العدد 310 - السبت 12 يوليو 2003م الموافق 12 جمادى الأولى 1424هـ

رسائل «كشكول»

غازي المرزوق comments [at] alwasatnews.com

قد أعطي وعدا شفهيا لأحدهم بأن موضوعه سينشر في الغد، وتشاء الظروف المهنية أن تؤجل الصفحة لأصحو باكرا على اتصال منه يبوخني لعدم نشر الموضوع ويحمد الله أنه كشفني على حقيقتي من أول مرة لأنني أستخدم أسلوب المراوغة؟! على رغم أني لم أعلم عن تأجيل الصفحة إلا منه شخصيا. وللأمانة حتى كتابة هذا العمود تم تأجيل أحد الموضوعات ـ التي نشرت أمس ـ أكثر من ثلاث مرات والسبب يشترك فيه جميع الأطراف، فالقارئ يريد نشر رسالته في يوم عمل في حين أن الصفحة تؤجل وغالبا ما يكون ذلك يوم الأربعاء فيمر يوما الخميس والجمعة ثم تنشر يوم السبت وبذلك تظل الرسالة أكثر من أسبوع لاعتمادنا مبدأ الأولوية.

وإن أنسى بعض الأمور فلا أنسى طلب أحد القراء ـ سامحه الله ـ حين أراد استخدام الصفحة كاملة لنشر مشكلته فقط والصور التابعة لها والأوراق الثبوتية، وعندما أخبرته بأن ذلك غير ممكن، أجابني: هل هذه «الوسط» التي تتحدثون عنها؟ أين المبادئ التي كنتم تزعمون الدفاع عنها؟! ناسيا أننا مقيدون حتى بعدد كلمات كل مقال فضلا عن الصور.

مع إشراقة كل صباح وانقضاء كل مساء علينا في الصحيفة أن نتفقد بشكل دائب جهاز الفاكس والبريد الإلكتروني لنفاجأ برسائل تم نشرها، ولكن صاحبها مازال يرسلها من دون أن يتابع الصحيفة للتأكد مما نشر، وليلقي اللوم علينا في تأخير نشرها.

كما أن البعض يقرأ خبرا أو تحليلا لا يعجبه في إحدى الصحف المحلية، وحين لا يجد الفرصة للرد عليه في الصحيفة نفسها يقوم بإرسال الرد إلينا ويجب علينا نشره لأننا صحيفة مستقلة وتهمنا مصلحة المواطنين، والبعض يوقت نشر مقاله في الصحف المحلية جميعها في يوم واحد وينفي لنا علمه بذلك، ويصرح للآخرين بأن الصحف تتسابق إلى نشر مقالاته؟!

كل ذلك يهون لأنه تصرف بحسن نية، إلا أن الذي يثير الاستغراب أن يقوم البعض بإرسال شكوى مستخدما اسم زميله في العمل ورقمه الشخصي غير ملتفت إلى عواقب ذلك، ولا يعلم أننا لا ننشر أية رسالة بهذا الخصوص إلا بعد التأكد من صاحبها ومن الجهة الـمُدعى عليها بل قد نقوم في بعض الأحيان بالاتصال للتأكد من بعض المعلومات في الرسالة إذ لا تنشر الرسائل على عواهنها، وهناك من يرسل رسالة مطولة من دون كتابة اسم أو عنوان المرسل، وطبعا هذه الرسالة لا ترى طريقها للنشر لأنها رسالة غير مستوفية الشروط.

وهناك من يحاول إيقاعنا في مشكلة مع بعض الأطراف بتصرفات غير مسئولة وصبيانية كإدخال بعض الكلمات أو الشفرات بمعنى أصح، وهناك من يستخدم أسلوب اللمز والغمز في كتاباته ليصل بالتالي إلى غرضه المنشود ولو على حساب الآخرين.

إننا في الصحيفة نبدي كل الرغبة في مد يد العون للجميع، على رغم أن ذلك قد يكون على حساب راحتنا، ولكن قد نتعرض لظروف صعبة نستغرب أن يطلب معها أحدهم متابعة موضوعه، وهذا ما تمّ.

إذ اتصل بي أحدهم وأنا في المستشفى للعلاج ولما لم يجد جوابا أتى زائرا إلى المستشفى سائلا عن مشكلته ولِمَ لَمْ تنشر وهذا أغرب ما حدث معي، ولكن ما هوّن الخطب أنه عرض عليّ المساعدة...

قارئة أخرى طلبت موعدا للتحدث عن مشكلتها فأعطاها موظف الاستقبال الأوقات المناسبة وهي إما صباحا وإما مساء، لكنها لا تتمكن لارتباطها بدراسة ودوام، وتريد الحضور وقت انتهاء الدوام «لأنها فرغت للتو من تنويم أطفالها»، فما العمل؟

وهنا نورد بعض الشروط الواجب توافرها في الرسالة وأهمها وضوح الخط، والكتابة على وجه واحد من الورقة فقط مع ترك مسافة بين السطور، وإذا كانت مرسلة عبر الفاكس فيجب أن تكون الورقة بيضاء وليست مسطرة، كما ننبه على أهمية اختصار الرسالة إذا كانت مقالا وليست شكوى.

نتمنى من القراء الأعزاء أن يتقبلوا هذا الانتقاد «الساخر» برحابة صدر، الذي ما بحت بها إلا رغبة في الارتقاء بمستوى الصفحة لتحقق ما أُريد لها من تواصل مع قرائها وإيصالا لصوتهم إلى المسئولين، مع يقيني بحتمية وجود أصناف وأنماط من البشر يبدر منهم ما هو طريف تارة وما هو مزعج تارة أخرى... وللّه في خلقه شئون

العدد 310 - السبت 12 يوليو 2003م الموافق 12 جمادى الأولى 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً