العدد 336 - الخميس 07 أغسطس 2003م الموافق 09 جمادى الآخرة 1424هـ

سقوط 11 عراقيا في تفجير السفارة الأردنية

متظاهرون اقتحموها وأنزلوا علمها وأحرقوه

عمّان، بغداد - حسين دعسة، عصام العامري 

07 أغسطس 2003

هز انفجار سيارة مفخخة أمس السفارة الأردنية في بغداد ما أدى إلى مقتل ما لا يقل عن 11 عراقيا معظمهم من حراس السفارة وبعض المارة في حين أصيب ما يزيد عن 50 شخصا بينهم 8 أردنيين منهم السكرتير الأول للسفارة وسوري وامرأة مغربية. وأدان مجلس الحكم الانتقالي في العراق الاعتداء وقال إن «هذا العمل لن يؤثر نهائيا على العلاقات الأخوية التي تربط البلدين» واتهم مخابرات النظام السابق بتدبيره.

وذكرت مصادر مطلعة لـ «الوسط» أن القنصل الأردني كريم شيشان ادخل المستشفى جراء إصابته في الانفجار. ورجح مراقبون سياسيون أن من قام بالعملية عناصر خارجية، مستندين إلى أسلوب تنفيذ الحادث الذي يتطلب خبرة ومعرفة دقيقة في أساليب التفجير. وأكد قادة ميدانيون أميركيون أن من قام بتنفيذ التفجير عناصر تابعة إلى تنظيم «القاعدة» تسللت إلى العراق في ظل ظروف الانفلات الأمني.

وفي أعقاب الانفجار - بحسب مصادر «الوسط» الخاصة - دخل متظاهرون عراقيون إلى مبنى السفارة وحطموا صورا للعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني ووالده الملك الراحل حسين وقاموا بإنزال العلم الأردني وإحراقه ما أدى إلى حال من الفوضى أمام السفارة وداخلها. وقال مراقبون لـ «الوسط» إن هناك بين العراقيين من يشعر بالغضب إزاء الأردن بسبب موقفه الداعم للولايات المتحدة في الحرب التي شنتها واشنطن وأزاحت خلالها نظام الرئيس السابق صدام حسين. كما يوجد عراقيون غاضبون لمنح السلطات الأردنية ابنتي صدام ملجأ في الأردن، وآخرون غاضبون من معاملة السلطات الأردنية للمواطنين العراقيين في الأردن خلال الحرب أو السنوات الماضية.

وامتنع الأردن الرسمي أمس عن اتهام أية جهة بعينها وراء الهجوم إلا أن بيان وزارة الخارجية طالب بتوفير الحماية اللازمة للسفارة وطاقمها والعمل على فتح تحقيق شامل للتعرف على الجهة التي تقف وراء هذا الاعتداء الآثم. وفي اتصال تلقاه وزير الخارجية الأردني مروان المعشر من وزير الخارجية الأميركي كولن باول أكد الأخير أن بلاده ستوفر الحماية اللازمة للسفارة وأنها ستفتح تحقيقا للكشف عن ملابساته. كما قال وزير الدولة الاردني للشئون الخارجية شاهر باك ان الاعتداء نجم عن «إطلاق قذيفة صاروخية على سيارة مفخخة». وشدد على أن نهب السفارة الذي اعقب الانفجار «دليل على ان العمل كان مدبرا». وذكرت مصادر طبية عراقية لـ «الوسط» أسماء ستة اردنيين أصيبوا هم: كريم الشوشان، علي الزيود، رائد الطعاونة، فراس أبوالراغب، عمر الشايب ومدين خليفات.


خلف وراءه 11 قتيلا وعشرات الجرحى

انفجار يهز السفارة الأردنية في بغداد

بغداد، عمّان - وكالات

هز انفجار عنيف صباح أمس مبنى السفارة الأردنية في بغداد في حادث هو الأول من نوعه ضد مبنى غير حكومي منذ الإطاحة بالرئيس العراقي المخلوع صدام حسين. وذكر شهود عيان أن الانفجار أسفر عن مقتل 11، وأرجعوه إلى انفجار سيارة مفخخة كانت على مقربة من المبنى الكائن في ساحة اللقاء القريبة من مستشفى الإسكان للأطفال بضاحية المنصور.

وأفادت مصادر طبية مطلعة بأن الحصيلة وصلت إلى 11 قتيلا و57 جريحا سقطوا في الانفجار. وكان مصدر طبي آخر في مستشفى الإسكان قال إن «رجلين وامرأة وطفلا عراقيين قتلوا إلى جانب شرطي واثنين من الأردنيين»، موضحا «أن أكثر من أربعين شخصا آخرين جرحوا بعضهم في حال ميؤوس منها». وتسبب الانفجار أيضا في تدمير واجهة المبنى بشكل كامل وخمس سيارات كانت قريبة من مسرح الحادث إضافة إلى عدد من المباني المجاورة للسفارة. وهرع رجال الشرطة العراقية والجنود الأميركيين إلى مكان الحادث وأحاطوا المبنى وأبعدوا العشرات من العراقيين الذين تظاهروا متهمين قوات التحالف بأنها تقف وراء الانفجار فيما حاول آخرون دخول مبنى السفارة والعبث بمحتوياتها.

وفي عمّان استنكرت الحكومة الأردنية الانفجار واعتبرته «عملا إرهابيا جبانا»، فيما حمل الإسلاميون في الأردن القوات الاميركية في العراق المسئولية عنه وطالبوها بالانسحاب. وقال وزير الإعلام نبيل الشريف: «إن الأردن يستنكر هذا العمل الإرهابي الجبان» مؤكدا أنه «لن يزيد الأردن إلا عزما على مواصلة مسيرته في مد يد العون إلى الشعب العراقي». وأورد محللون احتمال أن يكون الانفجار بفعل تدبير رجال الرئيس المخلوع صدام حسين أو بعض رجالات العهد الجديد الذين أرادوا به الاحتجاج على استضافة الأردن الأسبوع الماضي لابنتي الرئيس السابق رغد ورنا وتسعة من أطفالهما.

وقال محلل أردني: «لا نستبعد أن يكون الانفجار في السفارة ردا على الزيارة الناجحة التي قام بها للكويت رئيس الوزراء الأردني علي أبوالراغب في وقت سابق من هذا الأسبوع». وفي وقت لاحق قالت وزارة الخارجية الأردنية ان انفجار السيارة المفخخة أمام السفارة أسفر عن إصابة تسعة من موظفي السفارة الإداريين بجروح طفيفة ونقلوا للعلاج في مستشفيات بغداد.

وكان عضو مجلس الانتقالي وزعيم حزب الله في العراق عبدالكريم ماهود قد اتهم الأردن في تصريح نشرته صحيفة «الرسالة» أمس بأنها «تمني النفس في أن يكون النظام المستقبلي في العراق ملكيا تماشيا مع سياستها». وانتقدت الصحيفة استضافة الملك عبدالله الثاني ابنتي صدام حسين، رنا ورغد، واصفة هذه الاستضافة بأنها «استقبال الطغاة بأموال الحرام»

العدد 336 - الخميس 07 أغسطس 2003م الموافق 09 جمادى الآخرة 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً