يغادر البحرين خلال شهر ستة من الطلبة البحرينيين الذين تم اختيارهم للابتعاث من قبل الحكومة الأميركية لدراسة الماجستير في جامعات الولايات المتحدة الأميركية، في الوقت الذي توقع فيه هؤلاء الطلبة أن يكون التعايش في المجتمع الأميركي صعبا بعد حوادث 11 سبتمبر/أيلول، إلا أنهم أكدوا استعدادهم لمواجهة هذا التحدي ومحاولة تغيير صورة العرب والمسلمين في نظر المجتمع الأميركي.
وكانت الحكومة الأميركية قد خصصت ست منح دراسية للطلبة البحرينيين لتقديم الدراسات العليا في جامعات الولايات المتحدة الأميركية في مختلف التخصصات، وتم اختيار ستة طلبة قدموا منذ العام الماضي ويبدأون العام الدراسي في سبتمبر المقبل، فيما يحق لباقي المترشحين التقدم بالطلبات للدراسة للعام الدراسي المقبل منذ الآن إذ ينتهي استقبال الطلبات في سبتمبر المقبل أيضا.
وفي لقاء عقدته الملحقية الثقافية في السفارة مع الطلبة الستة المبتعثين أجمعوا فيه على سعيهم لدراسة تخصصات متنوعة يحتاجها سوق العمل البحريني في الوقت الذي أكدت فيه اختصاصية الشئون الثقافية في السفارة دانة جواهري أن على الطالب الذي يتقدم لطلب البعثة بملء استمارة الطلب بعد أن يبحث عن الجامعات التي يرغب في الدراسة فيها والتخصص الذي يريده، ومن ثم عليه أن يضع أربعة اختيارات أمامه من الجامعات الأميركية التي يرغب في الدراسة فيها، وبعد قبول الطلب ترسل القوائم إلى المكتب الرئيسي في واشنطن والذي يقوم بالتواصل مع الجامعات لتقديم الطلبات والحصول على القبول، مشيرة إلى أن التنافس في الحصول على القبول في الجامعات كان شديدا نظرا إلى البطالة التي انتشرت في الولايات المتحدة هذا العام، ما دفع الكثيرين إلى تقديم طلبات الدراسات العليا.
وأشارت جواهري إلى أن البرنامج يهدف إلى تغيير المفاهيم بشأن الحياة الأميركية بتبادل التعليم والثقافة من خلال محاولة فصل المفاهيم السياسية عن الفن والثقافة والأدب والتعليم. وفي هذا الصدد أشارت جواهري إلى برنامج الدراسات البحثية المتخصصة الذي تستقبل فيه البحرين أساتذة متخصصين في مجال معين لعمل دراسات متخصصة، إذ تستقبل البحرين هذا العام أستاذا سينضم إلى جامعة الخليج العربي، وآخر سينضم إلى جامعة البحرين، وكلاهما سيقومان بالتدريس وعمل أبحاث متخصصة. وفي المقابل سيتجه أستاذان آخران من البحرين إلى الولايات المتحدة للقيام بدراسات أخرى مماثلة في المجتمع الأميركي.
والتقت «الوسط» بمجموعة الطلبة المبتعثين في اللقاء الذي أعدته السفارة الأميركية، إذ قالت إيمان سالاري التي تتجه لدراسة الشئون المالية في جامعة تكساس إنها كانت تدرس في الولايات المتحدة من قبل وتعودت على المجتمع هناك ولا تشعر بصعوبة كبيرة حدثت بعد 11 سبتمبر. مشيرة إلى أنها على اتصال مستمر مع أصدقائها هناك، والذين لديهم فضول كبير للتعرف على الإسلام والعرب ويملكون تفهما واسعا لذلك.
أما حسين عبدالنبي علي عبدالله الذي يعمل حاليا خبيرا كيماويا في شئون البيئة فقد اختار تخصص علم كيمياء البحار لدراساته العليا والذي عرفه بأنه العلم الذي يدرس العلاقة بين المركبات الكيماوية (بشقيها العضوي وغير العضوي) في البيئة البحرية ومدى تأثيرها وتأثرها في الكائنات البحرية والصفات الفيزيائية والجغرافية للبيئة البحرية. مشيرا إلى أن هذا العلم يهتم بوجه خاص بدراسة تأثير الملوثات البيئية على البيئة البحرية بدراسة تفاعل هذه الملوثات مع مياه البحار والكائنات البحرية والرواسب القاعية.
وأوضح عبدالله أنه اختار الدراسة في هذا المجال بعد أن رأى ما تعرض له الخليج العربي من التحديات البيئية بين حربي الخليج الأولى والثانية وما نتج عنهما من إنسكابات نفطية أثرت على جودة البيئة البحرية، كما تأثرت المنطقة نتيجة التمركز السكاني والصناعي على السواحل ما أدى إلى تسرب الملوثات البيئية من هذه الأنشطة وانعكس على جودتها. ويهدف عبدالله من خلال دراسته لهذا التخصص - والذي اعتبره من التخصصات النادرة في المنطقة - إلى أن يتمكن من نقل صورة صحيحة واضحة المعالم لمتخذي القرار في المملكة عن مدى تأثير ضخ الملوثات الكيماوية على بيئتنا البحرية.
أما زهير حيدر الذي سيدرس تكنولوجيا المعلومات في جامعة بوسطن فقد كان على اتصال مع السفارة منذ البداية للحصول على البعثة، ورغب في مواصلة دراسته العليا لأن التميز في العمل يتطلب شهادات عليا بعد أن امتلأ المجتمع البحريني بالخريجين، ويوافقه الرأي زميله عماد رجائي الذي يخطط للدراسة في مجال التجارة الالكترونية التي اعتبرها تخصصا سيكون مطلوبا بشكل كبير بعد سنوات قليلة. والتقت بالمجموعة الطالبة أمل المرباطي التي حصلت على درجة الماجستير في إدارة الأعمال من جامعة Old Dominion في الولايات المتحدة ضمن بعثات السفارة في العام 2000. وقدمت المرباطي نصائحها للطلبة الجدد في التعامل مع المجتمع الأميركي بجدية والتركيز على الهدف الرئيسي الذي سافروا من أجله وهو الدراسة والابتعاد عن المشكلات.
يذكر أن السفارة الأميركية تقدم برنامج «فولبرايت» للمنح والبعثات الدراسية الذي بدأه السيناتور ويليام فولبرايت منذ العام 1946، ويهدف إلى رفع مستوى الفهم المتبادل بين المجتمع الأميركي ونظيره البحريني في النواحي الثقافية والتعليمية. ويشتمل البرنامج على بعثات دراسية للدراسات العليا للطلبة من خارج الولايات المتحدة في مختلف التخصصات الأدبية والعلوم الإنسانية والاقتصادية والتجارية والعلمية والتكنولوجية والتعليم والصحافة ووسائل الإعلام.
ويحصل الطالب المبتعث ضمن هذا البرنامج على تغطية مالية لمدة سنتين من الدراسة للحصول على شهادة الماجستير أو الدكتوراه في أي من التخصصات سابقة الذكر والتي اختارها بنفسه، وتغطي المنحة المالية تكاليف الدراسة والكتب الدراسية والتأمين الصحي.
إلا أن على الطالب أن يتكفل بمصروفات السفر من وإلى الولايات المتحدة. ولتقديم الطلبات للحصول على هذه المنحة على الطالب أن يكون حاصلا على شهادة البكالوريوس أو ما يعادلها في أي من التخصصات من جامعة معترف بها دوليا، وأن تكون مهارته اللغوية في اللغة الإنجليزية ممتازة تحدثا وكتابة. كما أن عليه أن يجتاز امتحان التوفل (Tofel) بمعدل يفوق 575 الذي يقدم نظريا، وأن تكون لديه خبرة عملية لا تقل عن سنتين.
وتشرف على البرنامج السفارة الأميركية في البحرين وينظمه مكتب (Amid east) في العاصمة واشنطن، وعلى المتقدمين الحصول على البعثات الدراسية في العام الدراسي 2004 أن يتقدموا بطلباتهم للملحقية الثقافية في السفارة الأميركية في البحرين قبل سبتمبر/أيلول المقبل
العدد 305 - الإثنين 07 يوليو 2003م الموافق 07 جمادى الأولى 1424هـ