العدد 309 - الجمعة 11 يوليو 2003م الموافق 11 جمادى الأولى 1424هـ

مسرح القرية... اختناقات وفراغات قاتمة

منتدى «الوسط» وهموم المسرح البحريني في الأندية الصغيرة

مقولة «المسرح هو الحياة»، هي تجسيد للدور الذي يضطلع به المسرح قديما وحديثا في بناء الأمم والنهوض بها، فهو يقدم رسالة اجتماعية وثقافية وفكرية وأخلاقية تعالج أوجه النشاطات البشرية كافة، يبرز فيها الصوت والحركة والأداء الحي الذي يقوم به الممثل على خشبة المسرح وتأثيرات الإضاءة والديكور، فهو يعتبر (المسرح) بمثابة المرآة العاكسة للمجتمع التي تكشف الخلل قبل وقوعه. وعلى أرض هذه الجزيرة، تبلورت الحركة المسرحية ونشطت بشكل فاعل منذ بدايات القرن العشرين، مع ازدهار وتطور الحياة التعليمية والسياسية. وتعددت أشكال التعاطي مع المسرح، سواء انطلق من المسجد أو المأتم أو المدرسة أو النادي، أو بتعددية ألوانه ومدارسه.

وفي منتصف الستينات من القرن الماضي، برزت الحركة المسرحية في البحرين بشكل واضح وجلي ومؤسساتي. وتأسست النوادي الصغيرة - وغالبيتها في القرى - التابعة للمؤسسة العامة للشباب والرياضة، لتبدأ عطاءها الفني، وتحاول جاهدة استقطاب الجمهور والتأسيس لمسرح راقٍ، واستمر عطاؤها حتى المرحلة الذهبية لمسارح القرى في الثمانينات وبداية التسعينات. وفي فترة الحوادث التي مرت بها البحرين في العام 1994، أصاب هذه الفرق الشلل والجمود، وخفت عطاؤها بعد أن تخلت المؤسسة العامة للشباب والرياضة عن المهرجان المسرحي السنوي الذي تنظمه. ومنذ ذلك الوقت، ازدحم مسرح القرية بالهموم والمشكلات والصعوبات التي أرجعته قليلا إلى الوراء، على رغم اعتباره أحد الروافد المهمة في تخريج الكوادر المسرحية بشهادة واعتراف المسرحيين أنفسهم. وعن هذا الموضوع، وعن أسباب تراجع مسرح القرية عن العطاء في الساحة الفنية، والوضع الذي آل إليه، وهموم ومشكلات وتطلعات العاملين فيه، استضاف منتدى «الوسط» القاص والكاتب المسرحي حسن أبوحسن، المخرج وعضو مسرح أوال حسن منصور، والمخرج وعضو نادي بوري محمد الحجيري، وعضو مسرح الصواري محمد الصفار، وعضو فرقة نادي المعامير إبراهيم بودهوم.

هل يوجد ما يمكن أن يُطلق عليه مسمى «مسرح الريف» أو «مسرح القرية» في البحرين؟ هل هناك ظروف معينة يمكن أن تفرز هذا النوع من المسارح في بيئتنا الفنية والثقافية؟

- بوحسن: قبل التحدث عن «مسرح الريف» في البحرين، من المهم ذكر طبيعة الثقافة المسرحية السائدة لدينا. فمنذ العقد الثالث من القرن العشرين، ظهر جهد مسرحي أهلي وشخصي في تاريخ التجربة المسرحية المحلية، ولهذا الجهد قيمة مسرحية تنير بالعلامات البارزة فضاءنا الفني، ونذكر هنا مسرح الشاعر إبراهيم العريض الذي أسس للحركة المسرحية الحديثة. ومن الأعمال التي برزت في تلك الفترة على مستوى الخليج والوطن العربي، مسرحية «وامعتصماه»، و«بين الدولتين». كما نشطت في الثلاثينات تجربة المسرح المدرسي قبل تجربة العريض، وقدمت سلسلة من العروض الفنية منها: «امرؤ القيس»، و«أبوالقاسم الطنبوري»، و«ثعلبة»، و«داحس والغبراء».

«مسرح القرية»

ومع بداية تأسيس الأندية الثقافية في البحرين مطلع السبعينات، بدأت حركة مسرحية تنمو منطلقة من الأندية في العاصمة والقرى، وفي تلك الفترة تشكلت خصوصية لـ «مسرح القرية». ومع بروز الأندية الصغيرة، برز فن متميز وخاص بالقرية، ليست له خصوصية معينة. وبحكم جغرافيا البحرين، نلاحظ أن الأعمال قريبة جدا من الأعمال المقدمة في المسارح الأهلية، مع التركيز على الجوانب الاجتماعية المرتبطة بالقرية في «المسرح الريفي». نحن لسنا في دولة كبيرة، حتى نفرز نمطا معينا من المسرح. فالقضايا التي يطرحها «مسرح القرية» لها دائرة التقاء واسعة مع ما يطرح في المدينة.

هل خصوصية البيئة في القرية، تمنح خصوصية للمسرح المتولد عنها؟

- الصفار: طبعا توجد بيئة مختلفة نوعا ما في القرية عنها في المدينة، وقد تفرض نمطا معينا من التلقي مع الجمهور من حيث الخصوصية الاجتماعية، فبعض الموضوعات مثلا، قد تطرح في المدينة وليس بالامكان معالجتها في المسرح المنطلق من القرية، وذلك - بطبيعة الحال - لا يشكل نوعا مختلفا من المسرح لديه منهجيته العلمية وخصوصياته، إنما اصطلح هذا الأمر داخل القرية، فوجد مسرح في القرية وآخر في المدينة.

أنت توجد حاجزا بين نوعين من المسرح في البحرين، أحدهما يكون في القرية والآخر في المدينة... هل هناك فصل بينهما؟

- الصفار: مصطلح «مسرح القرية» ليست لديّ قناعة تامة به، هو غير دقيق وعلمي، وإنما اصطلح عليه لدواع جغرافية كما تفضل أبوحسن. ولكن ليس له تميز منهجي أو فكري.

- الحجيري: أختلف تماما مع ما طرحه الاخوان. إذ توجد خصوصية واضحة وجلية لمسرح القرية من الناحية العقائدية والتراثية الموجودة في البحرين، وذلك يمنحه مسمى «مسرح الريف» أو«مسرح القرية». فقضية الامام الحسين (ع) كانت تمثل مسرحيا في القرى لعقود طويلة، وهذا بحد ذاته مسرح له ما يميزه عن أقرانه. وكذلك كان الخطيب على المنبر يمثل هذه القضية بطريقة فنية، فعندما تستمع لبعضهم ممن له القدرة على جعلك معايشا للأجواء التاريخية. ولا أقصد هنا أسلوب اختلاف الطرح في الفروق بين «مسرح المدينة» و«مسرح القرية»، وإنما المكونات الأساسية التي تشكل ملامح المسرح المتكون في القرية هي للاعتبارات والخصوصيات التي ذكرتها مثل الأجواء الدينية والمحافظة الاجتماعية، ويبقى المسرح في النهاية واحدا.

مسرح واحد

- منصور: لا يوجد مسرحان منفصلان في البحرين، هما كيان واحد، مع الاعتبارات التي تميز القرية البحرينية. وما يقدمه الأخوة من سرد القضية الحسينية في عاشوراء، لا يعتبر مسرحا حقيقيا، بل هي «ظواهر مسرحية»؛ لأنه في غالبية ما يقدم من عروض، لا يتطور دراميا ولا ينتهج أصول المسرح، فالنص جامد لا يتغير. وأهل المدن هم أهل القرى، ولا توجد فواصل بينهم.

- أبوحسن: نحن مجموعة من الفنانين نمارس الفن، من دون حساسية أو اعتبار لنشوء الفرد في بيئة القرية أو المدينة. ربما بعض الأمور المرتبطة بالأعراف الاجتماعية، تدفع بالمسرح الى الاتجاه الى مسلك معين، مثل عدم امكان دخول العنصر النسائي في «مسرح الريف».

غياب الاهتمام

«الرسمي» بالمسرح

من خلال تجربتكم المسرحية في الأندية الصغيرة، لماذا قلّ العطاء المسرحي في الآونة الأخيرة؟ وأين يكمن الخلل؟

- منصور: في المقام الأول، أظن أنها أزمة مسرح عالمية، وليست مقتصرة على قطر أو دولة محددة لاعتبارات ليست محل الطرح الآن. والسؤال المهم، هل تعتني الدولة بشئون المسرحيين في البلاد؟ الخلل هو في عدم اهتمام وزارة الإعلام بالحركة الفنية وتحديدا فن المسرح. وبطبيعة الحال، إذا حدث ازدهار في المدينة، فإنه ينعكس على المسرح في القرية.

- الصفار: أشارك الزميل منصور رأيه. انجرت مشكلات المسرح لتعمم في القرية والمدينة. والانحسار الذي حدث للحركة المسرحية في الآونة الأخيرة بحاجة إلى جهد كبير لمعالجته ورجوع المسرح البحريني إلى أوج عطائه. وتفسير الموقف السلبي للدولة تجاه المسرح له ثلاثة احتمالات من وجهة نظري: إما أنها لا تعترف بوجود الفن والفنانين في البحرين، أو ربما الصورة قاتمة ومغلوطة لدى المسئولين عن وضع المسرح بشكل معاكس فلا يبادرون الى التغيير، أو هناك تعمد من قبل البعض لتهميش الحركة المسرحية لأغراض ومصالح شخصية.

وأعود بالأسباب أيضا إلى حالة التذبذب على المستوى السياسي، التي لم تستقر عند سقف معين. ففي البلاد لا توجد خشبة مسرح واحدة للعروض المسرحية! وقرار وزارة التربية والتعليم أخيرا بعدم منح الأندية والمسارح الأهلية صالات المدارس لتقديم العروض المسرحية يصب في تحجيم العروض المقدمة. فكيف يمكن تنفيذ برنامج مسرحي؟!

- إبراهيم بودهوم: خفت عطاء مسرح القرية لعدم توافر صالات العرض في الأندية على رغم وجود فرق شبابية عاملة ومنتجة ما يحدو بها إلى خوض تجارب فنية أخرى لصيقة بالمسرح، وهو ما جعل فرقة المعامير الفنية - التي أنتمي اليها - تفكر جادة في دخول تجربة انتاج فيلم تلفزيوني للتغلب على الصعوبات التي تواجه الانتاج المسرحي. ونوعا ما، لدي رضى عن النشاط المسرحي الموجود، ومع الوقت سيتطور.

تدريبات مسرحية

في «كراج»؟!

هل ظروف الانتاج المسرحي مشجعة في البحرين على العطاء الفني سواء في القرية أو المدينة؟

- الحجيري: الأجواء ليست مشجعة على الاطلاق! لك أن تتخيل أنني لجأت إلى استخدام كراج المنزل وتهيئته ليكون خشبة مسرح لتدريب فرقة مسرح نادي بوري، من دون أن تبادر الجهات المسئولة إلى توفير صالة متواضعة للعرض أثناء المشاركة في مهرجان الريف الثاني. وباعتقادي أن الخلل يكمن في هيكلة الإدارات الموجودة في مؤسسات القرية، إذ تجد أن المؤسسات المختلفة سواء كانت صندوقا خيريا، أو إدارة مأتم وموكب حسيني، أو ناديا، كل يتدخل في شئون الآخر. ولحل هذه المشكلة، أرى أنه لابد أن تكون هناك مؤسسة واحدة في القرية تمثل جميع الأهالي تخدم على المستوى الثقافي والاجتماعي. هناك أطراف في القرية تحاول الدخول في تجربة المسرح، لكن ليس بالشكل الصحيح، فهي تتطفل عليه وتشوه صورته لدى العامة من دون ادراك لما تفعل.

- أبوحسن: اهتمام الأهالي بالحركة المسرحية، باختلاف مواقعهم ومستوى ثقافتهم ووعيهم، دليل على وجود محبي ومتذوقي المسرح، وهم بحاجة إلى توفير الأرضية الصالحة لانتاج العمل المسرحي.

خلل معرفي

- الصفار: معرفة أين يكمن الخلل في توقف مسرح القرية عن مواصلة مسيرته وعطائه، مرتبط بالوضع السياسي والاجتماعي والثقافي في البلاد، ولا يمكن فصله عن السياق المعرفي والثقافي لدى الأفراد. إذ يعتبر المسرح البوابة الرئيسية للدخول إلى الجمهور والتي يقصدها السياسي والمثقف ورجل الشارع. ومع وجود محاولات من البعض لتسخير المسرح لخدمة الأهداف التي يريد تحقيقها، فإن الوجه الآخر الساطع هو أن الجميع يحترم المسرح كفن، ويحسب له ألف حساب.

- الحجيري: وما يؤكد ما تفضل به الاخوان، أن هناك قوى في المجتمع تحاول اخفات صوت المسرح. أضرب هنا مثالا حيا عاصرته شخصيا، وهو عندما طلبنا كمنظمين في «مهرجان القدس الثاني» القاعة الكبيرة في مركز البحريني الدولي للمعارض التي امتلأت حتى النهاية منحت لنا، ثم تفاجأنا في العام التالي عندما رُفض إعطاؤنا الصالة لمواصلة المهرجان.

ما الموضوعات التي يطرقها مسرح القرية؟ وهل توجد موضوعات «يُحظر» على المسرحيين، عموما، الخوض فيها؟

- أبوحسن: مع وجود الشفافية والانفتاح السياسي في البلاد، فإنه لايزال الكثير من المسرحيين يتردد في طرح الموضوعات السياسية الجادة ويفكر على الطريقة القديمة، وربما وجود الحاجز الذاتي يفرض قيودا على الطرح والمعالجة المسرحية.

- بودهوم: ركزت الأندية لفترة طويلة على القضايا الاجتماعية مثل مشكلات الزواج والبطالة، وابتعد المسرحيون عن مجابهة القضايا السياسية والفكرية.

سلم للصعود

هل تأثر مسرح القرية بتوجه المؤسسة العامة إلى الدعم السخي للمجال الرياضي، من دون الاعتبار للنشاط الثقافي؟

- أبوحسن: نحن نتعرض لهجمة شرسة من قبل مؤسسات حكومية يفترض بها دعم النشاط المسرحي، فبماذا يمكن تفسير توجه المؤسسة العامة للشباب والرياضة -وبلسان رئيسها الشيخ فواز بن محمد آل خليفة - إلى الرياضة باعتباره أن لها أولوية واهتماما، والثقافة هي من شئون وزارة الاعلام، وتجد الأخيرة تتنصل أيضا من تبني المواهب المسرحية، وبناء صالات المسرح، والاعتناء بالمسرحيين.

ومسرح القرية، استُخدم لفترة طويلة سلما للصعود إلى المسارح الكبرى، وبلوغ أهداف معينة. ويبقى مسرح القرية، مع كل ذلك، يفرخ الطاقات، ويبهر الآخرين بأعماله القيمة على رغم تواضع الإمكانات المتوافرة. نحن بحاجة إلى دعم الدولة المباشر، والتدخل لحل الشئون العالقة لدى مسرح القرية، بتسخير كل السبل والامكانات للارتقاء بما هو موجود.

- بودهوم: نعم، تأثر بشكل ملحوظ، وكان لنادي المعامير انجاز مشرف في الساحة الفنية، إذ شارك بالكثير من العروض المسرحية في المهرجان المسرحي السنوي الذي تنظمه المؤسسة. والتوجه الرياضي له عواقبه التي تعاني منها اليوم، ومجالس الادارات في الأندية تفضل النشاط الرياضي على حساب الأنشطة الثقافية، وبعض الأندية ينعدم فيها النشاط الأخير. كما توقف المهرجان المسرحي الذي كانت تنظمه المؤسسة العامة للشباب والرياضة بداية التسعينات ما انعكست آثاره السلبية أيضا على المسارح الأهلية. كان (المهرجان) رافد عطاء ومحركا لكثير من الطاقات الشبابية، وكان يخلق جوا تنافسيا يطور من أداء ومستوى الحركة المسرحية في البحرين.

مسارح الأندية

والمسارح الأهلية

ما العلاقة التي تربط مسارح الأندية الصغيرة بالمسارح الأهلية التي قادت لسنوات طويلة مسيرة الحركة المسرحية في البلاد؟

- أبوحسن: العلاقة بين المسرَحين اهتزت، ولم تكن كقوة السابق. كان فنانو المسرح الأهلي يقومون بزيارات دورية للأندية، ويتم تبادل الخبرات إلا أنه تراجع التعاون بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة.

- الصفار: استقطب مسرح الأندية ممثلين هم اليوم رواد التجربة في البحرين. ولا يوجد حاجز يفصل بين مسارح الأندية والمسارح الأهلية. نحن بحاجة إلى جو اجتماعي صحي وعلمي لتأسيس القاعدة الصحيحة لانطلاق المسرح. والاجتهاد بشكل شخصي لن ينفع من دون التلاقي مع التجارب الأخرى سواء في مسرح القرية أو المسارح الأهلية. سفينة «المسرح» توقفت، وهي بحاجة الآن إلى من يخرجها من المأزق الصخري التي علقت فيه.

- الحجيري: أجواء العمل المسرحي في المسارح الأهلية أكثر صعوبة منها في الأندية الصغيرة. وتتكرر المشكلات الإدارية من دون تغير الوجوه وتجديد الدماء العاملة فيها. المسرح الأهلي يكون لدى الممثلين في مسارح القرية، بمثابة الطموح والأمل الذي سيخرجهم من العتمة... ولكن عندما يصلون إليه يفاجأون بالمشكلات نفسها التي كانوا يعانونها، ولا أجد فرقا كبيرا في المستوى الفني بين ما يقدم في الريف والمسارح الأهلية، وانما الاختلاف في نوع التجربة، والخصائص والتسهيلات المتوافرة لكل منهما. فبينما تتوافر موازنة سنوية لدى الفنيين في المسارح الأهلية بدعم سخي من وزارة الإعلام، يكافح نظراؤهم في مسرح القرية لابقاء النفس الأخير في غياب الدعم المادي، على رغم أن كلا المسرحين يؤديان الرسالة النبيلة نفسهما ولهما الأهداف نفسها.

- منصور: اعتمد المسرحيون في رفد الساحة الفنية بالطاقات الجديدة على التواصل مع المسرح المدرسي وليس فقط مسارح الأندية. والمسرح المدرسي، الذي يعتبر رافدا مهما للحركة المسرحية، يعاني من أزمة حقيقية على مستوى الكوادر التعليمية التي تفرض منهجا بعيدا عما هو أكاديمي ويخدم المسرح. فعندما تقوم مدرسة مثلا بعمل «اسكتش مسرحي» تطلب من طالباتها تنفيذ العمل، فإنها تجتهد في ذلك من دون الاستناد والرجوع إلى المسرحيين الذين بإمكانهم تطوير هذه التجربة، وممارستها بشكل طبيعي يضمن عدم تشويهها، بل يتعدى ذلك إلى تخريج كوادر الممثلين الصالحين لتقديم الأعمال الجادة.

مسرح أهلي في القرية

هل مازالت فكرة تأسيس مسرح أهلي لقرى الأندية موجودة كما كان يتداول في السنوات الماضية؟ هل تؤيدون هذه الفكرة؟

- أبوحسن: بدأت كفكرة، ومازالت فكرة، وستبقى فكرة طالما نحن في الوضع المسرحي الموجود. يوجد غليان مسرحي في الريف، وعلى ضوئه نبعت فكرة تأسيس مسرح اهلي يحتضن الطاقات الشبابية ويوحد الجهود في الساحل الغربي يضم قرى: بوري وعالي وكرزكان ودمستان والهملة والمالكية وصدد وداركليب، وأضيفت قريتا كرانة والمعامير. وحتى اليوم لم يحدث شيء ملموس بخصوص ذلك.

تأثير الاتجاهات الفنية الحديثة

هل تلعب الاتجاهات الفنية الحديثة لدى بعض المسارح الأهلية دورا في إقصاء مسرح القرية؟

- الصفار: حين تتبنى خطا أو اتجاها معينا في المسرح، من الطبيعي أن يوافقك الآخرون أو يرفضون، ولكن ذلك غير موجود حاليا، فلا يوجد من يعارضك أو يتفق معك، وهي حالة مرضية. ونتيجة الاحباط العام، وعدم القدرة على المواصلة، الحصان تعب، ولا يوجد مكان أصلا ليعدو فيه.

- أبوحسن: التجارب الجديدة التي تتبناها بعض المسارح الأهلية، ومسرح الصواري مثالا، أضافت فضاءات جديدة إلى المسرح، وأشعلت شموعا مضيئة حتى الآن على مستوى المسرح العالمي، وأعطت تصورا جديدا للمسرح، باستخدام العنصر القصصي وتقديمه في قالب مسرحي، وقد قال الفنان المسرحي عبدالله السعداوي: «استخدموا كل الحواس، وليس فقط النظر».

لماذا المرأة ما تزال مبعدة عن الأعمال المسرحية في القرية، وتلتف حولها حلقة من النار؟

- الحجيري: توجد فرق مسرحية نسائية خاصة في القرى تحضرها النساء فقط، وتحاول أن تطور من نفسها. واجابة على سؤالك، بعض الفنانين لا يحترم المرأة، فهناك استغلال سيئ لها، لذلك حدث عزوف لدى كثير من النساء من خوض التجربة المسرحية في ظل الأوضاع الراهنة. ولابد من وجود ضوابط محددة وواضحة مثل لبس الحجاب مثلا.

- الصفار: وجود نماذج من الفنانين أخفقت في اعطاء المرأة مكانتها، لا يمكن تعميمه على جميع الفنانين، ولا يعني ذلك انتقاصنا لحق المرأة في خوض التجربة المسرحية. وباعتبارها الجزء المكمل للرجل، أرى أن الخلل يكمن في نظرة الأفراد إلى المسرح بالأساس واحترامهم لها، فالمرأة لاتزال تخضع للقيد الرجولي.


ماذا قالوا في المنتدى؟

- محمد الصفار: حصان «المسرح» تعب، ولا يوجد مكان يعدو فيه...!

- حسن أبوحسن: فكرة تأسيس مسرح أهلي لأندية القرى بدأت كفكرة، ومازالت فكرة، وستبقى فكرة!!

- حسن منصور: إجابة أين يكمن الخلل...؟ هي أزمة مسرح عالمية ولا تقتصر على قطر معين.

- محمد الحجيري: «مسرح الريف» له خصوصية من الناحية العقائدية والتراثية.

- إبراهيم بودهوم: تعبنا من هموم المسرح في القرى... فاتجهنا إلى تجربة تلفزيونية

العدد 309 - الجمعة 11 يوليو 2003م الموافق 11 جمادى الأولى 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً