العدد 2581 - الثلثاء 29 سبتمبر 2009م الموافق 10 شوال 1430هـ

فرص نجاح لقاء جنيف

ابراهيم خالد ibrahim.khalid [at] alwasatnews.com

يعد لقاء الدول الكبرى الست مع إيران يوم الخميس المقبل (غدا) في جنيف فرصة لبدء مفاوضات جادة وحقيقية لحل أزمة برنامج إيران النووي. فالمتغيرات الدولية الراهنة تمهد طريق التوصل إلى حل يرضي كل الإطراف إذا خلصت النوايا. لكن ما يعيق فرص تحقيق اختراق سريع ارتباط الملف النووي الإيراني وتداخله مع قضية السلام في الشرق الأوسط والوضع في العراق وأفغانستان.

بلا أدنى شك فإن إيران ستدخل هذا اللقاء وهي تحمل في طياتها هموم كثيرة تتجاوز مجرد البرنامج النووي ومخاوف الغرب من توصل طهران لإنتاج أسلحة نووية، وقد حملت المقترحات الإيرانية لحل الأزمة العنوان التالي: «إيران مستعدة لبحث التعاون الدولي لتسوية المشاكل الاقتصادية والأمن في العالم، وتعتبر أن هذه المشكلات لا يمكن أن تحل من دون مشاركة الجميع». مجرد تفكير إيران في صنع أسلحة نووية، إذا صدق، لم ينجم عن فراغ بل تلمح حقيقة أن «إسرائيل» تمتلك أسلحة وقدرات نووية وهي تهدد كل دول المنطقة في حين تواصل احتلال الأراضي العربية وبناء المزيد من المستوطنات.

إيران تريد أيضا أن يكون هناك وضع مستقر في العراق وأن تخرج القوات الأجنبية من أراضي جارتها في حين تراقب باهتمام الوضع العسكري المتفجر في أفغانستان ونية الغرب محاولة القضاء على تنظيم «القاعدة» وحركة «طالبان» الأفغانية والباكستانية.

هذه المخاوف الإيرانية قابلتها خطوات أميركية قد تشعر طهران بنوع من الرضا ولكن لابد من الحصول على تطمينات أيضا. فقبل أيام تخلت إدارة الرئيس الاميركي باراك أوباما في خطوة ملفتة وجريئة عن برنامج الدرع الصاروخية الذي كانت إدارة الرئيس السابق جورج بوش تنوي نشرها في أوروبا لمواجهة خطر الصواريخ الإيرانية.

كما أن أوباما انتهز فرصة انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة وترأس اجتماعا خاصا لمجلس الأمن بشأن نزع السلاح النووي تبنى قرارا يسمح بمواجهة التهديدات النووية، ويتضمن تدابير من شأنها الحد من تصدير المواد التي تستخدم في تصنيع الأسلحة النووية. وتعد هذه الخطوة مقدمة لإجراءات دولية قد تطال «إسرائيل» لاحقا.

كما بدا واضحا أن أوباما تحاشى خلال الفترة الأخيرة الحديث عن منع إيران من تخصيب اليورانيوم في حين راحت الأخيرة، على رغم المناورات الصاروخية التي تجريها حاليا، تؤكد أنها لا تعتزم تخصيب يورانيوم يتجاوز الـ 5 في المئة، وأنها ستطلب خلال لقاء جنيف مدها باليورانيوم المخصب بنسبة 20 في المئة.

إذن هناك متغيرات إيجابية كثيرة وسريعة شهدها العالم خلال الفترة الماضية تصب جميعها في صالح حدوث تقدم هذه المرة في مفاوضات الدول الكبرى مع إيران بشأن برنامجها النووي، فهل نبالغ في التفاؤل بقرب التوصل إلى حل أو اتفاق يمهد لإغلاق هذا الملف ويفتح الباب واسعا أمام حلحلة بقية الملفات المرتبطة به؟

نأمل ذلك.

إقرأ أيضا لـ "ابراهيم خالد"

العدد 2581 - الثلثاء 29 سبتمبر 2009م الموافق 10 شوال 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً