العدد 2554 - الأربعاء 02 سبتمبر 2009م الموافق 12 رمضان 1430هـ

الإمام طلال عيد: لم يطلب مني أحد أن «ألمع» أميركا

في البحرين... وجدت المسجد والحسينية والكنيسة في حي واحد

طالب المؤسس والمدير التنفيذي لمعهد بوسطن الإسلامي الإمام طلال عيد بترشيد الخطاب الديني بين الطائفتين الكريمتين السنة والشيعة كحل لتضييق مساحات الخلافات «المحزنة» التي تشهدها المجتمعات الإسلامية منذ عقود إثر تلك الخلافات.

وفي الوقت ذاته، أكد ضرورة تبني الحوار، مشيدا بالتجربة الأميركية في تشجيع الحوار بين أتباع الديانات المختلفة وخصوصا المسيحية واليهودية والإسلام، مستدركا «حتى حضوري إلى البحرين هو ضمن برنامج التلاقي بين الشعوب، لكنه ليس دعاية لأميركا ولم يقل لي أحد هناك قل إن أميركا «كويسة» أو أن أقوم بتلميعها، فهذا البرنامج قائم وموجود للتعريف بما يدور في المجتمع الأميركي، وخصوصا بعد نجاح دخول المسلمين في المؤسسات الأميركية وبعد أن أدركت الدولة أن العلاقة المتينة بين اتباع الديانتين اليهودية والمسيحية انعكست بشكل ايجابي على الدولة.

وتحدث في محاضرة بعنوان: «التسامح واعتدال الخطاب الديني» بمركز عيسى الثقافي مساء أمس الأول (الثلثاء) بالتعاون مع السفارة الأميركية في البحرين بحضور رئيس المجلس الأعلى للشئون الإسلامية سمو الشيخ عبدالله بن خالد آل خليفة قائلا: «قراءتي إيجابية بالنسبة لمملكة البحرين، فهناك مسجد وحسينية وكنيسة في الحي الواحد».

وزاد قوله بضرورة النظر إلى أهمية هذا الأمر الذي يجب أن يدركه أولي الأمر، فإذا كتب علينا أن نعيش في بلد ما فمن الأفضل أن نجد طريقة مشتركة لكيفية التعايش، والطريقة المجدية للتعايش هي الانفتاح الذي يمكن أن يعطي ثماره الطيبة من خلال طريقة التعامل وطريقة الخطاب، ولا يجب ابتداع طريقة معالجة الموضوع من خلال قراءة الكتب وقراءة تجربة الناس، ولكن بالتركيز على كتاب الله وسنة نبيه (ص)، ففي السنة النبوية الشريفة أمثلة كثيرة وهناك أحاديث مشتركة متفق عليها بين جميع المذاهب الإسلامية.

وأشار إلى أنه حين جاء إلى أميركا في العام 1982، كانت هناك تسميات محددة منها المؤتمر المسيحي اليهودي والمنظمة المسيحية اليهودية، لكن الوضع اليوم اختلف بظهور تسمية جديدة هي المؤسسة اليهودية المسيحية الإسلامية، لأن المسلمين أدركوا أن انعزالهم عن المجتمع الأميركي سينعكس سلبا عليهم، فأنت حين لا تتحدث مع جارك سيعتقدك مخلوقا قادما من الفضاء، وخصوصا أن الفكرة عن الإسلام دخلت إلى أميركا بطريقة مغلوطة أيام أزمة الرهائن في بيروت وتفجير مركز المارينز والهجوم على السفارة الأميركية، ومع تغير النظرة، تغيرت أيضا بعض الكلمات، ففي السابق كانوا يستخدمون عبارة «المسلمون في أميركا» أما اليوم فيقولون «المسلمون الأميركيون»، وأدرك المسلمون أنهم كلما ابتعدوا كلما ازدادت مشاكلهم، والآن المسلمون يعملون حتى مع وكالة الاستخبارات الأميركية وغيرها من الأجهزة المهمة، وضرب مثالا بالقول: «حين وصلت إلى المطار استعدادا للسفر إلى البحرين، كانت سيدة محجبة هي من دققت على جوازي في الـ «إف بي آي»، وأنا افتخر أن المسلمين دخلوا في كل مكان في أميركا بسبب أسلوب التخاطب، وهنالك عدة صعوبات خاصة مع انتشار بعض الكلام عن المسلمين من قبيل بعض الأحاديث التي تدعو للتضييق عليهم في الطريق، وعدم البدء بالسلام على اليهود والنصارى، وبعضهم يتساءل: «هل أميركا دار حرب أم دار سلام»، فإن قلت دار حرب سيقول لك ماذا تفعل في دار الحرب؟».

ودعا إلى أهمية تعلم كيفية التخاطب مع الشعب الأميركي، لكن من جهة أخرى، يتوجب علينا أن نتعلم كيف نتخاطب مع بعضنا بعضا، وحين ننظر إلى العقود الماضية، نجد أن هناك تاريخا مليئا بالحزن بين الشيعة وبين السنة، فهناك حساسية في طرح هذا الموضوع، وهذه الحساسية في كل بلد يعيش فيها سنة وشيعة، فما هي الطريقة لحل هذا الخلاف؟ ويجيب بقوله: «الطريقة من وجهة نظري هي ترشيد الخطاب الديني، وأن نتعلم كيف نتخاطب استنادا إلى القرآن الكريم والسنة والنبوية الشريفة».

العدد 2554 - الأربعاء 02 سبتمبر 2009م الموافق 12 رمضان 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 5 | 6:31 ص

      البادي أضلم..

      يازائر رقم 1 اسألك من بدأ بالتكفير والسب واللعن اليس هم الرافضة الذين جعلوا من الصحابة والخلفاء الراشدين أشرار وطعنوا في عرض النبي ص وأمهات المؤمنين .. اليس هذا بشيء عظيم تتغافل عنه أنت وامثالك..أسأل من تنورت بصيرته وعرف هدي النبي عن دين الرافضة الذي كان مذهبه وتخلى عنه بعد أن عرف أن هذا هو مذهب باطل ولايمت للأسلام بشيء فكيف نجتمع مع أهل البدع والضلالة والشرك وننافق على حساب دين الله القويم الذي أتى نبينا محمد ص .

    • زائر 4 | 2:20 ص

      اشيد بزائر 1 و زائر 2

      انتما على حق واشيد بما كتبتوه والسؤال هل كلنا الان سنه وشيعه قمنا بتعليم ابنائنا كيف نتعامل مع بعضنا البعض وكيف نرفع الضغينه والكراهيه من الفلوب من خلال المساجد والحسينيات والتجمعات الدينيه , انني اناشد الآباء والامهات في دورهم في تقريس روح المحبه والتسامح في قلوب ابنائهم وابعادهم عن الجمعيات والاماكن المشبوهه التي تدمر عقولهم وبذلك يكونون قد توصلوا الى الحلول الجذريه لطمس الطائفيه والعيش بسلام تحت مظلة ديننا الاسلامي السمح وضمنا جيلا متفتحا بنور الاسلام.

    • زائر 2 | 12:28 ص

      تستاهل

      امريكا بحق هي مثل لتعايش كل الاديان وكل الناس. بالله عليكم اعطني دوله اسلامية غير منحازة الي دين او طائفة معينة. طبعا توجد درجات لكنا المشكلة موجودة وحتي بلبنان الي كنا نظن انه مثل للدول العربية بكم التعايش الا اننا رئينا الامور في السنوات الاخيرة تاخذ منحي اخر بفضل تدخل دول نافذة ولها اجندة معينة. اعود واقول امريكا تستاهل ان تكون مثل للدول الاسلامية لان الدول الاسلامية مع الاسف هي التي لم تستحمل المسؤلية ولعلي هذا ينطبق علي اكبرها. في بعض الدول الاسلامية تخاف ان تقول انك من طائفة معينة.

    • زائر 1 | 12:23 ص

      الطائفية المقيته

      مشكلة يعاني منها مجتمعنااذا كنا ننتظر من احد يعبر الاف الاميال ليعلمنا كيف نتعايش وننبذ الطائفية المقيته. من اوصلنا الي هذا المستوي الهابط جدا. يجب ان نصحح من وضعنا لاننا اصبحنا نكره الاخر باسم الدين ونطلق الاحكام باسم الدين ونخرب الدنيا باسم الدين وبالنهاية الدين الاسلامي السمح براء من كل هذا. ان اطلاق اللحي وانغلاق التفكير و النظر الي المختلف علي انه ابليس يمشي علي الارض قد اوصلنا الي ما نحن فيه .الطائفية سلطان اصابت الكثير ونتمني ان لا نعلمها للجيل القادم

اقرأ ايضاً