العدد 2323 - الأربعاء 14 يناير 2009م الموافق 17 محرم 1430هـ

ناشطو المهجر لعبوا دورا للتعريف بانتهاكات حقوق الإنسان في بلدانهم

الحقوقي البحريني هاني الريس في برنامج «الوسط لايف»:

المهجر في المنظور العربي يرتبط بالأدباء اللبنانيين أمثال إيليا أبوماضي وجبران خليل جبران وآخرين ممن برزوا في بدايات القرن الماضي.

صورة المهجر اليوم تختلف عن ذلك المنظور، بعد أن صار المهاجرون العرب هم في الغالبية حقوقيون وسياسيون، وضيفنا اليوم هاني الريس هو أحدهم، ولمن لا يعرف الريس فهو ناشط حقوقي بحريني خرج من البحرين منذ 30 عاما ولم يعد إلا في العام 2001، لكنه ما لبث أن عاد إلى المهجر الاختياري.

الريس قال عبر حديثه لبرنامج «الوسط لايف» الذي يبث كل يوم خميس على «الوسط أون لاين»، «إن الرموز الناشطة في المهجر التي قادت ميدان حقوق الإنسان، كان لها دور فاعل في العمل الحقوقي وتعريف العالم الخارجي من خلال مشاركاتهم في مؤتمرات حقوقية وفي ندوات وفي رحلات مكوكية للمشاركة في فعاليات دولية تهتم وتعتني بمجالات حقوق الإنسان، ولهم دور فاعل الآن برز على رغم محاربتهم من قبل الأنظمة العربية ومن قبل بعض الأنظمة التي تنتهك حقوق الإنسان نستطيع القول عنها إنها أنظمة غير تقدمية وغير ديمقراطية».

وعلى الصعيد البحريني كشف الريس أن «لجنة التضامن الدنماركية البحرينية التي تم تأسيسها من 3 أشخاص هم: عبدالنبي العكري وعبدالرحمن النعيمي وأنا ثالثهم، (خلال فترة حوادث التسعينات) لعبت دورا كبيرا في تعريف العالم بقضايا حقوق الإنسان في البحرين وكان ذلك من خلال اعتصامات ومن خلال جمع تواقيع ومن خلال إقامة ندوة تمت إقامتها في البرلمان الدنماركي حضرها 400 شخص من مختلف الفعاليات السياسية والحقوقية وطلاب الجامعات قمنا فيها بالتعريف بقضايا حقوق الإنسان في البحرين»... وهذا نص الحوار:

*لماذا لا نرى دورا مؤثرا لجيل المهجر الحالي يوازي جيل المهجر قبل 100 عام؟

- في السابق كان للمهاجرين العرب وغيرهم في المهجر متسع أو مساحة من الوقت ومن الجهد ومن العمل بأن يمارسوا هذا الدور، وكانت هناك قنوات كثيرة فتحت لهم ولم تكن هناك عقبات تواجههم للعب هذا الدور الحقوقي والإنساني والتعريف بالأوضاع في بلدانهم عن المآسي التي تحدث وانتهاكات حقوق الإنسان مثلا في الوطن العربي أو في إفريقيا، كان هناك لديهم طموح أوسع من الطموح الحالي، وكانت الأفكار التي يحملونها أفكارا وطنية تقدمية أرادوا أن يوصلوها إلى العالم الخارجي.

*لكننا لا نرى شخصيات عربية حقوقية تقود منظمات دولية وتطرح أفكارا عالمية؟

- الآن موجود في الفترة الراهنة، ففي السنوات الأخيرة كهيثم مناع وعبدالحسين شعبان وهذا على المستوى العربي.

*لكن ليس بنسب كبيرة...

- نعم، ليس بمستوى الرموز السابقة التي قادت ميدان حقوق الإنسان، حيث كان لهم دور فاعل في العمل الحقوقي وتعريف العالم الخارجي من خلال مشاركاتهم في مؤتمرات حقوقية وفي ندوات وفي رحلات مكوكية للمشاركة في فعاليات دولية تهتم وتعتني بمجالات حقوق الإنسان، ولهم دور فاعل الآن برز على رغم محاربتهم من قبل الأنظمة العربية ومن قبل بعض الأنظمة التي تنتهك حقوق الإنسان نستطيع القول عنها إنها أنظمة غير تقدمية وغير ديمقراطية، هي تدعي أنها تدافع عن حقوق الإنسان وتحترم الديمقراطية وأنها أنظمة سياسية دستورية ولكن هي في واقع الأمر دول تحارب حقوق الإنسان.

*وأين يقع دور هاني الريس من هذا كله؟

- نحن طبعا لعبنا دورا كبيرا من خلال وجودنا في المنفى القسري وأنشأنا لجنة اسمها لجنة الدفاع عن حقوق الإنسان في البحرين. وبدأت في الثمانينات وتطورت في التسعينات، وفي العام 1991 قبلنا في الفيدرالية الدولية من خلال مؤتمر أقيم في مدريد لمناصرة قضايا حقوق الإنسان قبلنا فيها ومن خلال الفيدرالية الدولية لعبنا دورا كبيرا في المشاركة في الفعاليات الحقوقية، وفي لجنة حقوق الإنسان في جنيف صدر قرار بإدانة انتهاكات حقوق الإنسان في فترة حوادث التسعينات لعبت اللجنة ومنظمة حقوق الإنسان البحرينية التي كانت مشاركة معنا ومقرها في الدنمارك ومشاركة لجنة التضامن الدنماركية البحرينية التي تم تأسيسها من 3 أشخاص هم: عبدالنبي العكري وعبدالرحمن النعيمي وأنا ثالثهم، فلعبت دورا كبيرا في تعريف العالم بقضايا حقوق الإنسان في البحرين وكان ذلك من خلال اعتصامات ومن خلال جمع تواقيع ومن خلال إقامة ندوة تمت إقامتها في البرلمان الدنماركي حضرها 400 شخص من مختلف الفعاليات السياسية والحقوقية وطلاب الجامعات قمنا فيها بالتعريف بقضايا حقوق الإنسان في البحرين.

*هذا يقودنا إلى طرح سؤال في إطار حقوق الإنسان، هل تعتقد أن هناك وعيا كافيا بثقافة حقوق الإنسان في البلدان العربية وعلى وجه الخصوص في البحرين؟

- كانت هناك فترة سنوات قمع معتمة في البحرين، ولم يكن هناك المجال مفتوحا لنشر وتوعية حقوق الإنسان من خلال المنظمات، لأنه لم تكن هناك منظمات مدنية إذ لم يكن مسموحا بها ولم يكن هناك انفتاح على منظمات المجتمع المدني وبالتالي لم يكن هناك أي دور للمنظمات المدنية في البلد خلال ممارسة القمع وخلال قانون أمن الدولة الذي منعت خلاله الدولة الكثير من الأنشطة وأبقت الناس في خوف مستمر، فلذلك لم تكن هناك توعية بنشر حقوق الإنسان. الآن بدأ بعد التغيير كانت هناك بوادر للعمل الحقوقي وعمل المجتمعات تحرك وتم تحريك المياه الجامدة في الساحة من خلال منظمات المجتمع المدني ومن خلال مؤسسات النفع العام كان هناك تحريك، لكن هذا الحراك - ثقافة حقوق الإنسان - مازال ضعيفا. إذ لم يكن هناك مشروع متكامل لتطوير ثقافة حقوق الإنسان من خلال تدريسه في المدارس، من خلال إقامة ندوات وورش موسعة.

*هذا أيضا يدفعنا إلى طرح سؤال آخر، هناك من يقول: النخبة الحالية - مثلا - من تعيش في المهجر ذات نفوذ ضعيف نسبيا، وأنت تذكر أنه في الداخل وفي معظم البلدان العربية هناك أيضا نفوذ ضعيف بالنسبة لحراك العمل الحقوقي...

- في المهجر هناك منظمات كثيرة تشارك في العمل الحقوقي، هناك لجان تنسيق بين مختلف الدول والبلدان التي تعاني من القمع ومن الاضطهاد ومن انعدام الديمقراطية والعمل الديمقراطي والحقوقي في بلدانهم، هناك تجمعات كثيرة ومشاركات تدعو لها منظمات حقوقية، إقليمية وعربية ودولية لمناقشة كل ما يحدث في هذه الدول وإيصال صوتها إلى المنظمات الدولية وللمجلس العالمي لحقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة. هناك مجالات كثيرة، لكن بالنسبة للدول العربية هناك حراك ضعيف من خلال التشديد في القوانين والأنظمة والإجراءات الحكومية على هذه المنظمات ولذلك يبدو العمل ضعيفا أمام العالم مقارنة بالدول الأخرى التي على الأقل فيها انفتاح ولو جزئي بسيط يمكن أن تكون هناك تحركات كبيرة في هذا المجال.

*لكن هناك بعض الدول ملزمة بالالتزام ببعض المواثيق التي ينص عليها مثلا الإعلان العالمي لحقوق الإنسان ومن بينها الدول العربية؟

- في كل البلدان حكوماتها كانت موقعة على مواثيق وشرائع واتفاقيات حقوق الإنسان في الأمم المتحدة، لكن هذه التواقيع مجرد حبر على ورق لم تنفذ، معظم الدول العربية إن لم نقل كلها هي موقعة على اتفاقيات وعلى بروتوكولات وعلى أمور كثيرة في مجالات حقوق الإنسان لكنها دائما تتجاهلها ولا تحاول أن تلتزم بها.

*هل تعتقد أو توافق الرأي أن النشاط الحقوقي في المهجر منبعه دائما سياسي وأن هؤلاء الناشطين يبحثون عن نافذة يعارضون من خلالها الأنظمة في بلدانهم؟

- المواطن المنفي أو المغترب في المهجر دائما يشعر بغربة ويشعر بمعاناة ورغم ذلك فإن لديه قضية أساسية فإما أن يكون مناضلا مضطهدا من بلده أو يكون لاجئا اقتصاديا والأخير ليس لديه أية معاناة حيث إنهم لا يحملون قضايا مثلا حقوقية أو نضالية في بلدانهم ويدافعون عن مسائل حقوقية في مجتمعاتهم تتعلق بحقوق الإنسان، فهناك فرق بين اللاجئ كمشرد مضطهد ومبعد قسرا وبين المهاجر الذي هو يبحث عن رزق وعن الأمن وعن السلام في مجتمعات الغرب، اللاجئ الحقيقي هو الذي يحاول أن يدافع عن قضاياه ويشارك ويدفع ويعرف بقضاياه السياسيين والحقوقيين والمثقفين في دول المهجر.

*كيف تجد نشاط الحقوقي العربي تحديدا في المهجر؟

- هناك اختلافات في الدول بالنسبة للنشاط العربي، ففي دول اسكندنافيا مثلا يكون النشاط ضعيفا لأنه لا توجد مؤسسات عربية تدفع بهذا الاتجاه وإنما هناك أفراد فقط، بينما في دول مثل بريطانيا وأميركا هناك مؤسسات قوية تدفع إلى جانب التعريف بالقضايا العربية والقضايا الحقوقية، أما في الدول الجامدة كالدول الاسكندنافية فتكون ضعيفة رغم تشجيع هذه الدول والحكومات على تأسيس منظمات حقوقية تدافع عن حقوق اللاجئين وحقوق المغتربين وحقوق الأقليات الإثنية والعرقية ولكنها مؤسسات ضعيفة جدا، في قبال المؤسسات الاجتماعية الأجنبية.

للاستماع للحلقة بإمكان القراء متابعة البرنامج على «الوسط أون لاين» عبر موقع الصحيفة الإلكتروني www.alwasatnews.com

العدد 2323 - الأربعاء 14 يناير 2009م الموافق 17 محرم 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً