العدد 382 - الإثنين 22 سبتمبر 2003م الموافق 26 رجب 1424هـ

تفجير قنبلة الفساد

عبدالله العباسي comments [at] alwasatnews.com

منذ أن دخل المدير السابق للأوقاف الجعفرية علي الحداد معركة الكرامة في أعقاب إعفائه من منصبه وهو يقاتل بصلابة إذ ان سيفه لم يسقط من يده فهو يهدد بكشف الأوراق التي بين يديه والأوقاف تهدد بتقديمه إلى المحاكمة، إلا أن كليهما لم يقدم بعد على المواجهة الساخنة، فهما في مرحلة «الحرب الباردة» التي تذكرك بأيام زمان بين الأميركان والسوفيات.

ويبدو أن مواجهة وشيكة ستحدث لأن الحداد صار يلوح «بتفجير» قضايا الفساد أمام المحكمة مؤكدا أن لديه وثائق ثابتة وهو واثق من كسب معركة الكرامة ولكن كما يبدو أن العملية مشروطة بـ (إذا) رفعت إدارة الأوقاف الجعفرية دعوى عليه أو (إذا) لم تسحب الإدارة الدعوى المقامة فعلا ضده.

شغلت القضية منذ أن خرج الحداد، أو أُخرج كما قال من الإدارة الرأي العام البحريني، لكن المواطن بانتظار حسم الموضوع لصالح طرف منهما، فمن ناحية الناس وخصوصا الطائفة الشيعية شديدو الثقة (المطاوعة) فلا يظنون سوءا بهم، ومن جهة أخرى لم يُبْقِ الحداد على سندانه أي سهم إلا وأعده للمعركة فهو يصرخ (يا ناس يا هو) كل أسلحة الدمار الشامل التي ستنهي مرحلة الفساد بين يديّ.

ومن حسن حظ الحداد أنه (استخدم) كلمة (يفجر) من دون أن يحاسب عليها وهذا من نعم الله علينا لأننا دخلنا عصر الحرية والشفافية بعد إصلاحات الملك ولو كان في زمن «قانون أمن الدولة» لكان ربما وصل جهاز الأمن إليه قبل أن يستكمل فرسان تلك المرحلة الجملة كاملة بحيث يجدون كلمة الفساد إذ كانت سيارات الجيب وصلت إلى منزله تأمره بأن يشرّف إلى أقرب مركز للاستجواب.

أنا أسأل الحداد: لو أن الدائرة سكتت وسحبت الدعوى فهل يتراجع ويسحب الفتيل من القنبلة؟ إنه لو فعل ذلك بحسب ظني وكعنصر أكاديمي مثقف لترك قضية وطنية تمس آلاف اليتامى والمساجد والمآتم، فهل يجوز ذلك؟

أتساءل: ألم تتم إقالة مدير آخر للأوقاف السنية ليفجر هو الآخر قنبلة تزن قنبلة الحداد وربما أكثر؟

العدد 382 - الإثنين 22 سبتمبر 2003م الموافق 26 رجب 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً