العدد 2638 - الأربعاء 25 نوفمبر 2009م الموافق 08 ذي الحجة 1430هـ

شركات الإنتاج السينمائي والجرأة المطلوبة

منصورة عبد الأمير mansoora.amir [at] alwasatnews.com

البحرين وإن لم تكن تعمل جاهدة على الانضمام لدول الخليج التي تصر على أن أصل التأسيس لصناعة السينما الخليجية يأتي من خلال المظاهر الاحتوائية، إلا أنها تبدو غير بعيدة عما يحدث من حراك سينمائي فني في المنطقة. لعلها القدرات الكثيرة الواعدة التي تمتلئ بها هذه الأرض الطيبة، ولعلها جهود بعض أصحاب الشأن في هذا المجال، وهنا لا أتحدث عن الجهات الرسمية بل عن أصحاب الشركات الخاصة ممن يؤمنون بشباب هذا البلد وإمكاناتهم الواعدة، أكرم مكناس وعمران الموسوي يأتيان على رأس القائمة بكل تأكيد. نجد لنا موطئ قدم إذن، ولسنا بعيدين ولا غافلين عما يحدث، ربما لا نحب البهرجة والصوت العالي ونبدو هادئين كهدوء جزيرتنا ووداعة سواحلها، أقول ربما.

مهما يكن من أمر فإن هناك جهودا واضحة لا يستهان بها في هذا المجال، هناك شركة البحرين للإنتاج السينمائي التي تصور فيلمها الثالث «حنين» وهناك عمران ميديا والتي يعتزم مديرها علي العلي تصوير فيلم جديد قريبا. الفيلمان، يقدمهما شباب ينطلق بسرعة في هذا المجال، حسين الحليبي، وعلي العلي في الإخراج ثم خالد الرويعي وحسين المهدي في الكتابة. الحليبي والرويعي يناقشان بجرأة قضية الطائفية، يعداننا بتقديم عمل لا يجامل أحدا، لا يهادن ولا يخشى في الحق لومة لائم.

من جانب آخر وعلى رغم أن العلي يرفض التصريح بأية تفاصيل عن فيلمه إلا أن تلميحاته تشير إلى فيلم يتعرض لقصة حب تعيقها اختلافات لم يحددها، ليست طائفية على ما يبدو لكنها على أية حال لا تمت للمنطق بصلة، منطق الحب على الأقل. رغم ذاك نتوقع من العلي جرأة ربما مشابهة لجرأته في «مريمي» وربما تكون من نوع آخر.

جرأة شركة البحرين للإنتاج السينمائي في طرحها، والجرأة المتوقعة من عمران ميديا، دون شك، سمة من سمات العمل السينمائي، وأحد مقوماته. السينما دون جرأة قد تعني أي شيء آخر سوى السينما، حتى وإن اختلفنا في نوع الجرأة المطلوب والمناسب أو المتوقع من فيلم بحريني.

ولأن الشركتين تقدمان الأعمال الأولى يمكن القول إنهما تصنعان تاريخ السينما في البحرين أو تستأنفاه. كذلك فإن الأساليب والطرق والإجراءات الفنية والإدارية والقانونية التي تتبعها الشركتان في تقديم أعمالهما، تبدوان وكأنهما ترسخان لمفاهيم وتقاليد صناعة الأفلام في البحرين، بشقها التجاري. ما يعني أن على الشركتين أن تكونا حريصتين على أن تقدما ما يليق بسمعة البحرين وبتاريخها وبريادتها في كل المجالات الفنية والأدبية، فهما مسئولتان عن جزء من صورة البحرين في الخارج، بحاضرها وماضيها ومستقبلها، في المحافل الفنية السينمائية على الأقل. مسئولتان عن تقديم أعمال نتمنى أن تكون صادقة لا تحابي أي طرف.

إقرأ أيضا لـ "منصورة عبد الأمير"

العدد 2638 - الأربعاء 25 نوفمبر 2009م الموافق 08 ذي الحجة 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً