العدد 310 - السبت 12 يوليو 2003م الموافق 12 جمادى الأولى 1424هـ

«عجز الرجل» و«الإهمال» أهم أسباب خيانة المرأة

علم النفس: الرجل مسئول عن خيانة زوجته (2-2)

لا نستطيع إنكار أن بعض النساء دخلن معترك الخيانة الزوجية، سواء كان دخولهن بإرادتهن أم ان هناك ظروفا خاصة أفرزت ملجأ (في صورة رجل) تهرب إليه المرأة، عندما تضيق الحلقة حولها، ويشتد خناق الزوج وضغوط الحياة، وفي محاولة للهروب من كل شيء تلقي هذه المرأة بكل مشاعرها على أعتاب أي رجل يستطيع أن يعطيها شيئا مما تفتقده.

هذا ما يحدث في أكثر الأحيان وفقا لاعترافات الزوجات، ولكن هذا أيضا لا يعني أن المرأة دائما تدفعها الضغوط التي تعيشها إلى الخيانة، لأن هناك نساء يخن لمجرد الخيانة (شيطنة)، وعلى رغم قلة هذه الحالات فإنها موجودة على أي حال.

وهناك أيضا نساء لا يخن أبدا مهما غرقن في الهموم، ومهما حاصرتهن الضغوط، بل يفضلن الموت على الوقوع بين أنياب الخيانة.

نساء يعترفن بخيانتهن، ويعتقدن- على رغم الندم على حد قولهن- أن خيانتهن ما هي إلا تحصيل حاصل للحياة البائسة التي لا يستطعن رفضها، فيتحول هذا الرفض الصامت إلى تحدٍ لمعاملة الزوج.

بعضهن يشعرن أن هذه الخيانة حق من حقوقهن في ظل حياة مع زوج يرفض طلاقهن، ويجبرهن على المعاشرة.

ما أهم أسباب الخيانة؟ ماذا قالت النساء في جلسات الاعتراف؟

لا يعرف كيف يعاملني

«س. أ» (متزوجة منذ 10 سنوات)، تقول: تزوجت بالطريقة التقليدية، كنت صغيرة لا أعرف شيئا عن الحياة الزوجية، سوى (شغل البيت، وتربية العيال)، كل ما طلبته من زوجي أن يتركني أواصل عملي كموظفة للبدالة في إحدى الشركات، ووافق زوجي لأن راتبه كان ضعيفا، وكان يأمل في راتبي لأساعده على المعيشة.

واستطاع زوجي في فترة بسيطة أن يجعلني طوع يديه، أوامره دائما مجابة، لا أستطيع أن أسأل عن سبب رفضه لأي مطلب أريد، لا أفهم حتى لماذا يرفض ومتى يوافق؟ ومرت السنوات وكبرت، بدأت أشعر بالذل والانكسار وزوجي يتعمد أن يجرح مشاعري، ويسخر مني أمام أولادي، كثيرا ما كنت أخجل من أولادي، لم أكن أشعر بأية سعادة، إلا وأنا في عملي، أرد على المكالمات الهاتفية، كنت أشعر أن هناك من يحترمني على الخط الآخر.

وسمعت صوته لأول مرة يطلب أحد الموظفين، ثم تكرر صوته، وشعرت أنه يتعمد تكرار الاتصال، في أوقات يعرف أن الموظف الذي يسأل عنه خارج الشركة، فهذا الموظف ممثل للمبيعات، ويتطلب عمله الخروج كثيرا من المكتب، وفي أحد الأيام قال لي إنه يتكلم من أجلي وليس من أجل صديقه، وسريعا أغلقت الخط، وشعرت في هذا اليوم برغبة في سماع صوته مرة أخرى، ولكنه لم يتصل. ازداد شوقي إليه، ومن زوجي ابتعادا.

أصبحتُ كاذبة

أجلس ساعات في شرود تام، حتى أولادي لا أسمعهم، وبعد مرور أسبوع عاد ليتصل مرة أخرى، ووجدتني أتجاوب معه، فقد كنت على استعداد لقبول العلاقة إذا كان هذا هو الحل في عدم ابتعاده عني.

وبدأت علاقتنا، وطلب مقابلتي وكانت لدي لهفة للقائه، وفي كل مرة كنت أشعر بلهفة أكبر. أتعذر بأي سبب حتى أراه، فيوما أذهب مع صديقتي الى الطبيب، ويوم آخر أستأذن من العمل، أنا الذي لم أعرف الكذب في حياتي، أصبحت كاذبة، وأصبحت أتحايل على أي شيء من أجل أن أرى هذا الرجل، الذي عرف كيف يعاملني، وكيف يفهمني.

نعم «معه فقط» أشعر بأنوثتي، معه أجد نفسي، هذا الرجل متزوج وله ولد وبنت، يقول إنه لو لم يكن متزوجا لتزوجني على الفور، تعبت من خيانة زوجي، تعجبت من نفسي وأنا أطلب الطلاق بشجاعة. قلت له: أنت لم تعرف كيف تعاملني طوال هذه السنوات، أريد الطلاق. فقام ليضربني وأخذ يصرخ وهو ينادي على أطفالي: أمكم تريد أن تترككم من أجل رجل آخر، طلبت الطلاق أكثر من مرة، لأنني لا أريد أن أعيش بوجهين، ربما لا يتزوجني الآخر، ولكن أيضا لا أستطيع أن أعيش مع زوجي، نعم أخون زوجي، ولكنه هو من يدفعني إلى الخيانة، بإصراره على عدم تطليقي.

لست نادمة!

هي من ذلك النوع الواثق من نفسه إلى حد التعالي، جميلة ذلك الجمال المبهر، لم تحاول أن تجمّل الكلمات، ولم تحاول أن تبدأ بمقدمات، بل قالت بكل ثقة: أنا أخون زوجي، ولست نادمة على خيانته، زوجي لا يتودد إليّ إلا في السرير، يعتقد أنني مجرد مقعد اشتراه في البيت، لا يعرف عن احتياجاتي شيئا، يعتقد أن كل شيء المادة، لم يرغمني أحد على الزواج منه، بهره جمالي، وقرر أن يشتريني، ولم أتردد أنا على رغم معرفتي بأنني سأكون زوجته الثانية.

بعد الزواج اكتشفت أن زوجي لا يعرف أن يخاطب قلبي، المعاشرة الزوجية هي أهم ما لديه، ومجرد أن يستمتع هو يبتعد عني كما لو كان لا يعرفني، يرفض الإنجاب، لأن لديه أبناء، ويدّعي أن الحياة أمامنا، وأنني لابد أن أفكر في الاهتمام به وحده.

يتركني أسابيع بحجة عمل خارج البلاد، لا أشعر معه أبدا انني زوجته، أشعر بغربة في هذا البيت.

وكان لابد أن يكون هناك رجل آخر يعوضني عن حرماني العاطفي، لست نادمة على خيانة زوجي، وكما هو من حقه أن يستمتع بي في أي وقت يشاء، من دون أن يهتم بمشاعري، فأنا أيضا من حقي أن أعيش.

جزاء الخير

«س. ن» تقول: زوجي كافأني على وقوفي بجانبه، وتحمّل ظروفه الصعب، لم أهتم بفارق المستوى بيننا لأنني أحببته، ولم أشعره يوما بأي فارق بيننا، وكانت الصفعة قوية عندما اكتشفت خيانته لي على رغم كل ما فعلت؟ هذا هو جزاء الخير الذي فعلته، يجرحني في كرامتي، وينسى كل ما فعلت؟

نعم خانني وأنا لم أقصر يوما في حقه، وضغطت أسرتي عليّ حتى لا أتطلق، وعشت مع زوجي على رغم إرادتي، من أجل أولادي، من أجل نظرة المجتمع واصلت حياتي، وأنا أشعر بغصة في قلبي.

والتقيت به، لم اسع إلى هذا اللقاء، ولكنه حدث. اهتمامه بي، حديثه معي، بذل كل ما يستطيع من أجلي، جعلني أحبه، نعم أحببت فيه الرجل الذي يعطي بلا حساب، أحببت فيه ما افتقدته في زوجي، لم تصل علاقتنا إلى الخيانة المتعارف عليها، ولكن لا نقوى على الابتعاد، حاولت كثيرا الابتعاد عنه من أجل أولادي ولم استطع، لا أعرف ماذا يخبئ لنا الغد، ولكن ما أعرفه أنني لن أتنازل عنه بإرادتي.

لا أُطيق معاشرته

قالت وهي تبتسم: لا تكتبي حتى رموزا لاسمي، أشعر أنني سأفضح نفسي، عرفته في الجامعة. كان معيدا يدرسنا إحدى مواد التخصص، يتحدث في كل شيء، مثقف إلى درجة كبيرة، بهرتني ثقافته، وكنت أشعر وهو يخصني بالاهتمام انني الفتاة المتميزة التي لفتت نظره، وعندما طلب أن يتقدم لأهلي، شعرت انه اليوم الذي أنتظره، وتزوجنا سريعا فقد كان كل شيء شبه جاهز، وذهبت لأعيش معه في شقة صغيرة، وفوجئت بهذا الشاب المبهر في الجامعة، كم هو قبيح في البيت، دائما أشعث الشعر، أسنانه لا يغسلها إلا وهو مستعد للخروج، العطورات لا تفتح إلا في المناسبات، حتى الاستحمام يؤجله حتى أملّ من الكلام، أتقزز من أسلوبه في الأكل، فهذا الرجل الذي درس أربع سنوات في الخارج لم يتعلم حتى كيف يأكل؟!

في غرفتنا اكتشفت أنني تزوجت رجلا آخر غير الذي عرفته في الجامعة، نعم فليس معقولا أن يكون هذا الرجل الذي يشخر طوال الليل، والذي يعتبر الاستحمام رفاهية هو من بُهرت به؟!

جامدة وباردة؟!

وتطلق زفرة حارة، وهي تقول: حاولت معه كثيرا بلا فائدة، ولم أعد أطيق معاشرته، تحولت إلى كائن جامد وبارد بلا روح، أحاول أن أغلق أنفي أثناء المعاشرة حتى لا أشم رائحته، لا أشعر بأي تجاوب معه.

غضبت في بيت والدي عدة مرات، وفي كل مرة يتعهد أمام أسرتي بأن يهتم بنفسه، أيام معدودة (وتعود حلمية إلى عادتها القديمة).

أصبحت أبحث في كل رجل ألتقي به في العمل عن رائحة عطر، عن أية ملامح للنظافة الحقيقية، ووجدتني أقيم أكثر من علاقة، لا أعرف لماذا؟ كنت أحاول أن أنسى مظهر زوجي في الآخرين، ولكنني فشلت، وأنا اليوم في طريقي إلى المحاكم لأرفع قضية على زوجي، أسرتي كلها تقف ضدي من منطلق أن زوجي رجل طيب، وأن كل إنسان لا يخلو من العيوب، تركت البيت وجلست لدى صديقة لي، ولا أعرف هل سأحصل على الطلاق أم لا، ولكنها محاولة حتى لا أخضع لهذه السلبية.

يدفعني إلى الرجال

قالت بمرارة: تتحدثون عن خيانة المرأة لزوجها ـ للأسف ـ أنتم في الصحافة لا تنصفون المرأة مثلكم مثل المجتمع الذي يعتبر خيانة المرأة جريمة لا تغتفر، ويربت على كتف الزوج حين يخون زوجته، ويعطيه عشرات الأعذار، كما لو كانت الخيانة حقا من حقوقه.

تزوجت وأنا في المرحلة الثانوية. كنت جميلة وأمتلك حيوية تميزني عن زميلاتي، ولكنني لم أكن أحب التعليم وهذا ما جعل أسرتي تزوجني لأول طارق، ولم أكن أعرف أنني تزوجت من رجل يريد أن يستغل جمالي؟!

في البداية جعلني أشعر أنني ملكة متوّجة حتى أحببته من كل قلبي، ثم وجدته يشجعني على ارتداء الملابس القصيرة والمثيرة عندما يزورنا من يزعم انهم أصدقاؤه، وكان يزعم أنه يريد الجميع أن يعرفوا أنه متزوج من أجمل الجميلات، ولأنني كنت صغيرة صدقته، بل وفرحت وأنا أراه يأتي لي في كل يوم بموضة، وبدأت جلسات القمار والمنكرات وشرب المسكرات في البيت، ومطلوب مني أن أجامل الجميع! رأيته وهو يرى أحد أصدقائه وهو يغازلني بشكل فاضح، وهو صامت بل ويبتسم مشجعا في كثير من الأحيان، وعندما سألته لماذا يصمت على هذه التصرفات؟ جلس يشرح لي أنه حتى نصل إلى ما نريد من مستوى، لابد أن نتنازل قليلا، وأن المرأة الذكية هي من تعرف كيف تأخذ ولا تعطي شيئا.

الكرة في ملعبي

احتقرته وهو يتنازل عني من أجل مصلحته، ووجدت أنه ألقى بالكرة في ملعبي، ولم أكن أريد العودة للعيش مع أسرتي، وقررت أن أدخل اللعبة وأستفيد منها أنا، ودخلت اللعبة ومن رجل لآخر، وزوجي يستفيد من ورائي، ثم قررت أن أستفيد وحدي فأصررت على الطلاق بعد أن أعطيته شيئا من المال حتى يطلقني، ولم أستطع أن أكون مخلصة لرجل واحد، فالرجال في رأيي كلهم خونة ولكن بأسلوب مختلف.

هذه بعض اعترافات نساء وقعن في بئر الخيانة، لا نستطيع أن نجزم أن قصصهن صادقة تماما، ولكن يبقى الرجل له دور في أخطاء المرأة، يشاركه ضعف الإيمان، وأخطاء التربية.

انعدام الحوار

ماذا يقول علم النفس عن أسباب الخيانة الزوجية؟ في الندوة العالمية للشباب الإسلامي - نُشرت في أسرة المستقبل - يقول أستاذ علم النفس يحيى الرخاوي: إن انعدام الحوار بين الطرفين أحد الأسباب القوية للخيانة الزوجية، فإذا تحدث كل طرف إلى الطرف الآخر عن همومه ومشكلاته، فإن الحلول قد تكون سهلة، وتتركز أسباب خيانة المرأة في عجز الرجل عن الوفاء بالتزاماته الزوجية مع تعنته الشديد في الإمساك بزوجته وعدم تسريحها بإحسان، والسبب الثاني يكمن في إهمال الزوج لزوجته وجرحها بالقول أو الفعل».

ليست المعاشرة وحدها

ماذا عن رأي الدين في هذه القضية، ومتى يمكن أن نصف الزوجة بالخيانة؟

يقول الشيخ حسين نجاتي: «طالما أن هناك عقد زواج بين رجل وامرأة فإنه ليست معاشرة المرأة الجنسية لرجل غريب فقط هو ما يعدّ خيانة، بل إن أية مقدمات لهذه المعاشرة تعدّ خيانة زوجية، وإن لم تقع المعاشرة الجنسية».

ويضيف: «إن هناك واجبات وحقوقا حددها عقد الزواج، وإذا أخلت المرأة بما كُتب في عقد الزواج تعد خائنة لزوجها. وبالنسبة إلى المذهب الشيعي فللرجل حق على المرأة في أمرين: وهما المعاشرة الجنسية، وألا تخرج من بيته إلا بإذنه».

ونحن نقول كلمة أخيرة: إن الخيانة الزوجية مهما كانت أسبابها، ومهما كان الخائن: الزوج أم الزوجة، فهي تقود إلى دمار الأسرة، والدمار لا يعني الطلاق، لأن الطلاق أحيانا يكون نجاحا وليس فشلا، ولكن الدمار الحقيقي الذي يُدمي القلب أن تعاشر المرأة رجلا وهي تتمنى غيره، وأن ينجب الرجل من زوجته أطفالا لا يعشقهم، لأنه يرفض أمهم، والمفروض أن تكون بينهما مودة ورحمة كما قال الله سبحانه وتعالى في كتابة العزيز

العدد 310 - السبت 12 يوليو 2003م الموافق 12 جمادى الأولى 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 4 | 1:22 ص

      خيانة المرأة لزوجها سببها الزوج نفسه لأنها لا تشعر بانوثتها معه فتبحث عمن تجد فيه انوثتها

    • زائر 3 | 3:33 ص

      الخيانة ليست حالة طارءة على الانسان

    • زائر 2 | 6:51 ص

      الخيانة سببها الوحيد ضعف الوازع الديني والبعد عن الله ثم التربية السيئة منذ الصغر

    • زائر 1 | 11:22 ص

      اللهم اني أسألك حسن الخاتمه

اقرأ ايضاً