العدد 293 - الأربعاء 25 يونيو 2003م الموافق 24 ربيع الثاني 1424هـ

الأمل بوصفه نصا

تظل مصابا بالأمل، تظل تتأمل كم هو رائع ذلك الكائن غير المرئي، يوارى كل لحظة، فيما يطل برأسه من الركامات التي تهال عليه ليستأنف عدوى عصيانه واستمراره. ليس محض كلام القول: ان الأوضاع العربية في مجملها جعلت لليأس سهولة تنافس استنشاق الهواء، وجعلت للأمل صعوبة تعادل صعوبة عدم الارتطام بالأرض في حال السقوط من علو، بحيث يبدو كل شيء قابلا للانشطار واستحالة اعادة تشكله.

الوعيد الذي يطلقه بعض من بيدهم جانب من السلطة، واحد من الحاضنات الرئيسية لسيادة ثقافة اليأس واضمحلال ثقافة الأمل... الأمل في كل شيء.

وعيد كالذي لوث آذاننا قبل أيام يكشف عن ذهنية تسعى للاستحواذ على الأمل لصالحها... الأمل في الاستمرار في لعب ذات الدور وذات اللغة التي تؤطر ذلك الدور والأمل في أن يتحول الذين يتوجه اليهم بوعيده الى كائنات ممسوخة... كائنات تعيش من اليأس لا على الأمل... اليأس في أن يكف اولئك عن تطعيمهم بمصل هم أحق به !وعلى رغم ذلك لن يحرز وعيد كذاك مترا من تقدم إلا إذا كان التراجع أميالا يعد تقدما!.

اليأس نص كُتب... فيما الأمل نص قابل للمحو في أية لحظة... نص قابل للتجدد والاضافة والتراكم... نص يدفع بصاحبه لتجريب طرق وأساليب تدافع عن شراسة ما يحيط بالحياة... فيما اليأس فخ لاستدراج تلك الشراسة والهلاك على يدها في استسلام يبعث على الغثيان والضجر.

الأمل تعدد في المضامين الباعثة على اكتشاف معان جمة... فيما اليأس حجب ومواراة وتعتيم على تلك المضامين ومعانيها.

جعفر الجمري

العدد 293 - الأربعاء 25 يونيو 2003م الموافق 24 ربيع الثاني 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً