اشتكى عدد من البحارة والمواطنين صباح أمس (الأربعاء) من نفوق أسماك الصافي بكميات كبيرة بالقرب من ميناء سلمان، مطالبين بمعرفة أسباب نفوق الأسماك.

وكان ميناء سلمان شهد نفوق كميات كبيرة من الأسماك أمس، والتي كانت جميعها من نوع سمك الصافي، وقال الناشط البيئي غازي المرباطي «إن هذه الظاهرة تتكرر غالبا بسبب ارتفاع درجة الحرارة ما يؤدي إلى نفوق الأسماك وخصوصا الأسماك الساحلية وبعض الأسماك السطحية».

وأضاف « من الملاحظ أن الظاهرة عندما تتكرر تكون مقرونة مع ارتفاع درجة الحرارة، إلا أن ما حصل مؤخرا، و خصوصا بالقرب من ميناء سلمان ربما ليس لها علاقة بالطبيعية، إذ إن المؤشر الأولي يبين وجود عدة عوامل منها الملوثات في خليج توبلي والتي لها علاقة بمحيط ميناء سلمان، إذ إن التيارات مشتركة بين خليج توبلي و ميناء سلمان ما يؤدي إلى تبادل الملوثات والمخلفات».

وأشار المرباطي إلى أن المتهم في نفوق الأسماك في ميناء سلمان هو خليج توبلي، مبينا أنه يجب عدم الإغفال في الوقت ذاته بأن بعض الصيادين يتحملون تبعات الحادثة، إذ يقوم هؤلاء باستخدام طرق صيد تؤذي الأسماك، لافتا إلى أنه عندما يحين نصف الشهر فإن مياه البحر ترتفع فيقوم الصياد برمي الشباك، وهذه الشباك لا تميز بين الأسماك القابلة للاستهلاك وبين غير القابلة إلى الاستهلاك، لذلك فإنه عند جمع المحصول يلجأ بعض البحارة إلى إلقاء بعض الأسماك الفاسدة في البحر.

كما أعتقد المرباطي أن السبب الآخر ربما يعود إلى منطقة ميناء سلمان لأنها عرضة للتلوث بسبب اكتظاظ المنطقة بالملوثات، وأيضا إلى جانب أن محيط هذه المنطقة يعتبر موقعا عسكريا بحريا، لذا قد تلجأ هذه الجهات إلى وضع الاحتياطات الأمنية في قاع البحر، وهذا يؤدي بدوره إلى نفوق الأسماك.

وطالب المرباطي الهيئة العامة لحماية الثروة البحرية والبيئة والحياة الفطرية بضرورة إطلاع البيئيين على نتائج العينات التي يجب أن تؤخذ في مثل هذه الحالات، على أن تعرض النتائج أمام الرأي العام أو على الأقل أمام المعنيين والمهتمين بالشأن البيئي حتى تتضح ملامح هذه الحالة، مع ضرورة معرفة ما إذا كانت بسبب الملوثات الموجودة في الخليج أو بسبب ارتفاع درجة الحرارة أو بسبب آخر، مطالبا أيضا عدم تحميل الظواهر الطبيعية السبب في حدوث مثل هذه الظاهرة.