العدد 289 - السبت 21 يونيو 2003م الموافق 20 ربيع الثاني 1424هـ

الوجوه الشبابية في السينما الفرنسية

باريس - برنارد جينن وفرانك غربارز 

21 يونيو 2003

إن النجاح الساحق الذي حققه فيلم «مصير اميلي بولان المذهل» للمخرج جان بيار جونه (الذي اجتذب 8 ملايين مشاهد في فرنسا وما يقارب من 20 مليونا في الخارج)، جعل ابتسامة بطلة الفيلم الابتسامة الأكثر رواجا في العام 2002، وباتت بطلة الفيلم الممثلة اودري توتو التي نالت جائزة السيزار في التمثيل عن فيلمها Venus Beaute Institute الذي اخرجه طوني مارشال نجمة سينمائية عالمية، وهي نجمة جميلة الوجه محياها يعكس البراءة والرقة. تقول وقد أذهلها ما حققته من شهرة: «أنا لا أمارس الغوص في أعماق الذات بل أعتمد على ما في عقلي الباطن».

وقد شاهدناها مسبقا في دور الانسانة الضائعة التي تبحث عن اي شيء تؤمن به في فيلم «الله كبير وأنا صغيرة جدا» للمخرجة باسكال بايي وهو الفيلم الذي لعبته قبل فيلم «ايميلي»، ومنذ ذلك الحين ازداد الطلب عليها، ولكنها مع ذلك لم تدع ذلك يؤثر على اتزانها واختارت المشاركة في اول فيلم تنجزه مخرجة غير معروفة وهو فيلم «حتى الجنون، لا إطلاقا» la folie, pas du tout للمخرجة ليتيسيا كولومباني، وهذا أمر يبرهن على انها أتقنت تنوع الأدوار، ونظرا الى حصول فيلم «اميلي» على اربع جوائز سيزر في العام 2002 هي جائزة أفضل فيلم وأفضل مخرج وأفضل ديكور وأفضل موسيقى لم تحظَ اودري بجائزة افضل ممثلة عن هذا الفيلم. وبدلا من ذلك ذهبت الجائزة الى الممثلة ايمانويل ديفوس عن ادائها في فيلم «على شفاهي» Sur mes Lصevres للمخرج جاك أوديار، وقد عرفها الجمهور أول مرة من خلال فيلم المخرج أرنو ديبليشان «حياة الأموات» في العام 1991 وبعد ذلك أسند إليها أدوارا في جميع أفلامه، أما آخر أفلامها فهو فيلم «الخصم» للمخرج نيكول غارسيا.

وهناك ممثلة أخرى اكتشفها أرنو ديبليشان وهي جان باليبار التي أدت أداء مدهشا في فيلم «كيف دخلت في خضم حياتي الجنسية Comment je me shis dispute (ma vie sexuelle) إذ أدت فيه دور مناضلة غريبة وشاذة تدافع عن حقوق المرأة. وقد تخرجت جان باليبار من مدرسة المعلمين العليا ذات الشهرة العريقة ثم التحقت بالكونسرفاتوار ومؤسسة الكوميديا الفرنسية، وهي ممثلة جميلة الوجه ولها صوت ساحر وأسلوب حديث جذاب، وقد قدمت الكثير من الأدوار التي تألقت فيها، ومع ان السينمائيين يفضلونها في دور المحبطة والمريضة نفسيا فإن نظرتها الذكية وابتسامتها الماكرة هما البرهان على تمكنها من الانتقال من الأدوار الجدية الى الهزلية، وهذا ما عكسه دورها في فيلم «لا أحد يعلم Savoir Va S للمخرج جاك ريفيت في العام 2001 وهو فيلم بارع يدور حول شئون الحياة والمسرح تلعب جان فيه دور «كاميي» وهي ممثلة مسرح تتأرجح مشاعرها بين رجلين في آن واحد.

أما بالنسبة الى ليتيسيا كاستا عارضة الأزياء الجميلة فقد بدأت بفيلم Falbala الذي اخرجه فالبالا كلود زيدي في العام 1999 إذ لم يكن اداؤها مقنعا فيه الا انها استمرت في المثابرة من خلال مشاركتها في فيلم تلفزيوني وهو «الدراجة الزرقاء La Bicyclette bleue للمخرج تيري بينيستي، ثم تألقت في دور الشابة ليا في فيلم Lea الذي تناول ارادة وعزم صبية في مواجهة متاعب الحب والحرب، ولا تمانع ليتيسيا من الظهور بأي مظهر يتطلبه أي دور فقد ظهرت في دور فلاحة عجوز في فيلم الأرواح القوية للمخرج راوول رويز في العام 2001.

أما سيلفي تستو الفتاة ذات الوجه البيضاوي القادمة من مدينة ليون فقد صعدت الى باريس لتدخل الكونسرفاتوار ثم بدأت حياتها المهنية في ألمانيا في فيلم «أبعد من الصمت» للمخرجة كارولين لينك وذلك في العام 1996، وهو الفيلم الذي أهلها للحصول على جائزة أفضل ممثلة في مهرجان «دوتش فيلم برايس» الألماني وفي فرنسا عرفها الجمهور لأول مرة مع فيلم «كارنفال» للمخرج توماس فنسان ثم توالت الأفلام التي عملت فيها مع مختلف المخرجين والتي تألقت فيها جميعا.

اما من الجانب الرجالي فقد ظهرت الكثير من الوجوه الجديدة أحد أهمها جمال دبوز وهو فرنسي من أصل عربي نشأ وترعرع في احدى ضواحي باريس، وقد كان ممنوعا في يوم من الأيام من دخول الأمكن الراقية. لكنه اليوم أصبح الطفل المدلل لوسائل الاعلام بفضل اسلوبه المميز وروحه المرحة وقدرته على استحداث مفردات جديدة وشجاعته التي تصل إلى حد الوقاحة وروح المداعبة لديه التي تتسم بكثير من الطرافة، وقد بدأ هذا الممثل الكوميدي الساخر عمله في المقاهي التي تقدم فيها المسرحيات ثم انتقل الى راديو نوفا إذ قدم فيها برنامجا يروي فيه على طريقته قصص الأفلام السينمائية بعدها انتقل للعمل مع احدى قنوات الكابل التلفزيونية ليقدم برنامج باري بروميار ثم انتقل الى قناة «كنال بلاس» اذ حقق نجاحا ساحقا في برنامج H الساخر وهو يركز على النقد السياسي اللاذع، وبعد ان اصبحت مهاراته الفنية معروفة انتقل جمال الى الشاشة الكبيرة ليحقق نجاحا شعبيا منقطع النظير في أفلام مثل «السماء والطيور و .. أمك» وغيرها من الأفلام التي جعلت شهرته تفوق شهرة ممثلين معروفين مثل جيرارد دوبارديو وكريستيان كلافييه.

أما الممثل الاسباني سرجي لوبيز فقد تبنته السينما الفرنسية بعد تبنيها لفيكتوريا أبريل وكرمن مورا. وقد التزم هذا الشاب الطويل القادم من كتالونيا بمحياه الجميل أدوار الشخص الطيب التي يوحي بها مظهره لفترة طويلة حتى أسند اليه أخيرا دور محير في فيلم «هاري، صديق لا يريد لك سوى الخير» وهو الفيلم الذي اكسبه جائزة السيزر والجائزة الأوربية لأفضل ممثل. وقد كان أول من قدم هاري الى السينما هو المخرج الفرنسي مانويل بوارييه إذ عهد اليه ببطولة «صديقة أنطونيو» الذي فاز بجائزة لجنة التحكيم في المهرجان السينمائي للعام 1997، ثم قدم الاثنان معا العديد من الأفلام. اما ماتيو امالريك فيوصف بانه المثقف الباريسي لأن والده رئيس تحرير صحيفة «ليبيراسيون» ووالدته ناقدة للأعمال الأدبية، وهو فنان حالم يتميز بالكثير من المفارقات وقد دخل مجال التمثيل صدفة حين عرض عليه المخرج أوتار يوسلياني الذي كان صديقا لعائلته المشاركة في فيلم «من يفضلهم القمر» ومنذ ذلك الحين شارك في العديد من الأفلام.

وقد وقع ماتيو كاسوفيتز صاحب الوجه الباسم عقدا كبيرا مع شركة لانكوم ليصبح الممثل الذي يجسد عطر «ميراكل»، وقد امتهن التمثيل أولا لحاجته الى العمل إذ لعب أول وأكبر دور له أمام عدسة المخرج جاك أوديار في فيلم «انظر كيف يسقط الرجال» ثم قدم بعدها فيلم «الحقد» الذي فاز بجائزة سيزر لأفضل فيلم وجائزة مهرجان كان لأفضل اخراج ثم قدم العديد من الأفلام كان أهمها فيلم : الأنهر الحمراء» الذي لقي نجاحا باهرا على الصعيد التجاري والدولي.

أما داني بوداليدس ذو الوجه الطفولي البريء فقد كان يحلم ان يصبح استاذا في الأدب لكنه حين كبر اختار طريقا مختلفة تماما إذ التحق بفرع العلوم المسرحية في مدرسة هوش الشهيرة ثم الكونسرفاتوار التابع لهيئة الكوميديا الفرنسية، وقد كان اول دور قدمه هو فيلم «فرساي» تحت إدارة اخيه المخرج برونو ثم توالت الأفلام التي لعب فيها مختلف الأدوار التي شكلت له فرصة ليعطي برهانا قاطعا على ما يتميز به من احساس مرهف وجدية مؤثرة رافضا بكل وضوح ما اعطي له من أوصاف اخرى.

مجلة «لابل فرانس» بالاتفاق مع السفارة الفرنسية

العدد 289 - السبت 21 يونيو 2003م الموافق 20 ربيع الثاني 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً