العدد 2545 - الإثنين 24 أغسطس 2009م الموافق 03 رمضان 1430هـ

الآن حصحص الحق؟

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

أحد مساوئ البرامج «الحوارية» القائمة على الانفعالية والنفرة الطائفية، أنها تورّط الوزراء والمسئولين أكثر مما تنفعهم وتذب عنهم سهام النقد!

استدراج الوزراء إلى «حلقات خاصة»، بالطريقة التي شاهدناها، والنفخ الإعلامي الذي رافقها، انتهت إلى هذه الكارثة، ولعلها تكون درسا لبقية الوزراء ألاّ يقعوا في فخ البرامج التي تضر أكثر مما تنفع! وأعتقد أن حركة وزير الإسكان أصبحت أكثر تقييدا بعد إذاعة الحلقة، لأنها ستبقى لفترةٍ طويلةٍ دليلا استرشاديا تحصي عليه كل حركة وسكون.

الحلقة كانت من قسمين، في القسم الأول عجز الوزير عن إقناع أكثرية الجمهور، وخصوصا المتضرّرين الحاليين والمستقبليين من إلغاء مشروع امتدادات القرى البائسة. أما القسم الثاني الذي تحدّث فيه الوزير بإسهاب عن المشاريع الإسكانية المقبلة، فقد كان أقل إقناعا، وأكثر بعدا عن الواقع، حتى ساد الانطباع لدى الجمهور بأنه يبيعهم أوهاما وأسماكا في البحر.

أحد أكبر القيود التي وضعها الوزير في يديه، هو مبدأ «الأقدمية»، إذ سيظل الوزير مطالبا بالالتزام به حرفيا، في السنوات المقبلة، كلما اشتد التدافع والتطاحن بين طبقات المجتمع، وخصوصا مع زيادة مفاعيل سياسة التجنيس على أرض الواقع. وستكون الوزارة تحت المجهر كلما أعلن عن أي مشروع إسكاني جديد، فلم يعد مقبولا الكيل بمكيالين، أو المناورة بين مبدأ «المناطقية» و»الأقدمية»، على طريقة «عرفتني بالحجاز وأنكرتني بالعراق»!

في هذه الحالة أيضا، سيكون على معدّي البرامج «الحوارية» الشعبية جدا، أن يستعدوا من الآن، لتجهيز محاور الحلقات المقبلة، بما فيها من صور وخرائط و»اسكتشات»، لإثبات أن مبدأ «الأقدمية» لا يمكن تطبيقه على جميع المشاريع الإسكانية، نظرا للخصوصيات السيكولوجية والإقليمية والدولية. وستجدونهم يتولون استخدام نفس الحجج التي استخدمها منتقدو عملية الانقلاب على مشروع «القرى الأربع».

لا تذهبوا بعيدا، فالمعركة لم تنجلي بعد، ولم تمض غير خمس ليالٍ فقط على إذاعة الحلقة، حتى أعلنوا أن الإسكان هو القنبلة الموقوتة المرشحة للانفجار. وهي القراءة التي طالما تكرّرت في مقالات من يقرأون الوضع جيدا، فها هم اليوم يصلون إلى النتيجة ذاتها، ويستخدمون التعابير نفسها، حذو القذة بالقذة! ولكن كلّ أساهُم أن وزير الإسكان تُرك وحده ليواجه مشكلة ضخمة دون مساندةٍ من أيٍّ من السلطات الثلاث. (ولا ندري ما يمكن أن تعمله السلطة التشريعية بوضعها الحالي في حلّ أزمة الإسكان، فضلا عن السلطة القضائية)!

إن الخفّة في تناول القضايا العامة الشائكة تلفزيونيا، على طريقة «الفزعة»، و»نحن» و»أنتم»، والانتصار الدائم للرأي الحكومي، تنتهي إلى مثل هذه الآراء المتذبذبة. فقبل أيام «إنهم يقولون»، و»الله يهديهم ويفتح بصرهم وبصيرتهم»، واليوم تنكشف الحجب عن «قنبلة الإسكان» التي تنتظر الجميع، من مختلف الطوائف والمذاهب والإثنيات.

كان واضحا أن الوزير كان متفائلا جدا وهو يستعرض الحلول، لكن الحلم لم يطل لأكثر من أربعة أيام، حيث اكتشفنا أن البنوك غير مستعدة لإقراض الحكومة، وأن بعض النواب والشوريين أول المشكّكين في كلام الوزير، وليس فقط ثلةٌ من الصحافيين المتهمين سلفا بقول الحقيقة وتبني الدفاع عن هموم الناس!

الحلقات الخاصة، التي قيّدت حركة المسئول بدل تحريره من الضغوط والانتقادات، ستجعله يردّد قائلا: آه من قيدك أدمى معصمي... لم أبقيه وما أبقى عليا!

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 2545 - الإثنين 24 أغسطس 2009م الموافق 03 رمضان 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 24 | 1:39 م

      عمك اصمخ ةاعمى واغتم بعد

      كل شي صار فوضة فى هاى البلد والمواطن سواء كان شيعي او سنى او من اى ديانه اخرى ضايع فى هاى الفوضة ولا احد من المسؤولين يعطينا الجواب اللى يخلى المواطن مرتاح-- وعجبي

    • زائر 23 | 10:25 ص

      خالد الشامخ / أنا مع الغاء الاسكان.

      تلغي مشاريع الاسكان الحكومي و تمنح قروض بدون فوائد حسب الاقدميه و كل واحد يمشي حاله...

    • أم التوائم | 8:48 ص

      شكراً أستاذ قاسم حسين

      تسلم يدك لنا يا أستاذ قاسم، فأنت نعم الصحفي الأمين على قلمه، حفظك الله وجعلك ذخراً لأبناء هذا الوطن...

    • زائر 22 | 8:31 ص

      وينك ياوزير جاوبني

      ومدينه عيسى شنو لهم وشنو حلك لهاطلبات القديمه طلبات التسعينات مانبي امتداد القرى مايصير تعطون الطلبات الجديده واحنا اقدم ماتعطونه

    • زائر 21 | 8:30 ص

      انا 99 وساكن بالمدينه

      ابي بيت تعبت انا وعائلتي كل اللي عندي حمام وغرفه وهالغرفه ناكل فيها ونرقد وننشر للثياب ونطبخ مايصير جديه ناس على الجاهز تحصل وناس تعاني سنين ابي بيت ابي حقى كمواطن

    • زائر 19 | 7:40 ص

      بعيدا عن المشعوذين أقول..

      اذا طلبات 92 لحد الآن ما حصلوا بيوت.. عجل أنا طلبي 2007 متى بحصل؟! بظل لمتى أدفع 200 دينار أجار شقة؟ أكثر من ثلث الراتب يذهب للشقة، أضف له قرض السيارة فما يبقى إلا الريش لآخر الشهر، ثم تعيش أما على الوعود الكاذبة (وبصراحه أنا اتمنى من المسؤولين يكثرون منها لأنها تريحنه شوي) ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل - ولكن سرعان ما تعرف الواقع فتعيش لنهاية الشهر معلولا مقهورا من على خيرات وطنك المنهوبة والمسروقة.

    • زائر 18 | 7:16 ص

      لكل كذبة نهاية !!

      تماما كما يقولون إن لكل بداية نهاية فالصحيح أيضاً أنه لكل كذبة نهاية ، مهما كذبوا و مهما تعاونوا على الكذب و مهما فزع كل طائفي منهم لمن تعثر منهم فحبل الكذب قصير و الفزعة قد تضر أحياناً و إن كانت في الأصل للنصرة ، لقد أبدعت يا شيخ الكتاب ، بارك الله فيك و في قلمك ، والى مزيد ، توقيع الدر المكنون !

    • زائر 17 | 6:51 ص

      إلى الأخ (هذا مجرد إحساس طائفي مريض؟؟؟)

      وهل لديك إحصائية تثبت العكس؟؟؟؟ الأخ قاسم حسين عايش وسط ناس عاديين لهم آرائهم و بما أنه سمع هذه الآراء و لو شفهيا قد كتب عنها

    • زائر 16 | 6:48 ص

      لا للطائفية نعم للوطن

      بعيدا عن الطائفية احد يقنعني اشلون المجنس الي انولد في بلد غير هالارض يحصل على بيت اسكان ؟ على اي اساس عطوه بيت على اساس الاقدمية او المناطقية او استغفال المواطنين وسرقة البلد؟ احد عاقل بعيد عن الطائفية يجاوبني ! حتى المقيمين في الدول الخليجيية يستغربون سياسة تفضيل المواطن الجديد وبشيلون قشهم وبيجون البحرين وبنصير بلد المليون مجنس ( لقب جديد ) ينحط في موسوعة جينس للارقام العالمية .

    • زائر 15 | 6:33 ص

      هذا مجرد إحساس طائفي مريض؟؟؟

      "عجز الوزير عن إقناع أكثرية الجمهور" هل عندك إحصائيه يا بوالشباب أم هذا مجرد إحساس طائفي مريض؟؟؟ عيب عليك يا الحبيب خاطري مره وحده في هل جريده أحد يكتب من دون نفس طائفي.

    • زائر 14 | 6:15 ص

      اذا كنت لا تستحي فافعل ما تشتهي

      اذا كنت لا تستحي فافعل ما تشتهي فمشروع تغير التركيبة السكانية والهوية وهو من اكبر الكبائر والاوحد من نوعه في هذا العصر انما يجعل التلاعب في موضوع الاسكان نقطة في بحر.

    • زائر 13 | 6:14 ص

      شكرا لك قاسم حسين

      من فترة وأنا أقرأ مقالاتك الجميلة، وكنت بعد قراءة كل مقال أود إيصال شكري البالغ
      لأسلوب كتابة المقال الناقد الساخر الراقي،
      تسلم لنا دوم يا قاسم حسين

      والبحرين مو بس إسكان، وظيفة وإسكان وتعليم ووو
      كلها مشاكل ونعرات
      لمتى يعني ...............

    • زائر 12 | 6:05 ص

      مدينه عيسى

      92 الى 99 نبي بيوووت ياوزير يانواب نبي بيووووووت لمتى بنحارسس

    • زائر 11 | 6:01 ص

      القنابل والبندولات

      من العبارات التي أعجبتني في مقال الكاتبة بالأمس (البندولات التي اعطيت كالمائة دينار ومشروع البيوت الآيلة للسقوط بدأت تفقد مفعولها) أقول ان على الوزارات الخدمية ان تدرك ان البنادول والمسكنات التي كانت تستخدمها في السنوات السابقة لم تعد تنفع فالناس أصبحوا أكثر ادراكاً وفهماً ولا تنطلي عليهم الأكاذيب فهم يفهمونها وهي طايرة حتى لو استخدموا اكسترا بندول وعلى وزارة التربية ان تنتبه الى قنبلة الخريجين الذين ملوا من الاعتصامات بدون التفاته واحدة من المسئولين وتليها قنبلة الدعم المالي العدل مطلوب.

    • زائر 10 | 5:58 ص

      يبدل الوزير وكل شئ قاله يعبرعنه وليس عن الوزارة

      المسألة بسيطة يا سيد هذه التزامات وزير كشخص وليس التزامات وزارة . غدا يبدل الوزير وسيقولون لك ان الوزير كانت له رؤية اما الوزير الحالي فرؤيته مختلفة. لن تستطيع الوصول معهم الى شئ.

    • بحراني أصلي | 5:11 ص

      مجرد مفرقعات

      الكل يعرف مقولة (دعهم يقولون مايقولون ودعنا نفعل مانفعل) الحكومة لو كانت صادقة بتطبيق القانون لما تفاقمت كل هذه المشاكل في هذا البلد العزيز. ومن هذه المشاكل مشكلة الاسكان والصحة والتعليم والفقر والعاطلين . انا اعتقد ان الحكومة قررت من زمان تبديل هذا الشعب لانة (كلة يقرقر) بشعوب متنوعه صامته تطيع اسيادها مادامت قد تحققت احلامها من توفير العمل في الدوائر الحكومية. من وجهة نظري اشوف الحكومة تحل مشاكل الشعوب الاخرى وتخلي شعبها يغرق بهمومه

    • زائر 9 | 4:35 ص

      لسان الكذب قصير

      الحكومة تدافع عن مبدأ الأقدمية فهنيئا للمنتظرين اخيرا وبعد 20 سنة خصص لهم تلفزيون البحرين حلقة ليس حبا فيهم بل بغضا في فلان .. يا الهي كيف يستنكرون مبدأ المناطقية وهم - حتى كتابة هذه الكلمات - لازالوا يبنون مدينة اسكانية لموظفي وزارة الدفاع من فلوس وزارة الاسكان، فهل الوزارية صح والمناطقية غلط؟

    • زائر 8 | 4:06 ص

      وجوههم بليته

      كل شيء قابل للتغيير والتبديل في بلدنا، كل شيء قد تم تفصيله على مقاساتهم، حتى القوانين جاهزة للتبرير والدفاع عنهم، فلن تعجزهم الحيلة، وهؤلاء أناس لا يستحون من شيء بالعامية - وجوههم بليته - وكل سنة وأنت طيب.

    • زائر 7 | 3:41 ص

      سيدنا ابوهاشم انصفنا يجزيك خير رب هذا الشهر الكريم

      سيدنا سكتون عن علاوة المذلة والاذلال وهكذا لاذت الوزيرة( الموقرة) بصيامها من قبل رجب الى يوم ندفن فيه احياء ارجوا نبش موضوع العلاوة وعدم التغاضى عنه فسكوتكم قد مهد ارضية واسعة على حساب الفقراء المضطهدين والضحك على ذوقننا لقد جاء شهر الصيام+العيد+المدارس=سكرى وضغط×جلطة دماغية بعد تسلمنا 2مسج سنرد عليكم لايوجد تجاوب لامن المراكز ولا الوزارة ومحد يرد عليك بالتلفون شنهو 9 شهور والملك عطاهم لفلوس وين ودوها؟ يعنى من المهازل تصلنا مسجات من الكويت تسخر منا البحرينين ويسمونه طراروة نرجوك اهجم سيدنا

    • زائر 5 | 3:29 ص

      معلم متحلطم

      أنا ابي بيت في البديع خوش مكان مكانهم، تفكر يا سيد يعطوني؟!!!

    • رائد محمد | 2:26 ص

      رغم إن الحل سهل

      وزعوا على معيار الأقدمية ولاتخصصون سكن للداخلية وسكن لمادري شنو ..
      خلك صادق وصريح وشفاف وبتمشي صح ..
      وأنا بنتظر توزيع اسكان البديع البيوت المطلة على البحر بنشوف أهل الدراز يحصلون شي منه؟؟
      لو بنشوف معيار الأقدمية يتطبق ...
      باختصار ياوزير الاسكان .. ورطت نفسك في روطة إنت مو قدها
      ترى الاعتراف بإنك غير مؤهل للحقيبة الوزارية أفضل من وجودك حجرة نتعثر بها إحنا وبالتالي تتسجل إنت في تاريخ البحرين أحد الحجارة التي عطلت مسيرة الإصلاح

    • زائر 3 | 2:13 ص

      لايتعلمون

      الحمد الله الذي جعل (....) حمقا

    • زائر 1 | 9:40 م

      الحل سهل

      إذا إستعصت عليهم المسئلة ياسيدنا ببدلون الوزير وخبرك كل وزير جديد يشيل ويحط في هالقوانين القابلة للتمغط والتمدد

اقرأ ايضاً