إن المسلمين خلقوا أحياء لهم في بريطانيا وهي مغلقة عن غيرهم وهو أمر لا يمكن القبول به في بريطانيا»... إلخ.

ولأنني لست من علماء الاجتماع أو علماء النفس، وإنما مجرد مراقب لما يدور من حولي، فإن بودي أن أتعرف على السبب الذي يجعل من الشرقيين حملة لمناهج عنصرية وإقصائية – في هذه الفترة – أكثر من غيرهم. فالمعروف أن الأفكار العنصرية كان منبعها الحديث في أوروبا وقد تسببت في حربين عالميتين خلال النصف الأول من القرن العشرين، ولكن يبدو أن الغربيين حققوا نجاحات في مجال التخلص من النهج العنصري في حياتهم، ولكن في الوقت ذاته التقط بعض الشرقيين شتى أنواع التطرف العنصري أو الاقصائي أو التمييزي أو الديني.

والحال لا يخص «مايكل نظير علي» فقط، فنظرة سريعة على واقعنا البحريني تعطينا نتيجة مماثلة، إذ ستجد متدينين وعلمانيين ورسميين وغير رسميين ينتهجون مناهج متطرفة في العنصرية والطائفية بشكل ممقوت إنسانيا ودينيا.

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 2095 - السبت 31 مايو 2008م الموافق 25 جمادى الأولى 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً