العدد 2608 - الإثنين 26 أكتوبر 2009م الموافق 08 ذي القعدة 1430هـ

إذكاء الطائفية... المسمار الأخير في نعش السكينة

أحمد الصفار comments [at] alwasatnews.com

-

لا أحد يعلم إلى أين يسير مركب هذا الوطن وفيه من يعبث بسلمه الأهلي، وروابطه الاجتماعية، وأواصر الود والمحبة والألفة التي تسود أهله على مرأى ومسمع الجهة الرسمية التي من الواضح أنها لا تود تحريك ساكن في مقابل وضع مهيأ لمزيد من الاحتقان والتشنج والتزمت المذهبي بين أبناء الأرض الواحدة.

فحتى كتابة هذه السطور، لا يوجد من يتجرأ على كبح جماح أحد النواب الذي حتى دعا إلى توحد صفوف الجمعيات السياسية السنية، كما لو أنه بصدد خوض حرب ضارية تستلزم حشد الهمم والقوى والنفوس لمواجهة جحافل جيوش الغدر الأجنبية، لا أناس يخالفونه في الفكر ويقاسمونه العقيدة والإيمان بإله واحد لا شريك له، ويؤدون الصلوات الخمس ذاتها التي يؤديها ولو كانت متصلة غير متفرقة.

ولم يكتف بالغمز واللمز من على المنابر لإذكاء روح العداء والكراهية والنبذ في نفوس شريحة من المجتمع ضد طائفة أخرى تقاسمها المصير والهم المشترك، بل استغل كل حدث ورواية لحرفها عن مواضعها واستغلالها لخدمة أهدافه التي خرجت من إطارها العام الذي يراه البعض مماحكة وتصيد لتحركات جمعية سياسية ذات قاعدة عريضة حتى وإن اختلفنا معها، ليصل إلى حد التكفير والتسقيط وإخراج من الملة لفئة ما عرفها التاريخ أو ذكرها إلا محبة للبحرين، ومدافعة عن حياضها، ومناصرة لاستقلالها، ومطالبة بخروج المحتل البريطاني من ترابها.

إن النغمة التي يعزف عليها النائب المحترم باتت خارجة عن نسق الفرقة الموسيقية العام، فتطبيله ودندنته التي لوث بها مسامعنا طوال أشهر وزعم من خلالها وجود علاقة بين الحوثيين في اليمن وإحدى الجمعيات السياسية بشهادة الدليل القاطع والبرهان المبين الذي يحتفظ به في حوزته، ثبت أنه تصرف مراهقين أشبه بمن يبلغون عن وجود قنابل في دور العلم تهربا من الامتحانات وفروض الدراسة، ومن ثم يتبين أن الأمر ما هو إلا بلاغ كاذب أخرج الطلبة من أجواء التحصيل والمعرفة.

الإذعان في ممارسة تضليل الرأي العام، والتمادي إلى حد التدخل في توجهات الدولة ومحاولة حرفها لإيصالها لمستوى زعزعة الثقة تجاه ملة من البشر، يكشف حقيقة السقف المفتوح أمام هذا النائب الذي لا يكل أو يمل من تصدير البيانات الفتاكة التي تقطر سما بصورة شبه يومية إلى الصحافة المحلية، ويؤكد جليا مدى قدرته في القفز على الحواجز والخطوط الحمراء التي حددها الدستور وغلظ عليها، من دون الحاجة إلى غطاء الحصانة البرلمانية، فحتى وزارة الخارجية احتارت في أمره وخاطبت هيئة المكتب بمجلس النواب للسيطرة على تصريحاته.

الخطر الداخلي أشد إبادة من الأطماع الخارجية، إذ إن اشغال الناس في التناحر فيما بينهم لدواعي التشكيك في الانتماء والاتهام بالولاء للغير من دون إثباتات أو براهين، يضعف من قدرتهم على مواجهة من يريد بهم شرا، وما يمارسه عضو المجلس التشريعي من دور يستند على إثارة البلبلة والقلاقل والدعوة إلى تقسيم البلاد إلى فسطاطين، هو ترجمة حقيقية لتطلعات المحتل المبنية على قاعدة «فرق تسد».

لا نحتاج إلى شعارات تتحدث عن أهمية الحفاظ على اللحمة الوطنية كدعامة أساسية للحفاظ على مدخرات الوطن، بل نلتمس تطبيق واقعي وفعلي يؤسس لثقة في قدرة الدولة على سد أفواه سفهاء القوم الذين لا يفقهون ما يقولون ولا يملكون إثبات ما يدعون، حتى وإن كان ذلك باستخدام سلطة القانون، إذ إن تذكية نيران الطائفية والفئوية هي آخر مسمار في نعش استتباب الأمن والسكينة في ربوع البحرين، وبعد ذلك لن تنفع مبادرات التهدئة والوساطات لإعادة المياه إلى مجاريها.

إقرأ أيضا لـ "أحمد الصفار"

العدد 2608 - الإثنين 26 أكتوبر 2009م الموافق 08 ذي القعدة 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 19 | 3:28 م

      النائب عمر بن العاص

      هذا النائب لن يكون حاله في الحرب التي يحشد لها أفضل من قدوته ابن العاص الذي افتدى نفسه بكشف سوئته عن الجد، فما كان من إبن أبي طالب إلا أن أشاح بوجهه عنه ترفعا.

    • زائر 18 | 6:58 ص

      أبوالفضل البحراني

      السلام عليكم
      يا اخي الكريم , بحت حناجر الفضلاء من الشعب البحريني الاصيل ( سنة وشيعة) بمناهضة الطائفية واخراس الالسن الطائفية الي الطبل صاحبنا احد رموزها البارزين .
      لكن اتدري اين الخلل بالضبط ؟
      ببساطة هناك من رموز البلد من يدعمه ويدعم كل تصريحاته . بدليل زيارة كبار القوم في رمضان العام الماضي لمجلسة وقالوا بان النائب المذكور منهم وفيهم ويضرهم ما يضره .
      ماذا تريد صراحة اكثر من ذالك ؟

    • زائر 17 | 6:53 ص

      كلنا طائفيين

      البحرين قبل البرلمان كانت بالف خير
      ورحم الله الشيخ الجمري الذي مات و لم يرى حلمه بان يعود البرلمان بهذه الطريقة الذي لم ينادي بها الشيخ و لا رفقاء من الشيعة و السنة
      ولكن مع الاسف الوفاق وباقي الجمعيات انغمزت باللعبة السياسية و مزقوا الوطن الى دويلات شيعية و سنية اي مجالس بلدية سنية و شيعية
      والحكومة ايضا تمارس نفس الدور
      لم يتبقى الا الاسر بان تحارب وحدها هذا النفس البغيض
      حتى المدن الذي انشئتها الحكومة مثل مدينتى عيسى وحمد تحولت فرقانها الى شيعة وسنة

    • زائر 12 | 3:07 ص

      دروس في المحبة (تابع)

      لذلك يا أستاذ أحمد, إذا لديكم قائمة بأسماء الحاقدين و المعتوهين والطائفيين من أية جهة كانوا فيمكنكم إرسالها لي لكي أعد لهم برنامج تدريبي في المحبة و الإنسانية الراقية. بالمناسبة, المحاضرون في البرنامج التدريبي هم والدي و والدتي و والد و والدة صديقي من الطائفة الأخرى....... ابن العابد

    • زائر 11 | 3:07 ص

      دروس في المحبة (تابع)

      نحن نتعامل مع الدين بالشكل, والعاطفة الساذجة, والتعصب مثل الذي يتعصب لفريق كرة قدم. الدين ابسط مما يعقده البعض. الدين ارحم مما يصوره البعض. الدين محبة, وتسامح, وووووووووو. سيدي, أنا من طائفة معينة و قد أمضيت كثيرا من طفولتي وسن المراهقة في بيت صديقي من الطائفة الأخرى, وهو أيضا عاش معنا. أهلنا علمونا درسا راقيا في المحبة و الإنسانية,

    • زائر 10 | 2:59 ص

      من اوصل هذا النائب

      هي حرب مفتوحة علينا من كل مكان ومن كل الإتجاهات. فكل من يريد التقرب لحاكم
      ما عليه إلا القيام بسبنا وشتمنا وحينها سوف يلقى الجزاء الأوفى. وليكن معلوم لأمثال هؤلاء
      إن شتم سيدنا وقائدنا أمير المؤمنين علي عليه السلام لم يزده إلا تألقا وبريقا
      ولم يستطع السب والشتم والكيل الأموي من
      إطفاء هذا النور الأبهج فلكما حاولوا طمس هذا النور
      تجذر في النفوس.
      نحن نستمد قوتنا وعطاءنا من هذا النور نور علي
      فليقولوا ما يقولون فوالله لن يمحوا ذكرنا
      وبقيت تلك الكلمات على مدى القرون

    • زائر 9 | 2:56 ص

      دروس في الحبة

      يا أستاذي العزيز, مشكلتنا الكبرى إننا شعوب تتكلم دائما عن الدين ولكننا اقل البشر بتطبيق تعاليم الدين. مع احترامي إلي النسبة القليلة في مجتمعنا, فالغالبية ليس لها علاقة بالدين. يكفيك أن تتابع سلوك البشر في الشارع (سياقه المركبات + احترام البيئة) لتستنتج إننا بعيدين كل البعد عن الدين. نحن فعلا مساكين و غلابة و فقارة فكر.... ابن العابد

    • زائر 8 | 2:36 ص

      كل واحد بتهم الثاني

      المشكلة الأكبر في الطائفية اللعينة أن السني يتهم الشيعي والشيعي يتهم السني. وهذا ما يصب الزيت على النار. وأنا أعتقد أن عدم المساوة في الحقوق والواجبات من قبل أي حكومة هو الذي يثير هذه النعرات. اللهم أحر الطائفيون أيا كانوا وأينما كانوا سواء سنة أو شيعة أو غيرهم وأحفظ وحدتنا الإسلامية من المتربصين.

    • زائر 7 | 1:58 ص

      نعم هناك

      نعم هناك علاقات لبعض الجمعيات الشيعية والحوثيين في اليمن عن طريق التمويل المالي
      حيث تم اكتشاف عدة تحويلات من هذه الجمعيات الى الحوثيين وكل هذا موجود ومعروف للجميع وموثق باعترافات بعض قادة الحوثيين اثناء الحروب السابقة

    • زائر 6 | 1:53 ص

      النائب الامحترم

      اخي العزيز كاتب المقال ،اويدك في جل مادكرته ولكن كيف يكون من هدا فعله وقوله كيف يكون محترم

    • زائر 5 | 1:47 ص

      نائب محترم

      "إن النغمة التي يعزف عليها النائب المحترم باتت خارجة عن نسق الفرقة الموسيقية العام" ... مع احترامي لك بس امثال هذا مايستحق الاحترام ... المفروض يحكم عليه بالاعدام درءا لخطر الفتنه وحفظا لكرامة الوطن ومواطنيه ... ولكي يعتبر من لايعتبر لان بامكان الفتنه اللي يروج ليها ان تذهب بارواح الكثير ... وانا اعتقد ان حياة امثال هذا ماتساوي حياة سنور من سنانير البلد.

    • زائر 4 | 1:15 ص

      الخطة الاستراتيجة

      الخطة الاستراتيجيةمع وجود نظام طائفي عنصري يقسم الوطن الى طوائف وملل فان القائمين على الخطة محتاجين احتياطي سنوات لايقل عن 10 سنوات ،

    • زائر 3 | 11:37 م

      بدون تعليق

      الاخ كاتب العمود اقرا عمود السيده الفاضله ام بسام في جريدة الوطن وعلق عليه اذا عندك ما يخالفها

    • زائر 2 | 10:33 م

      الجمبازي اللعين؟؟؟؟؟؟؟؟؟

      المذكور اعلاه وبدون تسمية جمبازي ومهرج لعين ويقال والعهده على الراوي بانه حرامي الدجاج؟؟؟؟؟لكن ان يقوم رئيس مجلس النواب اثناء زيارته لمجلس النائب الفلتة بتصريحه انه يتوجب على السنة التواحد لكأنه الشيعة هم من يحكمون ويطبقون سياسة التميز والاقصاء فهذا والله عيب في حقة ومجلسة الكسيح ؟؟؟؟؟ومن هذا المنبر وجب على الجمعيات والعلماء الشيعة التوحد فنحن امام خطر محدق بسبب ابتعاد الدولة عن حمياتنا فهل نتوحد ترجوا ذلك.

    • زائر 1 | 8:19 م

      الوفاق من دق اسفين التفرقة

      إلى متى سنعيش على دغدغة المشاعر .
      هل جمعية الوفاق و من سار في ركبها جمعيات سنية أم شيعية .
      هل هو حلال على بعض الجمعيات و حرام على الأخرى .
      و هل تدعي جمعية الوفاق الجمعيات السنية لحضور اجتماعاتها .
      جمعية الوفاق هي من دق اسفين التفرقة في المجتمع و حسب التعليمات الخارجية .
      و قد شهد شاهد من أهلة بأن الوفاق هي من تغذي التفرقة و تحشد ضد السنة . يعني الحكومة .
      هل لو كانت الحكومة شيعية ستقوم بذلك .

اقرأ ايضاً