العدد 267 - الجمعة 30 مايو 2003م الموافق 28 ربيع الاول 1424هـ

لا أعد الأهلي بالكأس... ووافقت على تدريب منتخب البحرين... وفوجئت بإقالة السبّاع

المدرب الجزائري محمد معاشو جاء للأهلي في موسم 1996/ 1997 بعدما قاد منتخب الجزائر للوصول إلى ثلاث بطولات مهمة في 3 سنوات متتالية هي: البطولة الإفريقية في تونس في العام 1994، وكأس العالم (ايسلندا) في العام 1995، وأولمبياد (أتلانتا) في العام 1996، بعد هذه الإنجازات الكبيرة التي حققها معاشو على مستوى المنتخب جاءه عرض من النادي الأهلي في البحرين ليتولى تدريب فريق الأول لكرة اليد بالنادي وإذا به يوافق على هذا العرض المقدم من الأهلي وقام بتوقيع العقد المبرم بين الطرفين.

وعلى رغم أنه لا يمتلك المعلومات الكافية عن كرة اليد البحرينية بشكل عام والأهلاوية خصوصا... جاء إلى الأهلي وسط غياب كبير من النجوم، فمنهم من اعتزل ومنهم من احترف في الخارج كسعيد جوهر.

وسط هذه الظروف ظهرت نجوميته ووضحت إبداعاته في إيجاد فريق جلّه من الوجوه الشابة وبدت بصماته تظهر بوضوح وثماره بدأ أُكلها بتحقيق البطولات وبعدها صار اسم معاشو يعانق الذهب من خلال الفنيات التي ظهر بها الفريق من موسم 1996/1997 حتى 2000/2001، بعد ذلك شد رحاله إلى الإمارات مع نادي الشارقة وغاب عن الأصفر موسمين كاملين، ولكن بعد إقالة المدرب الوطني عادل السباع تم استدعاؤه من جديد، وعلى رغم أن عقده مع الشارقة مازال ساري المفعول فإنه وافق ومن دون شروط ولا حتى تحديد المبلغ المطلوب، مستذكرا تلك الأيام الذهبية التي قضاها بين أروقة النادي الأهلي والجماهير البحرينية الذين يكنون له الحب نتيجة عمله الجاد وأخلاقه الرفيعة وروحه المرحة... عاد إلى البحرين ليدلي ببصماته الفنية من جديد من خلال قيادته الفريق الأهلاوي في مباريات الكأس.

«الوسط» انتهزت فرصة وجوده في البحرين فدعته ضيفا في مقرها ليتحدث لها عن تجربته التدريبية في الأهلي من قبل والشارقة وتحدث لنا بكل صراحة وبروح مرحة وأجابنا من دون تردد وبكل صدق وعشنا معه لحظات جميلة.

وبدأ الكابتن معاشو حديثه عن طبيعة تعاقد الأهلي معه خلال هذه الفترة، فقال: أولا لاأزال مدربا رسميا للشارقة ومازال عقدي معهم ساري المفعول، ولأن الدوري والكأس انتهى هناك فعندما طلبني الإخوة الأعزاء الأهلاويون، ونظرا إلى علاقتي القوية معهم ومعزتي لجميع اللاعبين لم أستطع أن أرفض هذا الطلب لقيادة الفريق لفترة 10 أيام وهي فترة الكأس. وعند قدومي إلى البحرين لم أكن أعرف أن الإدارة الأهلاوية أقالت المدرب الكابتن عادل السبّاع، ولو كنت أعرف ذلك لوضعت شرطا بوجوب وجوده معي وتفاجأت عند قدومي بالخبر وطلبت من الإدارة أن تعيده إلى الفريق ويكون بجانبي ليكون سندا لي وقامت الإدارة باتصالاتها مع عادل ولكن لم تكن النتائج إيجابية.

وكنت أتمنى وجوده معي حتى نقود المهمة معا، فقدومي للمساعدة والاستشارة فقط لا غير والفريق يمتلك الفنيات، فقط يحتاج إلى الأمور النفسية بسبب خسارته من باربار، وأنا لا أستطيع أن أعمل المستحيل وليست عندي العصا السحرية ولا أستطيع أن أغيّر الأمور في فترة قصيرة جدا.

أتمنى السبّاع بجانبي!

غبت عن الفريق الأهلاوي موسمين ثم عدت إليه من جديد مؤقتا، كيف وجدت الفريق من الناحية الفنية؟

- بكل صراحة وأمانة في يومين لا أستطيع أن أقيّم الفريق فنيا بصورة دقيقة، وكل الذي أستطيع قوله هو أن اللاعبين في حالة نفسية غير جيدة وهذا راجع - على ما أظن - إلى خسارة الفريق من باربار في المباراة الحاسمة، وهذا أمر طبيعي لأنه كان يطمح في الفوز ولكن الحالة النفسية أثرت بشكل واضح على الأداء الفني للفريق.

وأعتقد أن الكابتن عادل السبّاع قام بواجبه وهو كفاءة وإمكاناته الفنية جيدة وإني أشكره على النتائج الإيجابية التي حققها مع الفريق، ومازلت أتمنى أن يكون بجانبي حتى أستفيد منه، ولأنه لديه المعلومات الكافية عن الفرق التي سنلعب معها في الكأس.

لا أعد بالبطولة

بعد إخفاق الأهلي في الدوري، فإن جمهوره يأمل في الكأس، وقد وضع في حسبانه عودتك إلى الفريق واضعا آماله عليك باسترجاع اللقب المفقود. ما هو ردك على آمال الجماهير الأهلاوية؟

- من المؤكد أن الجمهور الأهلاوي يأمل الفوز بالكأس، وهذا أمر طبيعي ولكن أعلم أن الجمهور الأهلاوي لديه حس رياضي ويفهم أن الرياضة فيها الخسارة والفوز ويعرف جيدا أن الفترة قصيرة جدا وجئت هنا لأقدم يد المساعدة إلى الفريق الغالي على قلبي، ولأن علاقتي قوية بمجلس الإدارة فقد قبلت المهمة. ولذلك أرجو أن يفهم الجمهور الأهلاوي الوضع جيدا وليس من الممكن لأي مدرب في العالم أن يستطيع عمل شيء كبير في مثل هذه الفترة القصيرة، ولذلك لا أستطيع أن أعد الجماهير بالبطولة وليست لدي عصا سحرية ولكن سأبذل قصارى جهدي وكل ما أملكه من مجهود في سبيل أن يظهر الفريق بالمستوى الجيد، والتوفيق من عند الله عز وجل.

كيف تقيّم المجموعة الموجودة الآن في صفوف الفريق؟ وماذا تتوقع لها مستقبلا؟

- الأهلي يمتلك مجموعة ممتازة وهي من الوجوه الشابة التي لاتزال أمامها مواسم كثيرة لتقدم المزيد من العطاء وتحرز البطولات، وأعتقد أن الفريق كان معا خلال 7 سنوات ماعدا سعيد جوهر الذي انضم إلى الفريق الموسم الماضي، وهناك لاعبون مازالوا صغارا ولهم مستقبل كبير ونتائجهم واضحة خلال المواسم الأخيرة، وبانت فيها قدراتهم الفردية والجماعية.

هل تعتقد أن فوز باربار بالبطولة كان مفاجأة لك؟

- منذ أن كنت في البحرين مع الأهلي كنت أتوقع أن ينافس على بطولة الدوري فريقا باربار والنعيم قبل اندماجه إذ كان مستواهما في ارتفاع، وكان ذلك واضحا من موسم إلى موسم. إذن كنت متوقعا في أية لحظة أن ينافس أحد الفريقين مع الأهلي والنجمة على نيل البطولة، وهذا شيء جيد وكلما يكون هناك أكثر من فريقين يتنافسون على بطولة الدوري، كان الدوري قويا وهذا يبشر بالخير لمستقبل اليد في البحرين.

ولذلك لم تكن مفاجأة لي عندما علمت بفوز باربار بالبطولة، لأن قاعدة الفريق من أفضل القاعدة في البحرين ولهذا توقعت من سنوات أنه سيحقق البطولة يوما ما.

قد أوافق على العرض!

سمعنا أن الاتحاد البحريني لكرة اليد بصدد التعاقد معك للإشراف على المنتخب الوطني الأول، ما حقيقة هذا الأمر؟

- أستطيع أن أؤكد أن هناك اتصالات جرت معي من قبل الاتحاد البحريني لكرة اليد، عندما جاءني مبعوث من الاتحاد وبدأ مفاوضاته معي، ولكن كنت مترددا في البداية ولكن بعد فترة معينة فكرت في الأمر بشكل جدي واتصلت بالشخص الذي أتاني إلى الإمارات وأبديت له وجهة نظري قبل أن أتحدث عن بنود وأن أكون في البحرين ومازلنا لم ندخل في التفاصيل، وكما هو معروف فإن عقدي مع الشارقة ينتهي في شهر يوليو/ تموز، وأنا أعلمت الإدارة في الشارقة بعدم رغبتي في تجديد العقد وليست لي نية في التجديد.

لماذا كنت مترددا في الموافقة على العرض المقدم من الاتحاد البحريني لكرة اليد؟

- في الحقيقة كانت رغبتي في العودة إلى الجزائر لأستريح لمدة سنة أبقى مع العائلة وأكون قريبا من أطفالي في مدارسهم، ولهذا السبب ترددت كثيرا. ولكن أصدقائي والمحيطين بي نصحوني بأن أوافق على العرض البحريني، وهذا سيسمح لي في بعض الفترات بزيارة العائلة والسفر إلى الجزائر، بعكس لو كنت مع أحد الأندية إذ يجب عليّ أن أبقى مع الفريق حتى نهاية الموسم، وقد بقيت 7 سنوات خارج الجزائر، فلذلك غيّرت تفكيري وقد أوافق على عقد الاتحاد البحريني لكرة اليد.

الجميع يتفق على أن لعبة اليد في البحرين تحتاج إلى تطوير. بصفتك مدربا محترفا، ما هي العوامل التي نستطيع من خلالها أن نطور اللعبة؟

- أعتقد أن وجود المنشآت من الصالات الصالحة هو عامل رئيسي للتطوير ويجعل الفئات السنية تلعب بارتياح بعيدا عن تقلبات الجو في الصيف وفي الشتاء، وهذا يسمح بتطوير الفرق العمرية. وهنا يكسب الصغير الأمور الفنية إلى أن يصل إلى الفريق الأول بأسس سليمة.

والأمر الآخر وضع البرامج المناسبة لكل الفئات، وهذا شيء مهم في الأوقات المناسبة (تكثيف المباريات) للفريق الأول، وعدم ترك فراغات في وسط الموسم من أجل المشاركات الخارجية سواء كان للأندية أو للمنتخب، وأيضا أدعو إلى تنظيم دورات ودية داخلية وحتى على المستوى الخليجي للصغار من أجل التعارف وهذا يجعلنا نستقطب الكثير من اللاعبين الصغار وخصوصا المواهب في القاعدة، وأيضا هذه الدورات من أجل الاحتكاك. وأنا في هذا اللقاء أتمنى كل التوفيق لليد البحرينية، فأنا وإن كنت بعيدا عن البحرين فإني أتابع جيدا وبدقة كل فعاليات وتطورات اللعبة في البحرين، وأتمنى التوفيق للجميع.

البطاقة الرياضية

الاسم: محمد معاشو

العمر: 45 سنة

مشواره كلاعب: من العام 1979 إلى 1989 (10 سنوات)

حقق بطولات إفريقية وعربية ودولية وأهمها بطولتان عالميتان (1982 ـ 1986)

شارك في 3 أولمبياد (1980 ـ 1984 ـ 1988)

مشواره كمدرب: مع المنتخب (3 سنوات) في البطولة الإفريقية في العام 1994 (تونس) والبطولة العالمية في العام 1995 (ايسلندا) والأولمبياد في العام 1996 (أتلانتا)

في الأهلي البحريني (5 سنوات) من العام 1996/1997 إلى 2000/2001 ومن ثم في الشارقة (عامين) من 2001 إلى 2003

العدد 267 - الجمعة 30 مايو 2003م الموافق 28 ربيع الاول 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً