العدد 2549 - الجمعة 28 أغسطس 2009م الموافق 07 رمضان 1430هـ

أديبة الخان... و «أنمـار كوتور» وجهان لعملة واحدة

تتمنى غزو الأسواق المحلية بمنتج «صنع في البحرين»... «خيوط رمضانية» جديدها لـ2009

أديبة الخان... اسم لامع في عالم الأزياء، وهي شابة بحرينية وظفت شغفها بالرسم والأزياء منذ الصغر وصقلت موهبتها حتى أصبحت لها بصمتها الخاصة وطابعها المميز في تصميم الأزياء، بل أصبحت مقصدا للعديد من السيدات والفتيات والإعلاميات العربيات والخليجيات خصوصا... كانت محط الأنظار في أكثر من عرض عالمي ومحلي وخليجي لجرأتها في توظيف التراث والأصالة في أزيائها، ما يجعل أزياءها تحمل في ثناياها روحا، وتعكس تاريخا يأبى أن يندثر.

تهوى أديبة الخان اختيار الألوان الجريئة التي تنبض حياة وحيوية وفرحا، وتبرع في خلطها مع بعضها بعضا في أزياء أنيقة ومبتكرة في تصاميمها، واستطاعت من خلال «أنمار كوتور» الذي تملكه أن تكون عنوانا للمرأة العربية الأنيقة والمحتشمة.

«ألوان الوسط» التقت المصممة أديبة الخان في محلها «أنمار كوتور» في البوكوارة، وهي تستعد لطرح مجموعتها الرمضانية الجديدة للعام 2009، فكان هذا اللقاء:

* حدثينا عن بدايتك في عالم الأزياء؟

- بدايتي كانت منذ 10 سنوات، إذ كنت ومازلت أهوى الفن ورسم اللوحات الزيتية، كما كنت مولعة بتصميم الأزياء على الورق فقط للأهل والأصدقاء ثم تركته بعد فترة... وبعد فترة وجيزة من الزواج أحسست بالفراغ، فعملت مع زوجي في تصميم المجوهرات، أحببت العمل وخصوصا أنني عندما كنت أقدم تصميما مميزا، فإن الناس تسأل عن الجديد الذي سأطرحه من تصاميم... من هنا بدأت التفكير في عملي الخاص في تصميم وتنفيذ الجلابيات وأقمت «دار أنمار» (أنمار كوتور حاليا) واستطعت ولله الحمد أن أحقق لنفسي مكانة في غضون سنوات قليلة.

* معنى حديثك أنك لم تدرسي تصميم الأزياء؟

- لا، لم أدرس التصميم مطلقا وإنما كما أخبرتك فقد كانت هواية وأنا مولعة بها.

* ما الذي استطعت أن تحققيه لنفسك منذ دخولك هذا المجال؟

- لقد طورت عملي في هذا المجال من علاقتي مع الناس، إذ أشعر حاليا بأنني أقرب منهم، وأستطيع أن أفهم أذواقهم، كما أنني أستطيع أن أوفر لهم قطعا مميزة وتناسبهم من الأزياء.

حملت نفسي مسئولية الاهتمام بالجلابية الخليجية، فعلى رغم انتشار دور الأزياء في العالم، فإن هناك القليل من المصممين المهتمين بالجلابيات، لذلك قررت أن أمسك هذا الخط وأطوره، فهو مجال حيوي وتستطيع أن تبدع فيه بلا حدود، وأنا شخصيا مهتمة بالتراث والأصالة، لذلك تريني أبرزهما في أعمالي سواء في التصميم أو الألوان... من تراثنا الإسلامي والعربي والفارسي والتركي تستطيعين أن تستلهمي تصاميمك فأنت هنا تغرفين من بئر لا ينضب، أضيفي إلى ذلك فإن الجلابيات كزي باتت تلقى رواجا كبيرا في العالم العربي، وخصوصا منطقة الخليج، فهي اختيار مناسب لجميع الأعمار الكبار والصغار.

* ما الذي يميز جلابيات أديبة الخان عن غيرها من المصممين في الخليج؟

- الذي يميز تصاميمي هو أنني أحب الدمج بين القصات العصرية والتراثية، لأصنع منها قطعة تتلاءم مع زمننا الحالي، أضف إلى ذلك أنني لا أتنازل عن التراث الإسلامي في تصاميمي، فإن وجدت جلابية بقصة فرنسية فلابد أن يكون زخرفتها أو لونها تراثيا إسلاميا.

وإن كنت ترغبين في معرفة ما يميزني فعلا، فسأستعين بجمل دائما ما يرددها زبائني، فتصاميمي ناعمة جدا وأنيقة وراقية في الوقت نفسه، بعيدة عن المبالغة في القصة أو الزخرفة والتطريز، ألوانها عربية جريئة وتناسب جميع الأعمار والعصور، وليست لعمر معين.

* لمن من المصممين العرب والأجانب تتابع أديبة الخان؟

للمصممين الأجانب باع طويلة وهم كثر، أما العرب وعلى مجال فساتين السهرة تعجبني تصاميم اللبناني إيلي صعب، فأزياؤه راقية جدا وناعمة، حتى أنني أذكر أنني كنت في زيارة لإيطاليا وأخذت بتصفح مجلة معنية بهذا المجال بحثا عما هو مميز وجميل... طبعا وبما أنني لا أعرف اللغة الإيطالية فإن الصورة هي التي تلفتني، فأعجبتني مجموعة من فساتين السهرة، وعندما قرأت الاسم على الصور (طبعا الأحرف هي الإنجليزية ذاتها) وجدت أنها من تصميم إيلي صعب، فقلت لنفسي «لفيت العالم كله ورجعت إلى العالم العربي».

أما على مستوى الجلابيات، فالقليل هم الذين يعملون في هذا المجال، ولا يوجد في بالي شخص معين، وخصوصا أن هناك أساتذة في هذا المجال، ولكن لكل واحد منهم خطه، وأنا شخصيا لي خطي الذي يميزني، لذلك تجدين تصاميمي هي من إبداعي الشخصي، فأنا أعتبر كل قطعة أصممها وأنفذها هي لوحة فنية قائمة بذاتها، بل إن لها روحا تعكس ما أريد أن أوصله من مشاعر وأحاسيس، تماما كاللوحات الفنية.

* هناك بعض من يصف أزياء أديبة الخان بأنها أزياء للمحجبات فقط، ما تعليقك؟

- أزيائي ليست خاصة بالمحجبات فقط، هي للجميع من دون استثناء، ولكنها أزياء محتشمة تعكس وقار المرأة وتراثها كما تعكس تمسكها بالدين... هي بمعنى آخر بعيدة عن التعري.

* كيف تقيِّمين لباس المرأة الخليجية، البحرينية خصوصا؟!

- البحرينية هي في منتهى الأناقة وأزياؤها عادة ما تكون متميزة وراقية وبسيطة ولا توجد فيها مبالغة... كذلك هو حال الخليجيات، إذ أصبحن ينتهجن المنهج نفسه في اختيار أزيائهن، مع الأخذ في الاعتبار أن لكل امرأة ما يميزها في أزيائها.

* هل معنى هذا أن البحرينية تنافس الكويتية في الأناقة؟

- الكويتية متميزة لا نختلف في ذلك، ولكنها دائما ما تبحث عن الجديد، من دون مراعاة ما إذا كان ذلك يناسبها أم لا، أما البحرينية فهي تبحث عما يناسبها من الجديد، فإن وجدت قطعة جديدة ومتميزة ولا تناسبها فإنها لا تشتريها، بل تبحث عما يليق بها ويناسبها.

* ما هو جديدك لرمضان 2009؟

- سنطرح خلال أيام مجموعة جميلة جدا من الجلابيات ستحمل مسمى «خيوط رمضانية»، وهي عبارة عن جلابيات راقية بتطريزات على الخيوط ذات ألوان متعددة، نتمنى أن تعجب زبائننا.

* حدثينا عن «أنمار كوتور»؟!

- كان اسمه «دار أنمار» وحاليا غيرنا المسمى إلى «أنمار كوتور»، هو المحل الذي انطلقت منه أديبة الخان بتصاميمها، تنتقل بعد ذلك إلى الأفرع الأخرى، وذلك بناء على طلب زبائننا، إذ أصبحت لدينا فروع في البحرين (البوكوارة وسيتي سنتر)، وفي المملكة العربية السعودية (الرياض، المنطقة الشرقية والخبر) وأخيرا افتتحنا فرعنا في أبوظبي، كما جاءتنا عروض وطلبات لفتح فرع لنا في بيروت، ونحن فعلا نتمنى التوسع ولكن ليس حاليا، إذ ستكون هناك صعوبة في التواصل والتنقل، كما أنني وعلى رغم حبي لعملي فإنني أتمنى أن لا يؤثر على عائلتي.

* ما مشاريعك المستقبلية؟

- أتمنى بإذن الله أن ندخل إلى الأسواق العالمية بمنتج يكتب عليه «صنع في البحرين»... من الجميل أن نطمح إلى وصول المنتج البحريني إلى العالمية وتصبح أزياؤنا منافسة لأرقى دور الأزياء هناك.

* ماذا عن عروض الأزياء؟

- أنا مقلة جدا في عروض الأزياء، وذلك لكونها تحتاج إلى وقت كبير، وأنا أحاول ألا أدع عملي يؤثر على عائلتي كما أخبرتك، حيث إنني أعمل على متابعة التصاميم يوميا وأترك متابعة الزبائن في المحل إلى الموظفين، وباقي اليوم أقضيه مع عائلتي.

أحد معارفنا من الأجانب اقترح علي المشاركة في عروض الأزياء في روما وباريس، ولكنني أنتظر الوقت المناسب لذلك... أنوي فعلا إقامة عرض أزياء في الفترة المقبلة ولكني أنتظر الوقت المناسب، وربما سيكون ذلك في الصيف المقبل في روما أو بيروت.

* ماذا عن البحرين، ألن يكون هناك عرض خاص؟

- لا أعتقد... البحرين صغيرة، وجميع من يريد أن يرى تصاميمي فروعنا موجودة وأعتقد أنها تكفي لذلك، ولا داعي لإقامة عرض أزياء.

* ما الألوان التي تفضلينها في تصاميك؟

- أحب جميع الألوان الجريئة التي تحمل نوعا من الفرح والروح والحياة.

* عادة ما يكون لمصممي الأزياء لون يتجنبون التعامل معه، ترى ما اللون الذي لا يعجبك؟

- «البيبي بينك» أشعر بأنه لا يناسبني ولا أفضل استخدامه في تصاميمي، ولكن من يدري ربما أغير رأيي في الفترة المقبلة، على اعتبار أنه من الألوان السائدة حاليا.

* أخيرا، حدثينا عن تكريمك في مهرجان «أوسكار الأناقة»؟

- لهذا المهرجان ذكريات جميلة وحلوة، فقد كرمت في الفترة الأخيرة في هذا المهرجان الذي أقيم في أبوظبي من بين أفضل المصممات الخليجيات للعام 2009، وهذا بحد ذاته فخر لي، فالمهرجان لم يكن على مستوى الخليج، بل على مستوى الوطن العربي. أنا سعيدة جدا بهذا التكريم، إذ إنه من الجميل أن تجد من يقدر جهودك وعملك في ساحة الأزياء على رغم قلة مشاركتي في العروض العالمية.

العدد 2549 - الجمعة 28 أغسطس 2009م الموافق 07 رمضان 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً