العدد 2580 - الإثنين 28 سبتمبر 2009م الموافق 09 شوال 1430هـ

ثورة الفاتح نقلت ليبيا من مرحلة التخلف والاستنزاف إلى مراتب التقدم

القائم بأعمال مكتب الأخوة العربي الليبي في البحرين المبروك القمودي لـ «الوسط»:

نظم مكتب الأخوة العربي الليبي في مملكة البحرين حفل استقبال في فندق الدبلومات مساء أمس (الاثنين) بمناسبة احتفال الجماهيرية العربية الليبية الشعبية الاشتراكية العظمى بالعيد الأربعين لثورة الفاتح من سبتمبر/ أيلول العظيم.

وبهذه المناسبة قال القائم بأعمال مكتب الأخوة العربي الليبي في البحرين المبروك القمودي البوعيشي في حديث لـ «الوسط» إن احتفال الشعب الليبي بعيد الأعياد... العيد الأربعين لثورة الفاتح العظيم وإطلالة العيد الحادي والأربعين، والذي يأتي على جسر من الإنجازات الرائعة ومقترنا بالفرح والبهجة، يغمر قلوب ووجدان الشعب العربي كافة بالفرح والفخار وهي تعيش حقيقة كانت في يوم من الأيام حلما بعيد المنال، جسده قائد الفاتح العظيم واقعا ملموسا.

وأوضح القمودي أن ما تحظى به ثورة الفاتح وقائدها من تقدير واحترام دوليين منذ انبلاجها في سبتمبر العام 1969 تجسد في المشاركة الدولية الواسعة والرفيعة منقطعة النظير في الاحتفاء بالعيد الأربعين لثورة الفاتح، ويقف ذلك شاهدا على المكانة المرموقة التي تتبوأها هذه الثورة على المستويين الدولي والإقليمي.

ووجه القائم بالأعمال التحية والعرفان والتقدير لقائد ثورة الفاتح العظيم صانع الأمجاد والبطولات الزعيم الليبي معمر القذافي وأعرب عن تمنياته أن يبقى الفاتح اسما يتردد على كل الشفاه وعنوانا للحرية والإنجازات العملاقة وللعطاء الإنساني الذي لا يتوقف... فكل عام والشعب الليبي والقائد منتصرا شامخا رمزا للعزة والكبرياء.

وبهذه المناسبة السعيدة المقرونة بعيد الفطر المبارك رفع القمودي أسمى عبارات الود والاحترام إلى مقام عاهل البلاد جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة وإلى رئيس الوزراء صاحب السمو الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة وإلى ولي العهد صاحب السمو الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة وإلى حكومة وشعب البحرين الشقيق متمنيا له المزيد من التقدم والازدهار في ظل قيادة وحكمة صاحب الجلالة.

كما أشاد القائم بأعمال مكتب الأخوة الليبي بمستوى العلاقات الأخوية بين الجماهيرية الليبية ومملكة البحرين في ظل القيادة الحكيمة لقائد الثورة رئيس الاتحاد الإفريقي الزعيم القذافي وعاهل البحرين جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة وما تحقق من خطوات متقدمة في مجال العلاقات الثنائية والاستثمارات المشتركة التي تعود بالنفع على الشعبين الشقيقين، وعبر عن أمله أن تشهد المرحلة المقبلة مزيدا من تطور العلاقات في مختلف المجالات.

وقال القمودي إن البحرين وليبيا ترتبطان بلجنة مشتركة للتعاون في كل المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية تخدم الشعبين الشقيقين وتتولى متابعة الاتفاقيات الثنائية في مجال التعاون الاقتصادي والتجاري وتجنب الازدواج الضريبي وتشجيع الاستثمار بين البلدين كما تشمل اتفاقية التعاون في مجال النقل الجوي والتعاون الصحي والتعاون الثقافي والعلمي.

وعن أهم المؤسسات المالية المشتركة بين البلدين الشقيقين قال إن: المؤسسات المالية والاستثمارية التي تساهم فيها الجماهيرية العظمى ومقرها مملكة البحرين هي:

- بنك اليوباف (UBAF) أسس العام 1992 وتساهم الجماهيرية العظمى فيه بنسبة 95 في المئة (ويعتبر من أول المصارف التي بدأت نشاطها المالي في البحرين).

- المؤسسة العربية المصرفية (ABC) من أهم المؤسسات المالية العاملة في البحرين وتساهم الجماهيرية فيها بنسبة 33 في المئة.

- المؤسسة العربية للتأمين (أريج) تساهم الجماهيرية فيها بنسبة 33 في المئة.

- شركة الخدمات المالية ويساهم الجانب الليبي بنسبة 8 في المئة.

- الشركة العربية لبناء وصيانة السفن (أسري) تساهم فيها الجماهيرية والبحرين مع عدد من دول الخليج.

- الشركة العربية للإست (ثمار) تساهم الجماهيرية العظمى بنسبة 6 في المئة.

كما تقوم مؤسسات مالية واقتصادية بحرينية بتنفيذ مشروع مدينة الطاقة غرب مدينة طرابلس بكلفة تقدر بـ 6 مليارات دولار.


إنجازات ثورة الفاتح

وتابع القمودي في حديثه لـ «الوسط» إنه قبل عقود من الآن وتحديدا قبل العام 1969 كان شكل الحياة في ليبيا يبدو في غاية البؤس والتخلف، على رغم ما يحتويه هذا البلد من ثروات هائلة كان البعض منها يستنزف وينهب دون أي أثر إيجابي على حياة عامة الناس، والبعض الآخر من تلك الثروة بقي مهملا في ظل غياب سياسات الاستثمار الأمثل للإمكانات.

وقال إن ليبيا اجتازت بفضل أبنائها المخلصين مرحلة التخلف التنموي وهاهي اليوم تحصد مراتب متقدمة في جميع المجالات، ولا تزال تواصل مسيرة العمل والبناء التي انطلقت مع قيام ثورة الخير والنماء في سبتمبر/ أيلول 1969 من أجل إنجاز المزيد وتأكيد حياة الوفاء للشعب العظيم. لقد خاضت الثورة معارك التنمية في جميع المجالات والقطاعات وذلك لإيمانها الراسخ بقيام نهضة تنموية شاملة تتوافر من خلالها كل عوامل النمو والازدهار والتقدم لهذا البلد ومن أهم القطاعات التي أولتها الثورة اهتماما بالغا كان قطاع التعليم.

فقد كانت مؤشرات التعليم في ليبيا قبل الثورة تنحدر بشكل عام نحو مستويات دنيا لتؤكد حالة التخلف التي ترزح في ظلامها البلاد فالقلة القليلة من أبناء الشعب كانت تذهب إلى المدرسة وتواصل تعليمها في مراحل تالية، وذلك لم يكن إلا بسبب ندرة الوحدات التعليمية وعدم انتشارها ضمن مختلف التجمعات السكانية، لهذا ولأمور تتعلق بصعوبة الانخراط في التعليم بالنسبة لمعظم شرائح المجتمع آن ذاك فقد كان التعليم والذهاب للمدارس يمثل مظهرا من مظاهر الترف، وأمام حالة كهذه ليس من المستغرب أبدا انتشار حالة عامة من الأمية المفرطة، التي كانت بدورها ذات انعكاسات سلبية على مختلف أوجه الحياة الأخرى، حيث كانت محدودية الانخراط في العملية التعليمية تؤثر سلبا على وجود كوادر علمية وفنية وطنية تقدم خدماتها للمجتمع وتساهم في توعيته.

وبما أن التعليم والمعرفة أساس لخوض حياة العصر ومواكبة تطوراته وأداة فعالة لنشر الوعي والرقى بمستوى الحياة فقد حرصت الثورة أولا على محاربة الأمية واستخدمت في ذلك عاملا مهما وفعالا ألا وهو إنشاء الوحدات التعليمية في كل الأحياء والمناطق بحيث تسهل سبل التعلم لكل أبناء الشعب ومن دون عناء وبذلك فإن الجالسين على مقاعد الدرس صارت أعدادهم في تزايد حتى تم القضاء نهائيا على الأمية، إلى جانب ذلك فإن ثورة الفاتح أقامت مؤسسات التعليم العالي الذي بدورها ساهمت في توفير الكوادر البشرية التي انخرطت وتم الاستفادة منها في خطط التنمية المختلفة، كما حرصت الثورة على تهيئة هذه الكوادر وإعدادها الإعداد الجيد من خلال عمليات الإيفاد للدراسة في الخارج وعلى حساب المجتمع. وإنه ومن خلال جملة الإنجازات ومجموع الأرقام الضخمة للدارسين والناتج العام للعملية التعليمية فإن الأمية والجهل صارت مفردات من الماضي.

وعن قطاع الصحة قال القمودي، إن هذا القطاع كغيره من القطاعات الأخرى كان مهمشا ولا تتوافر له البنى التحتية التي يساهم توافرها في الحفاظ على الصحة العامة للمجتمع وتراعى احتياجاته، لهذا كان الليبيون في ذاك الوقت يلجأون للتداوي بطرق بدائية ومتخلفة جدا عن مرحلة التطور التي كان يشهدها العالم في المجال ذاته، لذلك أولت الثورة أهمية قصوى لهذا القطاع وذلك عبر سلسلة من الإنجازات الصحية المختلفة التي انتشرت في مدن وقرى ليبيا، وهو ما انعكس بشكل إيجابي ومباشر على صحة المجتمع.

فقد تمكنت الثورة عبر خطط التنمية المتواصلة من إحداث نقلة جبارة في قطاع الصحة كما في باقي القطاعات الأخرى، فليبيا التي كان لا يوجد بها إلا عددا بسيطا من المرافق الصحية أصبحت وبفعل تلك الخطط تمتلك مجموعة كبيرة من الوحدات والمرافق الصحية الضخمة المنتشرة في مختلف المناطق، وبذلك فإن الجماهيرية أصبحت اليوم في المراتب المتقدمة بالنسبة لحجم الرعاية الصحية التي تتوافر لمواطنيها.

وقبل استعراض حجم النقلة التي أحدثتها الثورة في مجال الإسكان في ليبيا ذكّر القائم بالأعمال بأكواخ الصفيح التي كانت تنتشر في معظم مناطق ليبيا والتي وبرغم صعوبة الحياة فيها إلا أنها كانت تمثل السكن المتاح أمام الليبيين الذين كانوا يقطنوها في شكل تجمعات متناثرة مبرزة حياة العوز والحرمان التي كان يقاسيها الليبيون في تلك الفترة، إضافة إلى ذلك فإن مؤشرات تخلف هذا القطاع تبدو واضحة المعالم في عديد المظاهر والبيانات الأخرى التي تشير عموما إلى محدودية الوحدات السكنية المقامة والتي لا تعنى إلا بنسبة قليلة جدا من احتياجات المجتمع مع العلم بأن جزءا كبيرا من هذه الوحدات متهالك وآيل للسقوط.

ومنذ قيامها أولت ثورة الفاتح هذا القطاع أهمية قصوى وأخذت على عاتقها توفير المسكن لكل أسرة بدلا من أكواخ الصفيح التي كان وجودها يمثل إساءة كبرى لآدمية الإنسان. وانطلاقا من هذه الضرورة شهدت مرحلة ما بعد الثورة مباشرة تحولات ضخمة في هذا القطاع حيث تم إقامة المشاريع الإسكانية الضخمة وتم توزيع وحداتها التي فاقت أعدادها مئات الألوف على الأسر، كما تم اعتماد برنامج الإقراض الإسكاني الذي تم من خلاله إقراض عدد كبير من أبناء الشعب لغرض بناء مساكن صحية حديثه. وفي هذا الخصوص فإن مراحل التطور لا تزال مستمرة تزامنا وتوافقا مع تطور المجتمع ولا تزال الثورة الإسكانية تضخ الأموال الضخمة لتواكب الحاجة المستمرة للسكن الذي يعتبر حاجة ضرورية للفرد والأسرة.

وعن النشاط الزراعي في ليبيا قبل الثورة على رغم محدوديته يقول القمودي، إنه كان في معظمه حكرا على مستوطنين من بقايا الاحتلال الإيطالي الذين كانوا يمثلون الملاك الوحيدون للأراضي المزروعة وكان الليبيون، وفي مفارقة عجيبة تعكس مدى الظلم الواقع عليهم، هم العمال الذين يفلحون تلك الأراضي في مقابل أجور زهيدة لا تكاد تسد نسبة ضئيلة من احتياجاتهم اليومية، لذلك كانت معظم الأسر الليبية تعيش حياة لا تتناسب وما يتوافر في بلادهم من ثروات، إلى جانب هذا فإن مساحات شاسعة من الأراضي الصالحة للزراعة ظلت مهملة في ظل غياب سياسات الاستصلاح الزراعي. ولذلك كانت الثورة معنية في المقام الأول بإعادة الأمور إلى نصابها الطبيعي فلا يمكن لليبيا أن تكون حرة مستقلة في ظل جيش المستوطنين الذي يستنزف خيرات الأرض ويستثمرها من أجل حياة البذخ الارستقراطي بينما المواطن صاحب الحق في أرضه يعيش أجيرا لديهم وبمقابل زهيد لا يكاد يذكر . فكان إجلاء هؤلاء المستوطنين في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول العام 1971 إنجازا تاريخيا أصبحت بفضله الأرض كاملة ملكا لليبيين يعملون فيها ويستثمرونها وفق جهدهم وبما يتناسب واحتياجاتهم وحاجة مجتمعهم وبذلك انقضى عهد الإقطاع الذي كان يجثم على أرض ليبيا الطاهرة.

وفي ظل تلك الثورة الزراعية تم استصلاح مساحات هائلة من الأراضي الصالحة للزراعة وتم إقامة مشاريع زراعية وزودت بالآلات والمعدات الحديثة ومن ثم توزيعها على الفلاحين على هيئة مزارع مقسمة. وساهمت الثورة الزراعية في تحقيق معدلات متقدمة على صعيد توفير الغذاء من مختلف المحاصيل وذلك بفضل التحول الذي شهده القطاع وبفعل المتابعة المستمرة التي ساهمت في زيادة المساحات المزروعة ومضاعفة إنتاجية المشاريع من محاصيل القمح والشعير وفي سبيل توفير المياه باعتبارها العامل الرئيسي لازدهار هذا القطاع، فقد اهتمت الحكومة بحفر الآبار وإقامة السدود ويأتي النهر الصناعي العظيم عملا جبارا وإنجازا هندسيا رائدا يشكل مفخرة تضاف إلى سجل الثورة، عندما تدفقت المياه من الجنوب إلى الشمال لتروي عطش الأرض والإنسان عبر آلاف الكيلومترات، وحتى التقاء النهرين.

أما فيما يخص الثروة الحيوانية فإنه ونتيجة لاهتمام الثورة بتنمية المراعي وحمايتها وإقامة مشاريع تربية الحيوانات مثل الأبقار والدواجن فإن الناتج في هذا الجانب شهد تضاعف حجم اللحوم والألبان. وفي مجالات أخرى راعت الثورة توفير المرافق والأدوات المساعدة لتنمية القطاع البحري باعتبار ليبيا تمتلك شاطئا يمتد على البحر المتوسط بمساحة تصل إلى نحو 2000كم باعتبار أن منتجات البحر تساهم في توفير الغذاء وتدعيم الصناعة في المجالات المتعلقة بالصيد البحري.

وتابع القائم بأعمال مكتب الأخوة الليبي الحديث عن الإنجازات في مجال الزراعة والثروة البحرية إذ شمل زراعة فسائل النخيل وإنتاجية البذور المحسنة وعمليات الري بالأساليب الحديثة «التنقيط» وغير ذلك الكثير ما شهد تحولا كبيرا نحو الأفضل من حيث كمية المنتج والجودة.

كما اهتمت ثورة الفاتح بقطاع الكهرباء، وبعد أن كانت الكهرباء قبل الثورة تولد عبر عدد محدود من المحطات التي تمت إقامتها في بعض المدن وكان استخدامها مقصورا على إضاءة بعض البيوت وقليل من الشوارع وفي أوقات محدودة من اليوم، أصبحت الكهرباء وبعد الاستثمارات الضخمة التي ضختها الثورة في القطاع تنتشر في كل البيوت والشوارع وتغذي الوحدات الإنتاجية والوحدات الصحية والتعليمية وتساهم في تشغيل الارتباطات الزراعية بما يساعد في تسريع وتسهيل العملية الإنتاجية.

وفي هذا الإطار اهتمت الثورة بتنفيذ عددا من المشاريع لإنتاج الكهرباء وشبكات النقل والتوزيع ومراكز المراقبة والتحكم وبهذه التحولات تطور معدل استهلاك الفرد من الطاقة الكهربائية إلى معدلات عالية حيث وصل إلى 2688 كيلووات/ ساعة للفرد في نهاية التسعينيات، كما تضاعفت قدرات محطات التوليد إلى أكثر من 20 مرة عما كانت عليه، كما تطورت الطاقة الكهربائية المنتجة من محطات التوليد العاملة بالشبكة العامة إلى أكثر من 26 وشملت هذه التحولات في مجال قطاع الكهرباء أيضا شبكات خطوط نقل الكهرباء بمسافات تصل إلى آلاف الكيلومترات.

وأضاف أن العملية التنموية شملت كل مناحي الحياة في ليبيا فكان للمواصلات والنقل مثلا جانبا من الأهمية انعكس في المبالغ الضخمة التي تم تخصيصها لخلق تنمية حقيقية في هذا القطاع، وتم في هذا الخصوص إنجاز شبكات الطرق الحديثة بمسافات غطت وربطت كل مناطق الجماهيرية ببعضها بعضا... كما تم وفي مجال البريد والاتصالات إحداث نقلة كبرى من حيث تطور برنامج الاتصالات بشكل عام ومواكبته لمختلف أنواع التطور اليومي التي يشهدها قطاع الاتصالات في العالم، كذلك في مجال النقل البحري تم إنجاز أسطول بحري يساهم إلى حد كبير في عملية النقل والتنقل من الجماهيرية إلى خارجها، وإلى جانب هذا تم تحديث الموانئ وزيادة قدراتها الاستيعابية وتم دعمها بالآلات والمعدات المساعدة في عمليات التعبئة والتفريغ وفي قطاع الضمان الاجتماعي.

إن ثورة الفاتح رفعت شعار (المجتمع ولي من لا ولي له) فخصصت قدرا محترما من دخل المجتمع لإنفاقه على الحالات الاجتماعية من عجزة ومسنين ومطلقات وأرامل، كما وفرت الثورة مراكز لرعاية وتأهيل المعوقين وحرصت من خلالها على توفير البرامج المتكاملة لاستيعاب هذه الشريحة.

واهتمت الثورة أيضا بقطاع الصناعة وقدمت له ما يستحقه من موازنات ساهمت في قيام نهضة إنتاجية استوعبت العديد من الأيادي العاملة ووفرت احتياجات المجتمع بنسبة كبيرة، كما اهتمت الثورة في هذا الجانب بالصناعات الكبرى فأقامت القلاع الصناعية التي تعد مفخرة لكل الليبيين وهي تعمل بطاقة إنتاجية كبرى مساهمة بذلك في توفير احتياجات المجتمع الليبي. وغير هذا وذاك مما ذكرنا من الإنجازات العملاقة وما لم يتسع المجال لذكرها فإن الثورة قادت منذ قيامها ثورة ثقافية رسخت بها القيم النبيلة وحافظت على تقاليد وقيم المجتمع المسلم في ليبيا وحرصت دائما على إشاعة المحبة بين جميع أفراد المجتمع وذلك من خلال مفاهيم العدل والمساواة التي أوجدتها في التعامل داخل المجتمع الواحد.

كما أولى قائد الثورة، حسب القمودي، أهمية قصوى لإقامة الاتحاد الإفريقي وأعلن في مدينة سرت بتاريخ 9 سبتمبر/ أيلول العام 1999 عن إقامة الولايات المتحدة الإفريقية ما يجسد طموح الدول الإفريقية. كما ساهمت الجماهيرية في تحقيق الأمن والسلام في عدة مناطق من العالم من بينها منطقة دارفور وإيجاد حل للخلافات القائمة بين تشاد والسودان وجنوب الفلبين ما يساهم في استتباب الأمن والسلم العالميين.

وقال القمودي إن ما يؤكد عالمية ثورة الفاتح منذ قيامها والسعي الدؤوب لقائدها معمر القذافي لتحرير الشعوب وتحريضها لنيل مكانها تحت الشمس جاء الخطاب الـ(40) لقائد الثورة في الجمعية العامة للأمم المتحدة تتويجا لنضاله من أجل حرية دول العالم الثالث وصرخة مدوية وشجاعة لإصلاح الأمم المتحدة وتحريرها من هيمنة عدد من الدول الكبرى ودحض أكذوبة ما يسمي بمجلس الأمن وحق النقض وإعلانه بأن جميع دول العالم متساوون في الحقوق بميثاق الأمم المتحدة، وكشف هيمنة الدول الكبرى على المنظمات الدولية واستغلالها لمصالحها الخاصة وتسليطها متى تشاء على الدول الصغيرة ودول العالم الثالث.


معلومات أساسية عن ليبيا

الاستقلال: 10 فبراير/ شباط 1947.

المساحة: 1.759.540 كلم مربع.

عدد السكان:6.420.000 ملايين نسمة.

الناتج القومي الإجمالي: 90.627 مليار دولار.

تركيبة السكان: المجموعات العرقية في ليبيا هي العرب والأمازيغ الذين يشكلون نحو 97 في المئة من السكان، إضافة لنحو 3 في المئة من أصول مختلفة.

الموارد الطبيعية: النفط، الغاز الطبيعي، الجبس. ويعتبر النفط والغاز مصدرا الدخل الرئيسيين في البلاد. وتبلغ احتياطات النفط في ليبيا 41.5 مليار برميل ما يجعلها تتصدر الدول الإفريقية في هذا المجال.

العدد 2580 - الإثنين 28 سبتمبر 2009م الموافق 09 شوال 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 2 | 2:25 م

      ليبيا

      تعبير ثورة الفاتح وانجازاتها

    • زائر 1 | 3:02 ص

      مبروك يا المبروك نورتنا

      الحمد لله رب العالمين على هل الإنجازات صارت ليبيا احسن من اليابان في الصناعة والتنمية واحسن من سويسرا في الحريات ، نتمنى أن تغزو بلادنا الصناعات والمنتجات الليبية من طائرات وسيارات وعيش وخبز وخيار وبطيخ وسمك على الأقل احسن من ان نستور من تايلند .

اقرأ ايضاً