العدد 347 - الإثنين 18 أغسطس 2003م الموافق 19 جمادى الآخرة 1424هـ

لماذا لا يتم إحلال المواطنين في مراكز الإطفاء والدفاع المدني؟

سيد ضياء الموسوي comments [at] alwasatnews.com

قادتني المصادفة إلى الاطلاع على وضع بعض مؤسساتنا الرسمية وكان آخرها إدارة الدفاع المدني وخدمات الإطفاء فأصبت بالعجب لكثرة الأجانب بالنسبة إلى المطافئ فتكاد تكون نسبة الأجانب 90 في المئة من الباكستانيين والهنود. ليس انتقاصا بمواطني وسط آسيا وإنما أليس بمقدور إدارة الدفاع المدني أن تستبدل هؤلاء بمواطنين؟

فلو قمنا باستقراء مراكز الإطفاء في ميناء سلمان والمحرق ومدينة عيسى ومدينة حمد ودمستان والمراكز الأخرى سنصدم لما سنراه من تكدس للأجانب. أليس بمقدور وزارة الداخلية أن تستبدل هؤلاء بمواطنين وتقوم بعملية الإحلال في وظائف عادية لا تحتاج لا إلى شهادات «برفسور» ولا هم يحزنون، كل ما في الأمر إطفاء حريق أو نار وخصوصا أن بعض هؤلاء يحصلون على رواتب خيالية وبعضهم يحصل على 13 راتبا، علما بأن غالبية هؤلاء لا يجيدون لا القراءة ولا الكتابة، والدليل حال كتابتهم تقارير الحوادث، فهي مليئة بالأخطاء الإملائية وغير ذلك.

هؤلاء الأجانب توفر لهم امتيازات كثيرة لو قمنا باستبدالهم بمواطنين فستكون هذه الامتيازات لصالح المواطنين وسنحافظ على العملة الصعبة وسنحد بذلك أيضا من البطالة، وكل هذه الامتيازات المقدمة ستكون لصالح المواطن التي منها:

1- راتب إضافي.

2- راتب يزيد على 400 دينار.

3- الحصول على الأسعار المخفضة التي تصل إلى نصف سعر السوق من مراكز تجارية خاصة بمنتسبي وزارة الداخلية.

4- البيت من وزارة الإسكان دفع قيمته سيكون جزءا على وزارة الداخلية.

هذه نقطة جديرة بالاهتمام، فلو قمنا بعملية الإحلال فإننا نستطيع بذلك تأمين أقوات الكثير من شبابنا الضائع على محطات الغربة، وهذه الأعمال ـ كما ذكرت سابقا ـ لا تحتاج إلى تفتق عبقرية إذ يقضي مثل هؤلاء كثيرا من الساعات في حال فراغ، علما بأن الكثير من هؤلاء بلا شهادة وبعضهم لم يكمل حتى الإعدادية فكل العمل لا يحتاج إلا إلى بعض من التدريب على كيفية إطفاء الحرائق وبعض الإسعافات وما إلى ذلك.

أعتقد أن المواطن بمقدوره أن يؤدي مثل هذه الأدوار بدلا من إلقائه في المنطقة الصناعية براتب 150 دينارا أو أقل بلا ضمان اجتماعي وبلا رقابة رسمية على رب العمل في فترة دوام قد تصل في بعض مواضعها من الصباح إلى العصر أو المغرب، كما هو حال الـ 5000 وظيفة التي خرج بها علينا وزير العمل، أو تصريح الشهابي إذ التفاصيل التي ذكرت أثبتت قضية تدني الرواتب.

وللأسف يقول البعض إن العامل البحريني يفر سراعا. أتعجب من هذا القول وأنا أنظر إلى العمال البحرينيين كيف يقفون ساعات طويلة والحر يأكلهم ورائحة النفط تكاد تفقدهم وعيهم في محطات البنزين وغيرها على رغم ضعف الراتب. ورأينا كيف تكدس البحرينيون على أبواب وزارة التربية وراحوا يهرولون لوظيفة (حارس) وكأنهم اكتشفوا الطريق إلى جنة الخلد! وكل هذه الفزعة وهذه والهرولة لوظيفة (حارس)!

هل سألنا أنفسنا لماذا فرّ هؤلاء من وظائف وزارة العمل وهرولوا (للحراسة) بدلا من إطلاق التصريحات واتهام البحريني بعدم الجدية في العمل؟ هل يمكن أن نصدق أن هناك أناسا يفرون من الأعمال وأهاليهم وأبناؤهم يتضورون جوعا، فقط يتجمهرون لأجل «أهداف سياسية»؟! ويبقى سؤال ملح: لماذا لا تقدم إليهم مثل هذه الأعمال كما في مراكز المطافئ؟ فهل هذه عصية على التنفيذ أيضا؟

إقرأ أيضا لـ "سيد ضياء الموسوي"

العدد 347 - الإثنين 18 أغسطس 2003م الموافق 19 جمادى الآخرة 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً