العدد 350 - الخميس 21 أغسطس 2003م الموافق 22 جمادى الآخرة 1424هـ

«العربية» تخوّفت على دور الأمم المتحدة وبقاء الاحتلال

ردود فعل الصحف العربية والأميركية على انفجار بغداد

آمنه القرى comments [at] alwasatnews.com

.

أدانت الصحف العربية عملية التفجير التي تعرض لها مقر الأمم المتحدة في بغداد، وتخوفت جميعها على دور الأمم المتحدة الحيوي في العراق. وحمّلت الغالبية قوات الاحتلال لاسيما الأميركي المسئولية، واعتبرت «الأهرام» المصرية ان الحل الوحيد لوقف نزيف الدم والتدهور في العراق هو إنهاء الاحتلال وترك العراقيين وحدهم يديرون بلدهم بالطريق الديمقراطي الذي يختارونه من دون أي تدخل أجنبي.

واعتبرت «الرأي» الأردنية ان العملية «جريمة أخرى ضد مستقبل العراق وشعبه» ولاحظت ان الارهاب الأعمى يضرب مرة أخرى مقرا دبلوماسيّا محترما بعد أن ضرب السفارة الأردنية في العراق. ورأت انه من الحكمة عدم اعتبار ما يفعله القتلة والمجرمون الذين فجروا مبنى الأمم المتحدة، ومن قبله السفارة الأردنية، بأنه غير مدروس أو انه مفتعل ويتسم بالغباء والسذاجة السياسية. مؤكدة انهم يعرفون ما يفعلون، أي إبقاء العراق في دائرة العنف والدم المسفوك ليتسنى لهم الاستفادة من بقاء الاحتلال واستمرار الفوضى.

وسألت «الخليج» الإماراتية: «تدمير الأمم المتحدة، لمصلحة من؟» واعتبرت ان التفجير التخريبي فعل مدان، لأنه يخدم هدفين فقط: الأول، استمرار الفوضى في العراق، وتهجير طرف مهمته مساعدة الشعب العراقي على التقاط أنفاسه. والثاني، إدامة الاحتلال الأميركي البريطاني لهذا البلد العربي، لأن إبعاد الأمم المتحدة عن العراق وإلغاء دورها لا يخدمان سوى بقاء الاحتلال. وثمة خشية من أن هناك من يحاول استغلال عمليات المقاومة ضد الاحتلال، أو التلطي خلفها من أجل حسابات خاصة لا تخدم استقرار العراق، بل تسيء له، والمستفيد من ذلك هو الاحتلال الذي يريد «إقامة» طويلة في بلاد الرافدين. ثم إن مسئولية كبيرة في هذه التفجيرات تقع على الاحتلال، المفترض به أن يوفر الحماية الأمنية للبعثات الدولية والدبلوماسية، بعدما تعمَّد تدمير كل مقومات الدولة العراقية وبناها التحتية، ليتمكن من توفير الفرصة أمام الشركات الأميركية للعمل وجني الثروات.

ونددت «الراية» القطرية بالهجوم على مقر الأمم المتحدة، فقالت ان هذا العمل «الإرهابي» كان حلقة أخرى خطيرة في مسلسل الانفلات الأمني الذي يعيشه العراق الشقيق، ويتسبب في تحويل حياة العراقيين إلى كابوس حقيقي. وبدا لها من طبيعة العملية ان الهجوم من تخطيط وتنفيذ «إرهابيين» محترفين، كما انه من الواضح انه يستهدف إحباط الدور الذي تقوم به الأمم المتحدة في العراق. وشددت على ان الخروج من دوامة العنف وسفك الدماء والفوضى التي يشهدها العراق لا يتحقق بغير الإسراع بوضع جدول زمني واضح لفترة الاحتلال، وإعادة الحكم إلى العراقيين من خلال انتخاب حكومة ديمقراطية.

ورأت «القدس العربي» الفلسطينية ان هذا الهجوم، الذي لا يمكن تبريره، تتحمل سلطة الاحتلال الأميركي المسئولية الرئيسية عنه لأنها لم توفر الحماية اللازمة للمسئولين الأمميين وباقي البعثات الدبلوماسية العربية والأجنبية واعتبرت ان الفشل الأميركي في العراق هو السلاح الأخطر الذي يغذي العنف ويعززه ويصعّد من التطرف ويزعزع الاستقرار. وأملت الصحيفة الفلسطينية، أخيرا، ألا يؤدي هذا الهجوم الدموي إلى إحباط دور الأمم المتحدة في العراق، لأن العراق بحاجة إلى الجهود الدولية لمساعدة أبنائه في مواجهة الأزمات المتفاقمة التي يعيشونها في ظل الاحتلال. كما أملت أن يبتعد الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان عن السياسات الأميركية ويتخذ مواقف حيادية تجاه ملفات الشرق الأوسط المعقدة، وخصوصا الملفين العراقي والفلسطيني، وبما يؤدي إلى تعزيز مكانة المنظمة الدولية واحترامها في أعين العرب والمسلمين.

ولاحظت «الوفد» المصرية ان المقاومة العراقية وجهت ضربة قوية إلى الاحتلال الأميركي في العراق، بعد الانفجار الضخم الذي هز مقر الأمم المتحدة في العراق. ولاحظت «الأهرام» المصرية التي لم تشر إلى الانفجار إلاّ في العنوان، تصعيدا نوعيّا في عمليات المقاومة في العراق، إذ تزايدت معدلات عمليات المقاومة للاحتلال الأميركي البريطاني بصورة خطيرة خلال الأيام الماضية. وبدا واضحا أن تغيرات نوعية طرأت على أعمال هذه المقاومة، إذ اتسع نطاقها الجغرافي من ناحية فامتدت إلى مقاطعة في جنوب العراق مثل البصرة وأخرى في الشمال مثل الموصل، بالإضافة إلى المثلث السني الذي يحيط ببغداد والذي لم تتوقف فيه المقاومة يوما واحدا منذ احتلال العراق. كما لاحظت «الأهرام» ان أعمال المقاومة لم تعد توجه فقط إلى قوات الاحتلال الأجنبية، بل امتدت إلى ضرب مقومات البنية التحتية العراقية الأساسية مثلما حدث في تفجير خطوط المياه في بغداد وأنابيب النفط في مناطق شتى من العراق، والأرجح أن المقصود من ذلك هو زيادة تدهور الأوضاع المعيشية للعراقيين، بما قد يدفع بهم إلى صفوف المقاومة المسلحة للاحتلال الذي سيعتبرونه المسئول عما يحيق بهم من مشكلات وأزمات منذ سقوط نظام صدام حسين. واعتبرت ان ثنائية الاحتلال المقاومة، ثنائية تقليدية لم يخترعها العراق، وليست أعمال المقاومة الجارية فيه مجرد ردود فعل من أنصار النظام السابق المخلوع، فالمقاومة هي رد الفعل الطبيعي والمتوقع لأي احتلال عسكري مهما تكن الشعارات التي يرفعها براقة. معتبرة ان الحل الوحيد لوقف نزيف الدم والتدهور في العراق هو إنهاء الاحتلال وترك العراقيين وحدهم يديرون بلدهم بالطريق الديمقراطي الذي يختارونه من دون أي تدخل أجنبي.

واعتبرت الصحف اللبنانية انه من حسن الصدف ان مستشار الممثل الخاص للأمين العام غسان سلامة كان خارج المبنى، وأجرى اتصالين بالرئيس إميل لحود ووزير الإعلام ميشال سماحة طمأنهما فيهما على سلامته. ويذكر ان سلامة هو الرجل الثاني في بعثة الأمم المتحدة إلى العراق. ولاحظت (مانشيت) «السفير» «حداد في الأمم المتحدة وصدمة في العالم... تفجير مشبوه يضرب آمال العراقيين في الاستقلال» إذ تعرض العراق ومشروعه لاستعادة استقلاله وحريته وسيادته من الاحتلال الأميركي لضربة مؤلمة بعد أيام فقط من قرار اتخذه مجلس الأمن الدولي بتعزيز دور المنظمة الدولية الإنساني والسياسي في البلاد، على رغم اعتراضات أميركية صريحة. واعتبرت ان الاعتداء طرح أسئلة عن الجهة التي لها مصلحة في إبعاد الأمم المتحدة عن العراق، وهي الطرف الوحيد الذي يعمل بحيادية على انتزاع البعض من سلطات وصلاحيات الاحتلال الأميركي والبريطاني لإعادتها إلى العراقيين، وساهم في تشكيل مجلس الحكم الانتقالي العراقي وفي توسيعه ليشمل أكبر عدد ممكن من القوى العراقية، وفي تحضيره لتشكيل حكومة عراقية تمهد لانتخابات عامة على أساس دستور جديد يكتب بمساعدة دولية. فيما عنونت «النهار»: «الارهاب يتحول عدوانا على السلام في العراق»، وسجلت ان الاعتداء الذي استهدف بعثة الأمم المتحدة أسقط احتكار «إسرائيل» الاعتداءات على المنظمة الدولية في إشارة إلى اغتيال المبعوث الخاص للأمم المتحدة الكونت برنادوت في فلسطين العام 1948. ولاحظت الصحيفة البيروتية، انه على رغم حرص الأمم المتحدة المفرط على الظهور بمظهر السلام في العراق فإنها عجزت عن المحافظة عن أمنها وسلامها. واعتبر جوزف سماحة في «السفير» ان ما حصل «جريمة» منتقدا العقلية «الخرابوية» التي تكمن وراء العملية ضد الأمم المتحدة في بغداد، لافتا إلى ان طرد كل وسيط وإبعاد كل هيئة دولية وتدهور الحياة المدنية، لن تكون حصيلته إيصال الاحتلال إلى فشل. كلا، بل سيوصل العراق إلى الكارثة وزيادة الطلب على البقاء الأميركي. ولاحظ سماحة، ان ثمة مؤشرات على أن «الأواني المستطرقة» شغّالة بين مؤيدين للنظام السابق وبين الوافدين البن لادنيين الجدد. ويمكن، بسهولة، توقع الهيمنة الإيديولوجية للطرف الثاني مع ما يعنيه ذلك من تجويف للمقاومة من أية سياسة، أي من أي تقدير لموازين القوى الدولية والإقليمية، ومن أي تدقيق في البرامج والشعارات، ومن أي جنوح نحو استعادة نصاب وطني يجعل «الاستقلال» ذا معنى. كما توقع سماحة أن تعيد العملية إطلاق النقاش العالمي بشأن العراق، والحرب عليه، ونتائجها، ونجاعة السياسة الأميركية. لافتا إلى ان النقد الذي سيوجه إلى إدارة بوش وإلى بول بريمر سيبدو، للوهلة الأولى، أنه يضعف الموقف الأميركي ويعزز الأسئلة عن الأداء الإجمالي للاحتلال. ولكن، عند التدقيق، سيتبيّن أن واشنطن ليست الخاسر الأول لأسباب عدة منها أن الاعتداء طال البديل الأكثر جهوزية لوراثتها إذا ما أرغمت على انكفاء ما. أي أنه ساهم في إخلاء الساحة لمواجهة ثنائية ضارية مازالت الولايات المتحدة تملك رصيدا من أجل خوضها، لا بل من أجل توسيعها. ورأى ساطع نورالدين في «السفير» ان نجاة الوزير اللبناني السابق غسان سلامة هو الخبر الوحيد المُفرح، جرّاء العملية المشبوهة التي تطرح علامات استفهام كبرى بشأن النوايا الفعلية لمنفذيها والمحرّضين عليها، والذين بدا لنورالدين ان هدفهم الأوحد هو تحويل العراق إلى غابة، والحياة فيه إلى كابوس مريع. وشدد على ان تفجير مقر الأمم المتحدة في بغداد خارج أي منطق أو حساب ولا يمكن أن يخدم أي غرض، ولا يمكن أن يصدر سوى عن عصابة أو عن مافيا، أكثر ممّا يمكن أن ينتج عن عقل سياسي خطط ونفّذ مثل هذه الضربة لأمن العراق ومستقبله ومشروع الدولة التي يفترض أن تولد من رحم الاحتلال الأميركي. واستدرك فقال ان هذا لا يعني ان تفجير المقر الدولي في بغداد هو عبث مجرّد، أو عمل إجرامي متعمّد. فثمة جهة تتسم بقدر عال من الغباء السياسي قرّرت عن سابق تصور وتصميم أن تستهدف المؤسسة الأكثر حيادية في الشأن العراقي والأكثر استعدادا لكي تنتزع بعض أدوار وسلطات الاحتلال الأميركي لتعيدها في ما بعد إلى العراقيين.


...و«الأميركية» ترى أن الفوضى تجذب «الإرهابيين»

تناولت الصحف الأميركية التفجير الذي تعرض له مقر بعثة الأمم المتحدة في العراق وأدى إلى مقتل أكثر من 20 شخصا بينهم الممثل الخاص للأمين العام في العراق البرازيلي سيرجيو فييرا دي ميللو وجرح أكثر من مئة. وفيما أجمع المراقبون على ان فوضى أمنية وراء الاعتداء على مقر الأمم المتحدة، اعتبرت «نيويورك تايمز» ان هذه الفوضى مغناطيس يجذب «الإرهابيين» في العراق. وإذ تباينت وجهات النظر بشأن الدواء الناجع لتفادي المزيد من الاضطرابات في العراق، نادى توماس فريدمان في الصحيفة عينها بالاسراع إلى تسليم العراقيين شئون البلاد فهم بحاجة إلى الوقوف على الحواجز بدلا من الأميركيين لأنهم أكثر من يمكنه التمييز بين من أسماهم الأشرار والأخيار. ولم ينس فريدمان توضيح أن الأميركيين يحتاجون اليوم إلى أمرين: أولا، المزيد من الأميركيين في خلفية المشهد العراقي. وثانيا، المزيد من العراقيين على الجبهة العراقية. بينما رأت «واشنطن بوست»، في افتتاحيتها، ان الاعتداء على مقر الأمم المتحدة في بغداد يؤكد انه لا يمكن إحراز أي تقدم في عملية إعادة إعمار العراق من دون إحلال الأمن في البلاد، كما يؤكد ان تدويل احتلال الولايات المتحدة للعراق لن يكون الدواء الشافي للأزمة العراقية! وذلك بخلاف «نيويورك تايمز» التي طالبت بدور أوسع للأمم المتحدة في العراق على رغم إراقة الدماء التي طالت المنظمة الدولية نفسها.

ورأت «نيويورك تايمز» ان تفجير مقر الأمم المتحدة في بغداد نجح في تحقيق ما يصبو إليه «الإرهابيون»، ألا وهو تسميم الجو العام في العراق على المستوى السياسي والنفسي. وأضافت ان التفجير يهدف إلى تقويض جهود الإغاثة الدولية في العراق، غير انها رأت ان على كل الأطراف المعنية من عراقيين وأميركيين ومسئولين دوليين أن يعملوا سريعا على منع حدوث هذا الأمر، أي تقويض جهود المنظمة الدولية في العراق، وعلى منع توسيع الشرخ بين جهود إعادة الإعمار والمدنيين العراقيين. من هذا المنطلق طالبت الصحيفة الأميركية إدارة جورج بوش بإرسال مزيد من الموارد البشرية والاقتصادية إلى العراق كي يدرك الشعب العراقي ان الولايات المتحدة جادة في مسعاها ليقف العراق على قدميه مجددا، لأن ما وصفته باعتداء أمس، كان مؤشرا على الفوضى الأمنية التي تعم عراق ما بعد الحرب، هذه الفوضى التي اعتبرتها «نيويورك تايمز» مغناطيسا يجذب «الإرهابيين» مؤكدة ان الأميركيين لم يستطيعوا بعد إحلال الأمن في العراق. وطالبت الصحيفة الأميركية في ختام افتتاحيتها بدور أوسع للأمم المتحدة في العراق.

وعلقت «واشنطن بوست»، في الافتتاحية على ما أسمتهما «الاعتداءين» على مقر الأمم المتحدة في بغداد وتفجير حافلة في القدس بالقول إنهما من عمل «الإرهابيين» الذين لا يرون في قتل الأبرياء مشكلة لأنه يخدم موقفهم السياسي و«البروباغندا» التي يودون نشرها بين الناس. وأضافت أن «الاعتداءين» يعارضان رغبة الأكثرية من فلسطينيين وإسرائيليين وعراقيين في إحلال السلام في «الشرق الأوسط». وأوضحت ان تفجير الحافلة في القدس جاء منافيا لما تريده غالبية الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي، أي الهدنة... أما تفجير مقر الأمم المتحدة في بغداد فجاء معارضا لكل من يطالب بدور للأمم المتحدة في حفظ السلام في العراق، ومعارضا لبرنامج الولايات المتحدة لإعادة إعمار العراق. إلا ان الصحيفة الأميركية رأت ان «الاعتداء» على مقر الأمم المتحدة في العراق جاء ليؤكد انه لا يمكن إحراز أي تقدم في عملية إعادة إعمار العراق من دون إحلال الأمن في البلاد، كما ان «الاعتداء» أكد، على حد قول «واشنطن بوست»، ان تدويل احتلال الولايات المتحدة للعراق لن يكون الدواء الشافي للأزمة العراقية.

ورأى توم شانكر في «نيويورك تايمز» ان التفجيرات الأخيرة في العراق تهدف إلى إحباط خطة الولايات المتحدة لعراق ما بعد الحرب، إلى جانب تخويف منظمات الإغاثة التي تساهم في عملية إعادة الإعمار. واستدل من حادث تفجير مقر الأمم المتحدة في بغداد، على وجود استراتيجية جديدة بدأ المعادون للوجود الأميركي في العراق يستخدمونها لإحباط خطة الولايات المتحدة لعراق ما بعد الحرب، إلى جانب تخويف منظمات الإغاثة. ونقل عن خبراء عسكريين وآخرين في شئون الإرهاب ان التفجير يتطابق من حيث الأسلوب مع تفجير أنابيب المياه والنفط الأخير وتفجير السفارة الأردنية في بغداد، إلا انهم أكدوا انه من السابق لأوانه تحديد الجهة المسئولة عن ذلك. واعتبر شانكر ان التفجيرات الأخيرة في العراق تهدف أساسا إلى منع حصول أي تطور في برنامج الولايات المتحدة لإعادة إعمار العراق، وبالتالي منع حصول أي تحسن في ظروف عيش العراقيين. وأوضح ان التفجيرات تهدف إلى نفي وجود قدرة لدى قوات التحالف على إحلال السلام والأمن في العراق، وإلى منع الأميركيين عن كسب محبة الشعب العراقي وثقته بأن هذه القوات قادرة على إحلال الاستقرار في البلاد.

إلى ذلك رأى ان تكتيك تفجير السيارات والشاحنات يحمل توقيع ما أسماه «الإرهاب الشرق أوسطي»، مشيرا إلى ان أول من لجأ إلى هذا التكتيك هو، بحسب زعمه، «حزب الله» اللبناني ومن ثم شاع استعماله في كل «الشرق الأوسط». وكشف شانكر ان مسئولين أميركيين تلقوا معلومات غير دقيقة من وكالات الاستخبارات والوكالات العسكرية الأميركية عن احتمال تفجير مقر الأمم المتحدة في بغداد (من دون أن يعطي أي تعليق على ذلك). وختم مقاله ناقلا عن مدير مركز دراسات الشرق الأوسط التابع لمجلس العلاقات الخارجية الأميركي ريتشارد برونسون، ان الاعتداء على الأمم المتحدة في بغداد سيكون محفزا للدول الأوروبية والعربية للتدخل في العراق من أجل إحلال الاستقرار والسلام في هذا البلد.

ورأى توماس فريدمان في «نيويورك تايمز»، ان أعداء الولايات المتحدة في العراق يقومون من خلال «اعتداءاتهم» على قوات التحالف ومقر الأمم المتحدة وأنابيب النفط والمياه بتدمير أية شراكة بين القوات الأميركية والشعب العراقي. وأضاف ان «الاعتداءات» المتواصلة تجعل القوات الأميركية تختبئ أكثر فأكثر وراء متاريسها، وتجعلها تفقد الثقة بالشعب العراقي، وتدفعها إلى بناء مزيد من الحواجز في المناطق العراقية وخصوصا في بغداد. وأورد في هذا السياق ما قاله له أحد الأساتذة العراقيين إنه على رغم ان صدام حسين كان دكتاتورا فإنه كان يسمح بفتح الطرقات، أما اليوم فالأميركيون يقفلون كل الطرق الرئيسية. من هذا المنطلق رأى فريدمان ان على الولايات المتحدة أن تسلم العراقيين بأقصى سرعة شئون البلاد فهم بحاجة إلى الوقوف على الحواجز بدلا من الأميركيين لأنهم أكثر من يمكنه التمييز بين من أسماهم الأشرار والأخيار من الشعب العراقي، كما ان عليهم أن يظهروا أكثر على الساحة كي يتأكد الجميع ان «الاعتداءات» التي تحصل في البلاد تستهدف العراقيين وليس الأميركيين. وأوضح ان على الرئيس بوش إعطاء الحاكم الأميركي بول بريمر المزيد من الموارد اللازمة لإعادة الخدمات إلى العراقيين بأقصى سرعة، والبدء فعليّا بتسليم العراقيين شئون بلادهم أكثر فأكثر وخصوصا فيما يتعلق بتحريك الغالبية الصامتة من الشعب العراقي، لأنها، على حد قول فريدمان، الصديق الكامن بينما الباقون يريدون للولايات المتحدة أن تفشل في العراق. ولفت في ختام مقاله إلى كلام لممثل الأمم المتحدة في بغداد سيرجيو دي مليو، الذي قضى في تفجير مقر الأمم المتحدة في بغداد، كان قاله أمامه، من انه يؤمن بقدرة الشعب العراقي على بناء عراق مختلف في حال أعطي الفرصة للقيام بذلك

العدد 350 - الخميس 21 أغسطس 2003م الموافق 22 جمادى الآخرة 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً