قال الشيخ صلاح الجودر بمجلس العريض الكائن بالمنامة بفريق كانو، وذلك يوم الأربعاء الماضي في محاضرة له بعنوان «قوة المسلمين في تسامحهم» المتأمل في أحوال المسلمين اليوم يجد الضعف والخور والهزيمة وقد حلت مكان القوة والعزة والنصر، ويرى التفرق والشقاق والكراهية محل الأخلاق والعلم والدعوة، وكأننا نعيش جاهلية جديدة في الألفية الثالثة.

وأضاف الجودر «في الأربعين السنة الماضية أنتجت منطقتنا العربية والإسلامية والخليجية عقولا مفخخة، وأشتد سعيرها بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر/ أيلول، ما دفع بالمنطقة للسير إلى الخلف، فعالم اليوم يتحدث عن الفضاء المفتوح، ونحن نتحدث عن التراب والقبور، عالم اليوم يتحدث عن التكنولوجيا والتقنيات ونحن نتحدث عن القتل وسفك الدماء المعصومة، عالم اليوم يتحدث عن الأمن والاستقرار ونحن نتحدث التخريب والتفجير والتدمير، فأي العالمين أولى بأن يسود ويبقى. المؤسف له حقا أن منطقتنا اليوم تشهد بعض السلوكيات المهجنة والمستنسخة ما يهدد أمن واستقرار مجتمعاتنا، قبل سنوات لم نسمع عن القتل والدمار والإرهاب، أما اليوم فإنا نراها على صدر صفحات الصحف ونشرات الأخبار».

وتساءل الجودر « يا ترى لماذا كل هذا؟، ومن المسئول؟، ومتى نفيق مما نحن فيه؟، المسلمون اليوم بحاجة إلى قوة تسند ظهورهم وتشد من أزرهم، قال رسول الله(ص):(المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير)، يا ترى هذه القوة المنشودة من أين نحصل عليها؟، وأين توجد هل هي في المال؟، أم السلاح؟ في الكثرة؟».

وأرجع الجودر أسباب الحالة المأزومة في المنطقة إلى الخلاف المذموم الذي نهانا عنه المولى : «وَلا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُم»(الأنفال:46). و الخلافات العصبوية في المذهب أو العرق أو الفكر والتي حذرنا منها نبينا محمد(ص): (تتداعى عليكم الأمم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها، قيل: أمن قلة، قال: لا، ولكنكم غثاء كغثاء السيل). و انعدام الحوار المباشر والصريح وفق معطيات العصر وفقه الواقع. و عدم احتواء الشباب والناشئة ونشر الوعي الإسلامي والوطني بينهم. و ظهور مؤسسات الإقصاء والكراهية في صورة جمعيات وصناديق ومؤسسات وجماعات ومليشيات. و فقدان مشاريع التسامح والتعايش والتآخي مع الثقافات والأديان والمذاهب الأخرى.