العدد 2313 - الأحد 04 يناير 2009م الموافق 07 محرم 1430هـ

ما هو رمزنا البريدي؟

Common Ground comments [at] alwasatnews.com

خدمة Common Ground الإخبارية

«مرحبا، اسمي آن وأنا عالِمة مسيحية».

«أنا تكس وأنا من أتباع الكنيسة المنهجية».

«أنا جون، عضو في كنيسة الرسل المورمونية».

«أنا ديلارا، مسلمة».

كلا. ليس هذا اجتماع ديني.

إنه الاجتماع الشهري لحركة أريزونا عبر الديانات، ورسالتها «بناء جسور التفاهم والاحترام والدعم بين أناس ذوي ديانات متنوعة من خلال التعليم والحوار والخدمات وتطبيق القانون الذهبي». تتواجد مجموعات عبر الديانات كهذه في كل أنحاء الولايات المتحدة.

لا يقتصر وجود الله تعالى على رمز واحد.

بغض النظر عما إذا كنت أركع في كرسي كنيسة أو أسجد ورأسي على سجادة صلاة، فإن اعترافي بالقدرة الإلهية هو عمل روحاني من التذكّر والتفاني. ولكن لماذا يركّز بعض الأميركيين على الفروقات في العقيدة بدلا من إبراز القواسم المشتركة كالتسامح والمعرفة والتوحّد؟

هدف هؤلاء الناس هو تفريقنا.

تذكرنا ادعاءات الماضي بأن الأميركيين الكاثوليك وضعوا ولاءهم للبابا فوق ولائهم لبلادهم بالادعاءات الحالية ضد المسلمين الأميركيين. من خلال الادعاء ضمنيا بأنهم يصلّون لإله مختلف (وهم لا يفعلون ذلك، فالله هي الكلمة العربية لتعبير God بالإنجليزية. وهو إله إبراهيم وموسى ويسوع المسيح)، فإن التلميح الحالي هو أن من ليس مسيحيا فهو ليس أميركيا أيضا.

غير أميركي؟! بعد الإنصات إلى الطرح اللغوي في الحملة الرئاسية الأخيرة، لا يمكن لومك إذا توصلت إلى هذا الاستنتاج. ولكنك ستكون مخطئا.

المبادئ الأساسية التي وضعها كل من دستورنا ولائحة إعلان استقلالنا، وهي مفاهيم المساواة والحرية والفصل بين الكنيسة والدولة، تبدو جميعها وكأنما جرى تجاهلها لصالح الاعتماد على عدم التسامح ونشر الخوف والإجحاف الديني.

إطلاق صفة «الآخر» على أي إنسان بناء على أصوله أو دينه أو عرقه طالما كان نقطة الانكفاء بدلا من تحليل جاد للقضايا.

منذ متى أصبح الإيمان بالله تعالى الفحص المخبري للرئاسة، بل وحتى للجنسية الوطنية؟

يوفّر آخر استطلاعات منتدى بيو حول الدين والحياة العامة، الذي قام باستطلاع 35000 شخص في فبراير/ شباط 2008، فيما يتعلق بالوضع الديني في أميركا، يوفر تفصيلا مفيدا للتنوع الديني في بلدنا، حيث عرّف 78 في المئة من المستَطلعين أنفسهم كمسيحيين، بينما ينتمي 5 في المئة منهم لأديان أخرى. إلا أن عددا معتبرا (16 في المئة) يصفون أنفسهم إما بالمُلحدين أو الأغنوستيين أو ببساطة «لا شيء بالذات». إلا أنهم جميعا أميركيون.

يتحدى التلميح بأن غير المسيحيين هم غير أميركيين المنطق والعقل بشكل كامل. التمييز المتخفي وراء الإجحاف الديني هو تمييز ويبقى كذلك.

بورِكْت بوجود مسلمين ومسيحيين وأغنوستيين بين أقاربي. وأنا متأكدة أن بإمكان الكثير من الأسر الأميركية الأخرى أن تدعي وجود نفس هذا التنوع، إن لم يكن نفس المجموعات الدينية، حول طاولة عيد الشكر في كل سنة كذلك.

وعلى رغم أن الإيمان والعمل الصالح يبقيان القيم الجوهرية للعديد من الأديان، إلا أنها في نهاية المطاف تشكل المجال الخاص لكل واحد وواحدة منا، بغض النظر عما إذا اخترنا أن نعترف بتبعيتنا الدينية علنا أو بصورة شخصية .

استطيع أن أقدم الليمونادة والبسكويت في اليوم المفتوح بمدرسة ابني اليسوعية إلى جانب أمهات من أديان مختلفة. ولأننا لا نطالب بالالتزام بتفاصيل أديان بعضنا بعضا، فإننا ببساطة نتحد معا من أجل الخير العام.

أليست شراكة الهدف هذه أساس الجنسية «الاعتراف الضمني بالقانون الذهبي؟».

أضافت ولاية أريزونا مؤخرا لوحة جديدة لأرقام السيارات على موقع دائرة المرور للولاية، وهي عبارة عن منظر جميل يظهر فيه الـجرف العظيم Grand Canyon ساعة الغروب، كتب عليه شعار «عش القانون الذهبي».

تشكل هذه اللوحة الخاصة يافطة متنقلة تمجّد قيمة مهمة هي «إفعل تجاه الآخرين ما تريدهم أن يفعلوا تجاهك»، وهو مبدأ حياتيّ تشترك به الكثير من الأديان.

تخيل الاحتمالات الممكنة في العدالة الاجتماعية المحسّنة والمشاركة المجتمعية وأعمال بسيطة من الخير لو أننا تبنينا جميعا هذا الشعار.

بول ايبنغر، المدير التنفيذي لحركة أريزونا عبر الأديان هو دائما آخر من يعرّف نفسه في كل اجتماع للمجلس. وهو يفعل ذلك بطريقة غاية في الجمال، بأن يفتح ذراعيه مرحبا، بعد أن يستمع لمجموعة متنوعة من المجموعات العقائدية تقدم ما عندها. يقول: «أنا بول، وأنا كل ما ذكر أعلاه». لا تستطيع أن تكون أكثر أميركيا من ذلك.

* نائبة رئيس حركة أريزونا عبر الأديان، ومؤلفة مشاركة لكتاب «دليل المراهق الأميركي المسلم»، والمقال ينشر بالتعاون مع «كومن غراوند

إقرأ أيضا لـ "Common Ground"

العدد 2313 - الأحد 04 يناير 2009م الموافق 07 محرم 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً