العدد 304 - الأحد 06 يوليو 2003م الموافق 06 جمادى الأولى 1424هـ

مبدأ تكافؤ الفرص

سيد ضياء الموسوي comments [at] alwasatnews.com

مبدأ تكافؤ الفرص مبدأ مهم ومطلب حضاري ليتحقق التوازن والعدل في المجمعات. إلا أننا في عالمنا الثالث دائما ما نعتقد وبسبب عقلية المؤامرة - ان طرح مثل هذا المبدأ يعد تآمرا على رغم أننا نرفعه في كل صغيرة وكبيرة كشعار دعائي. ومشكلة بعض المنتفعين في حرب معلنة على ما عاشوا عليه سنين. وهذا ما تركز في عقلية الكثير من المنتفعين الفاسدين في نظامنا العربي حتى أصبحت الدعوة الى ذلك صورة من صور الموت وتخطيا لكل الحواجز الحمر وعلى رغم كل ذلك لا يمكن لأي وطني منصف إلا أن يقف في صف هذا المبدأ فالدولة المتحضرة لم تصل الى التحضر إلا عبر ترسيخ هذا المبدأ.

ويبقى السؤال: هل بالامكان تشكيل وعي المنتفعين بذلك؟ هذا ما ستثبته الأيام المقبلة في كيفية التعاطي مع حرية الرأي.

ولعل من نافلة القول ان هذه الثقافة الفوقية هي ثقافة مازالت مركزة في عالمنا العربي ولكن هذا لا يعني عدم نقدها ولعل ما طرحه كتاب «السخرية السياسية العربية» لخالد القشطيني من حقيقة أو طرفة سياسية تعطي صورة واضحة كما طرح إذ يقول: «كان الوزراء بعد كل انتصار يستولون على كل ما يشتهون. أضخم المرتبات، أشرف المراتب، لكن أحدهم بقي مع ذلك تعيسا، لأن ابنه أحرز في امتحانه 99 من مئة فقط، فانتهره أبوه قائلا:

- لماذا لم تحرز علامة كاملة؟

- الذنب ليس ذنبي. وانما هو ذنب الذين منعوني من تقديم الامتحان!

طبعا عندما تتوسع الديمقراطية وتشتد الرقابة كثير من هذه المشكلات والتناقضات تقل وتضعف ولكن الرهان على النهج السلمي والعمل بوعي سياسي لأجندة واضحة يساعد أيضا على بلوغ الهدف.

وقد يلاقي المجتمع صعوبات كثيرة وسيلاقى حدودا خصوصا من قبل المنتفعين من نظام الامتيازات وتوزيع الحصص من تحت الطاولات أو الأبواب الخلفية ولكن عادة النوم الزائد للناس يساعد على ذلك أيضا وعلمنا التاريخ أن أصحاب التكويش من أصحاب النفوذ هم أول من يتحسسون من أي نقد أو من مساءلة موضوعية.

طبعا ليس خوفا على الوطن بقدر ما هو خوف على الراحة الطويلة والثراء السريع ولو على حساب قوت الفقير وسيرون كل نقد يريد أن يساهم في ترشيد وعي مبدأ التكافؤ دعوة غير وطنية ونقدا غير وطني وسيهمس التاريخ للعالم كلمة: لا عليكم فبالأمس عندما تحولت شبه الجزيرة العربية إلى حيث التغيير الايجابي صرخت قريش «لقد سحرهم محمد». واعتقد أن الاسلام يريد منا أن نجعل من كل مؤسسة وكل صحافة وكل حياة سحرا محمديا ما دام يحرك مبادئه.

الحقيقة دائما متهمة المصالح لن يفتأوا في تزوير كل كلمة صادقة ما دامت تهدد مصالحهم وسيعملون على تشويه العلاقة ما بين المؤسسات والسلطة

إقرأ أيضا لـ "سيد ضياء الموسوي"

العدد 304 - الأحد 06 يوليو 2003م الموافق 06 جمادى الأولى 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً