العدد 313 - الثلثاء 15 يوليو 2003م الموافق 15 جمادى الأولى 1424هـ

لقد بدأ الصحاف يتذكر

يتفق الكثير على أن وزير الإعلام العراقي السابق محمد سعيد الصحاف قد خطف الأضواء يوما وأصبح أشهر وزير إعلام. هذا «الصحاف» الذي كان يكذب حتى يصدقه الناس قد ظهر قبل أيام على إحدى الفضائيات العربية وكلما سئل عن شيء ذي أهمية ردد عبارة لا أعلم. الناس تعرف أنه يعلم الكثير عن المهزلة التي صنعها وسيده صدام وانتهت بالعراق إلى المصير الأسوأ، ورجاله والبعث وأفكاره الشريرة في تراب العراق الذي تشرب من دماء العراقيين على أيدي الطاغية. فقد أكد حين وصوله الى ابوظبي أن صدام موجود بالعراق وهذا ما كان يعطيه جواب «لا اعلم» عندما كان بالعراق. الصحاف قال إنه كان موظفا برتبة وزير إعلام وليس عضوا في البعث، وإنه كان ينفذ تعليمات القيادة فيما كان يطلقه من تصريحات ضد الأميركان. هذا كلام مهم فهو يعترف لأول مرة بأنه كان يكذب، ولم يقل الحقيقة ولا حتى كلمة واحدة فيها وانه هو الطرطور! الرجل لم يكن شجاعا، على الهواء يقتل ويأسر ويدمر أسلحة الأميركان. إنما كان يحفظ نفسه من غضب سيده الذي كان يمكن أن ينتهي به إلى أحد القبور الجماعية.. وهذا ما نعذر فيه الصحاف، لكنه يبقى في خانة الاذلاء الذين صنعوا الفرعون وجعلوه يتفرعن... أما حديثه عن مبادرة الشيخ زايد وأن العراق أخطأ برفضها... فهذا من قبيل الكلام الذي لا يقدم ولا يؤخر، لكن ليته أسدى تلك النصيحة لسيده... أم يكون اكتشف خطأ القيادة عندما كان في الطائرة ضيفا على العاصمة صاحبة المبادرة مثل صاحبه محمد الدوري الذي كان يقول أنا سفير العراق وشعب العراق ولست سفير صدام، وكأن الحقيقة قد ظهرت الآن مع كل حديث يدلي به عن صدام الدكتاتوري.

حسين علوي

العدد 313 - الثلثاء 15 يوليو 2003م الموافق 15 جمادى الأولى 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً