العدد 2325 - الجمعة 16 يناير 2009م الموافق 19 محرم 1430هـ

بين البحريني والصعيدي!(منوعات)

ايمان عباس eman.abbas [at] alwasatnews.com

منوعات

عندما كنا صغارا كنا نستمتع بسماع النكات الآتية: «جماعة صعايدة سمعوا عن اختراع اسمه السيفون حبوا يعرفوا هو إيه، بعتو واحد منهم أميركا... لما رجع قالهم أما السيفون ده حتة اختراع يا رجاله تدوس على السيفون ويا تلحق تشرب يا متلحقش»... «يحكى أن صعيديا آخر اشترك في برنامج من سيربح المليون، فسأله جورج قرداحي: الحج فرض ولا سنة، فطلب الاتصال بصديقه هريدي وقال له: هريدي بسرعة... الحج فرض ولا سنة، فأجابه هريدي: لا الحج قرعه».

هذا هو نمط النكات التي كانت تطلق ونضحك لسماعها، ومن النكات التي ضحكنا عليها أيضا هي تلك التي تتحدث عن الهنود، ولابد أنكم سمعتم بها: «مرة واحد هندي راح الأهرامات شاف الهرم، قال ما شاء الله سمبوسة كبير»... و «يحكى أن هندي آخر بدأ يتكلم عربي، وعرف المثل القائل: الله يمهل ولا يهمل... فعندما جاء الموقف وأراد توظيف ما تعلمه، فقال: شوف الله في صبر شوي... بعدين في كلام تاني».

تلك كانت نكات سمعناها كثيرا عن صعايدة مصر وعن الهنود أيضا، حيث تركز النكات في غالبيتها على بداوتهم واستغرابهم أمام الآلات، على رغم أن الزمان تغير تماما، فلم يعد الصعيدي ولا الهندي على سجيتهما مع انتشار التعليم والانفتاح الاقتصادي، ولكننا مازلنا مستمرين في إطلاق النكات على هاتين الفئتين، وربما يكون ذلك بسبب نظرتنا المتعالية على أولئك القوم!... ومنذ أيام اكتشفت أن الزمن دوار، فإن استهنت يوما بأخيك، فسيأتي الدور عليك في يوم من الأيام، إذ التقيت زميلة من إحدى الدول الخليجية، وأخذنا الحديث معا إلى الأوضاع الاقتصادية ومدى تردي معيشة المواطن في البحرين، فضحكت تلك الزميلة الخيلجية وقالت: والله وضعكم يضحك، حتى صرتون مثلكم مثل الهنود والصعايدة؟!»، قلت لها: وكيف؟!... فأجابت: أصبحوا يطلقون عليكم النكات!

استغربت الأمر، وطلبت من تلك الصديقة أن تخبرني بتلك النكات، فقالت الكثير منها، التي لم تضحكني مطلقا، بل شعرت لدى سماعها بالأسى على حالنا، ومن تلك النكات: «يحكى أن حلاقا كبيرا في السن، جاءه ذات يوم مزارع هندي ليحلق شعر رأسه، فقام الحلاق بقص شعر المزارع، وعندما انتهى الحلاق، سأله المزارع عن السعر، فرد الحلاق: والله لا آخذ منك مقابل الحلق لأنني أريد بعملي هذا أن أخدم المجتمع... فابتسم المزارع الهندي وقال: بصراحة أخجلتني.... وفي اليوم التالي وعندما جاء الحلاق ليفتح محله، وجد عند باب محله ثلاث وردات بألوان مختلفة، ففهم الحلاق أنها من المزارع الهندي. وبعد مرور أيام جاء إلى محل الحلاق تاجر خليجي ليحلق شعر رأسه، وبعد أن انتهى الحلاق من عمله، سأله التاجر عن سعر حلاقته، فقال له الحلاق: لا أخذ منك مقابل الحلق لأنني أريد بعملي أن أخدم المجتمع... فتبسم التاجر وقال: بصراحة أخجلتني... وفي اليوم التالي وعندما جاء الحلاق ليفتح باب محله وجد عند الباب ثلاثة أطقم من الذهب، فعرف الحلاق أنها من التاجر الخليجي. وبعد مرور أيام أيضا، جاء شاب بحريني ليحلق شعر رأسه لدى الحلاق العجوز، وعندما انتهى العجوز من عمله، سأله الشاب البحريني عن السعر، فرد عليه العجوز: والله لا آخذ منك مقابل الحلق لأنني أريد بعملي أن أخدم المجتمع... فابتسم الشاب وقال: بصراحة أخجلتني... وفي صباح اليوم التالي جاء الحلاق ليفتح محله كما هو معتاد، وإذا بثلاثة شبان بحرينيين جاءوا ليحلقوا بالمجان»!

ربما هذه النكتة أضحكت بعضكم، ولكنها في المقابل تحمل في مكنونها أمورا لابد أن تشعرنا لدى سماعها بالأسى على الحال الذي وصلنا إليه ونحن في دولة خليجية نفطية، فهل أتى اليوم الذي يطلق فيه النكات على المواطن البحريني سخرية من وضعه المعيشي داخل دولته؟!

إقرأ أيضا لـ "ايمان عباس"

العدد 2325 - الجمعة 16 يناير 2009م الموافق 19 محرم 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً