العدد 2556 - الجمعة 04 سبتمبر 2009م الموافق 14 رمضان 1430هـ

«خواطر من اليابان»... توعية ونصح للشباب بأسلوب «ستايل»

اليوم، وقد اجتاحت المسلسلات والمسابقات شاشات الفضائيات العربية، وبات الكثيرون يتذمرون من محاولة تحويل شهر رمضان إلى موسم التسلية التلفزيونية الأول، ظهر من بين هذه الأكوام التي تثقل الشاشات بالجيد والرديء، بعض الأعمال التلفزيونية التي مازالت قادرة على احترام ومراعاة روحانيات هذه الشهر عند المسلمين، من دون أن تغفل الجو العام للتلفزيون في هذا الموسم.

فبرنامج «خواطر» الذي تعرض قناة (MBC1) جزءه الخامس هذه السنة ويقدمه أحمد الشقيري، أنموذج لفت أنظار العديد من المشاهدين هذه السنة، ليس فقط لكونه برنامجا مناسبا لرمضان، فهو مصنف تحت قائمة البرامج التوعوية أو الإرشادية، بل لأنه قدم ما يبحث الناس عنه من تسلية وترفيه، من دون أن يفقد جوهر الموضوع الذي تدور حوله أفكار العمل، (الأخلاق، العمل والعلم)، كما تشير مقدمة العمل. فهو بالنتيجة وبشكل مباشر، برنامج يسعى لنشر مجموعة من الأفكار التوعوية، وخاصة ما بين فئة الشباب، بطريقة «ستايل»، لا تخلو من الطرافة وخفة الظل، والهدف الرئيسي والواضح من هذه الحلقات القصيرة، إيصال القيم الحميدة التي تصنع المجتمع والحضارة - على حد تعبير مقدم البرنامج.

وعلى رغم أن هذا البرنامج ليس وحيدا ضمن تصنيفه، فجميع المحطات بما فيها الإخبارية، تخصص بعض الوقت للبرامج الدينية أو التربوية على أقل تقدير، إلا أن النمط الذي انتهجه هذا العمل جعله يختلف بقدر اقترابه من نماذج غيره، ويتميز بقدر اندماجه في سياق برامج الفترة التي يعرض فيها.

فهناك من يعلق على هذا العمل من منطلق أنه لم ينطلق من القواعد الكلاسيكية التي تنتهجها البرامج الدينية التي تقدم النصح والإرشاد ضمن قوالب وأساليب جامدة وجافة في كثير من الأحيان. فهو جلب التجربة من مكان محايد بالنسبة إلينا، فتصوير العمل في اليابان أعطى العمل نوعا من الجاذبية الخاصة، فاليابان بالنسبة إلينا بلد التطور والتقدم التكنولوجي، كما أن الأفكار والمواضيع التي تم اختيارها وتسليط الضوء عليها تشكل في النهاية غالبية القضايا التي يتهكم الناس من خلالها على واقعهم... وبهذا يكون البرنامج قد أوجد ضالة العديد من المصلحين والدعاة، ولكن بطريقة مختلفة.

ولكون المشاهد العربي خبيرا بجدول برامج المحطات في هذا الموسم، وباتت المحطات وشركات الإنتاج تعرف أنه لن يقبل بالقليل، وخصوصا عند وجود البديل، فهو يبحث عن المثير والشيء القادر على شد الانتباه، وأكثر من ذلك، فالمشاهد اليوم يرغب في تلك البرامج التي تتكلم عنه وعن مشاعره وعن أفكاره.

ومن هنا كانت فكرة الحديث عن النقد الذاتي لبعض القيم التي هي جزء من حياتنا وموروثنا، التي بدأت تغيبها أنماط الحياة الصعبة التي يعيشها المواطن العربي في مختلف الأقطار العربية، وذلك من خلال أنموذج آخر (كوكب اليابان) - على حد تعليق مقدم البرنامج.

في مقابل المعجبين بهذا العمل، هناك من يجد فيه الكثير من التسطيح والتجاهل لما هو إيجابي لدى مجتمعاتنا، فـ «خواطر» يستعرض المجتمع الياباني، وكأنه مجتمع الملائكة في مقابل التخلف الذي يعيشه مجتمعنا على مختلف المستويات، حتى في مجال العلاقات والأخلاقيات العامة... وبالتالي، هو يطلب المقارنة ما بين أنموذجين يختلفان جملة وتفصيلا، وعلى كل المستويات.

وتضيف هذه الفئة أن البرنامج بدأ يفقد جزءا من زخمه وبريقه الذي قدمه في أوائل أيام شهر رمضان، وأن مواضيع الحلقات بدأت تفقد تميزها مع تقدمنا بالشهر، فهي لم تعد تسلط الضوء على القضايا المهمة التي من المنطقي والمجدي أن يقارن من خلالها المشاهد العربي التجربة والحضارة اليابانية بالتجربة والحضارة العربية على اختلاف أنماطه. من دون أن نغفل هنا، أنه لا يمكن حصر وعرض مختلف مميزات مجتمع من خلال برنامج تلفزيوني، مُجزأ لحلقات لا تتجاوز مدة كل منها ربع ساعة... وهذا ما سيجعل البرنامج بالتأكيد ينحاز للإيجابيات ويغفل عن السلبيات التي من الطبيعي أن توجد في أي مكان وأي مجتمع.

وكما يبدو من خلال مواضيع هذا البرنامج قصير الحلقات، أن العالم العربي بإيجابياته وسلبياته، بكل ما فيه من عبقرية وتجارب، حضارة وتاريخ، يعيش في كوكب آخر غير «كوكب اليابان» الذي جلبه الشقيري إلينا.

العدد 2556 - الجمعة 04 سبتمبر 2009م الموافق 14 رمضان 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 7:04 ص

      مناصره لبرنامج خواطر

      يعد برنامج خواطر من أفضل البرامج التي ظهرت هذا العام
      فهو ركز على الايجابيات فقط لشعب اليابان مع العلم أن هناك سلبيات كثيرة يعيشها اليابان ولكن ماحاجتنا لسلبيات تفوق سلبياتنا
      فلقد أعطى البرنامج ضربه أنعاش دسمة للمشاهد العربي
      وأنا ايده في هذا إلى متى نبقى على نظرتنا للحياة
      تحركوا يا أمه محمد تحركوا .......
      فو الله لو قدر الله أن يعيش النبي معنا إلى هذا الوقت لذهل وغضب من حياتنا البائسة هذه
      فلقد أصبحنا كالبالون لكن اذا نظرت داخله وجدته خالي

اقرأ ايضاً