العدد 2120 - الأربعاء 25 يونيو 2008م الموافق 20 جمادى الآخرة 1429هـ

المعذَّبون في الأرض

عقيل ميرزا aqeel.mirza [at] alwasatnews.com

مدير التحرير

يحتفل العالم اليوم (الخميس) باليوم العالمي لمساندة ضحايا التعذيب، وملف التعذيب هو أحد الملفات العالقة في البحرين، إذ لاتزال حقوق ضحايا هذا الملف مسكوتا عنها، وعلى الرغم أنها لا تسقط بالتقادم فإن غض الطرف عنها مستمر حتى من غير الإشارة إلى كلمة «حتى إشعار آخر»!

جميل أن تصبح البحرين عضوا في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، وجميل أن تسعى البحرين إلى تشكيل هيئة وطنية لحقوق الإنسان، وجميل أن ترتقي منصة المحافل الدولية الحقوقية، والأجمل من ذلك أن تتخذ البحرين خطوات مماثلة على الصعيد الداخلي، تضاهي تلك الخطوات على الصعيد الخارجي حتى لا تصبح البحرين مصداقا للمثل البحرين «من فوق هالله هالله ومن تحت يعلم الله»!

كثيرون هم ضحايا التعذيب الذين ينتظرون الإنصاف في البحرين، فبينهم مبتور الساق، ومكسور الظهر، وأصم الأذن، وبينهم من جن جنونه، وانهارت قواه العقلية وهو على «الفلقة» أو في زنزانته الانفرادية، وبينهم حتى من لفظ أنفاسه الأخيرة وهو تحت مقصلة التعذيب، فهل كل أولئك الضحايا، ستبقى حقوقهم في خبر كان وهم في بلد يتصدر مجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة؟! إذا كانت البحرين حريصة على تجميل صورتها الدولية وهو أمر تنشده كل دول العالم، وتحلم به كل الشعوب، فلابد لها أن تنفض عن ثوبها غبار الماضي، وأن تخطو خطوة شجاعة بتعويض ضحايا التعذيب، وإذا كان هناك من يصور لها أن تعويض ضحايا التعذيب أمر معيب، ويزين لها نسيان هذا الملف وركنه على الرف فذلك لا يريد بالبحرين ولا بأهلها خيرا، فمثل هذه الخطوة ستزيد صورة البحرين لمعانا، وستؤكد للعالم جدية البحرين في الاعتناء بحقوق الإنسان والعمل بتوصيات مجلس حقوق الإنسان التي خرج بها تقرير مناقشات جنيف في أبريل/ نيسان الماضي. المشكلة الأم أن هناك من يزين للبحرين خط الرجعة إلى الوراء، ويعزف على وتره المهووس أنغام الماضي الأسود، فضلا عن تصوير تعويض ضحايا التعذيب بأنه تنازل، أو أنه يريق ماء وجه السلطة، ويسقط من هيبتها، وهي تصوير أحمق، لا ينظر إلى أبعد من قدم واحد، فهل إلغاء قانون أمن الدولة أضعف السلطة، وهل إطلاق سراح السجناء السياسيين أضعف السلطة؟ وهل إطلاق الحريات العامة أضعف السلطة؟ تلك الخطوات كانت نتيجتها على العكس تماما مما يصور أولئك، إذ كان لها الفضل في أن تتربع البحرين على عرش السمعة الدولية الحسنة في العام 2001م، ولو استمرت البحرين في المضي قدما على درجة السرعة نفسها لكانت البحرين اليوم متألقة عالميا من دون التنافس على عضوية مجلس حقوق الإنسان! لذلك أنصفوا «المعذبين» في البحرين، فإن إنصافهم يبيض وجه البحرين ولا يسودها! عقيل ميرزا

إقرأ أيضا لـ "عقيل ميرزا"

العدد 2120 - الأربعاء 25 يونيو 2008م الموافق 20 جمادى الآخرة 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً