فاجأ الناشط السياسي المستقل عزيز أبل الحاضرين في ندوة الملفات الساخنة مساء الأربعاء الماضي في البلاد القديم، بقوله إنه لا يعمل مع الجمعيات الست (التحالف السداسي)، بل يعمل مع الجمعيات الأربع المقاطعة فقط، لأنه يعتبر التحالف السداسي يبطئ من العملية السياسية ويجعلها باهتة نتيجة الخلاف على الموقف من المشاركة والمقاطعة، وأبل هو أحد «الصقور» المستقلين كما يعبِّر هو عن نفسه، الذين سيلعبون دورا بارزا في صوغ الرؤية الدستورية في «المؤتمر الدستوري».

في حقيقة الأمر، ما أفصح عنه أبل يعبِّرُ عن حركة تدافع قوية وخافية داخل أروقة الجمعيات المقاطعة تحديدا، في ظل تعثر الكثير من الملفات ووجود مستوى من البطء في معالجة الكثير من القضايا، لأن النظر إلى هذه القضايا يختلف على مستوى المعالجات والتحسس والملامسة والتأثير من طرف إلى آخر، وما يعزز هذا التدافع أيضا هو الرغبة في إيجاد محاصصة في رسم المواقف والسياسات والتوجهات العامة لحركة الجمعيات بناء على حجم الثقل الجماهيري لكل جمعية، ويضاد هذا التوجه وشوشة من أطراف مختلفة بأن هذه الجمعية تابعة لهذه الجمعية، وهكذا حال السجال الذي لا ينتهي.

قد يكون موقف أبل مفاجئا أو متسرعا بحسب بعض وجهات النظر، إلا أنه جزء قلق من سجال خاف ومرشح للظهور في الأيام المقبلة، كما أن أبل وغيره من المستقلين أيضا جزء من معادلة القوى الصعبة داخل تيار المعارضة التي تَلزَمُ عنوانا محددا لا تحيد عنه، إلا أن الهم الأكبر هو عدم وجود مرئيات واضحة متفق عليها بشأن الملف الدستوري، كما أن مستوى الاتفاق على الملفات الأخرى يأخذ نصيبه بين الإحجام والإقدام، ما يعزز بعض المخاوف من وقوع المعارضة في الأجندة الخاصة على حساب أجندة الوطن.